الخاتمة

881 27 10
                                    

الخاتمة

بعد أسبوع كامل *****

"الحب جزء من وجود الرجل ولكنه وجود المرأة باكمله" كلمات دائبت جدته على تكرارها امامه ولكنه لا يشعر بصحة هذه المقولة، لقد كاد يهلك لمجرد شعوره انها ستقوم بفعل طائش، مجنون!
هذه الصغيرة جعلته يعاني لوثات عقلية وكاد يهلك الحب بينهما ويقطع كل أواصره.. بل كاد يمزق كل الخطابات داخل الحب ولا يرسل أي خطاب.. ثم تزاحمت افكاره فلم يجد غيرها يحتويه ويجيد ذلك ببراعة فتارة تكون أمه وأبيه وبلحظة أخرى صغيرته ومن عليه حمايتها، أدرك ان اجمل خطاباته إليها لم تكتب بعد ولن تخطها أقلامه بل سيبثها بشفتين حارقتين.. ارتسمت ابتسامة شقية على ملامحه وبدأ ينظر لذهبيته الضائعة داخل فراشه.

داعبت أنفها رطوبة ما، وجعدت انفها عدة مرات ثم مسدتها بسبابتها، ولم تشعر بجسده الذي اتخذ ارتجاج طفيف طريقاً له ليخرج ضحكاته المكتومة.. اختارت كفها ان تسقط فوق خصره الثابت جوارها، فتنهد وكأنه يعلن انتهاء الألعاب الصبيانية، وضع زهرة الأوركيديا الندية على وسادتها ناظراً إليها باعتذار لكونه تركها بعد ان كان يداعب انف ذهبيته بها فتقطر قطرات الندى داخلها على بشرتها، وقبل ان تقترب كفاه لذراعيها فيسحبها لصدره كما كان ينوي، همست وعيونها بنصف اغلاقة: "أحبك ولدي كل القدرة لأحيا بين أضلاعك ..ولكن صدقاً اتمني النوم بهذه اللحظة" تأوه بصوت يعلن داخله التلذذ بكل ما تهمس به شفتيها ثم اردف باعلان اكثر قوة "إجابتك خاطئة كلياً..سأكون إلى جوارك ارتوي من أنفاسك ،مقيماً وحيداً لشفتيك هاتين" بلحظة سكن النسيم حولهما ،وعيناه تتأملان جمال الحب في عينيها، ثم هبطت عيناه لتذوب في روعة شفتيها، وهى تبتسم لملائكة العشق الراقصة حول شذى زهرة الأوركيديا. .جذبته نظرتها المتسلية ليقترب أكثر ولكنها فاجأته عندما وضعت ذراعيها الممتدة بينهما كأطول مسافة تستطيع وضعها أمامه ..كان مستعداً أن يعتلي نسمات الهواء وعبير الزهور ليقترب منها ويجدد عهود الغرام على مسامعها انزلق لأسفل يشاركها وسادتهاهامساً بخشونة رجوليه محببه "اريد ان اكون جزءاً من أنفاسك" استمعت لدقات قلبه المتواترة على انغام تردد انفاسها داخل صدرها معلقة بعدما شاهدت تلك الهالة من الضوء تغزو شعره، وتسكن بهدوء داخله، حسدتها شيارا وتمتمت داخلياً"اريد ان اذوب داخل شعرك كشعاع الضوء حتى اذوب حباً بعطرك "ولكنها لم تطلق أعترافها وكانت كلماتها آمرة بترجي "أريد ان انام سيفورزا " اقترب من رقبتها ليغفو بسر دفئها ويذوب عشقاً بعطرها ،داخله ادراك أنه سيكون طرفاً في حوار دائم الصخب سجين بين شفتيها ،بينما روحه تحيا بين مقلتيها ،لا يراه سواها معلنا لها دوماً أنه روحاً تعيش بين نعومة كفيها ،اشتعل الجمر داخل صوتها عندما همست باسمه كماعَشِقَ أحرفه من بين شفتيها "فابيو.."
أهذا اسم تناديه به أم صار نشيد للعشق يجعل الحنين الذي يمتلكاه يخطو بنزهة تفكيره ويهمس بصوتها العاشق "أحبك سيفورزا" سرعان من شرد في شريط حياتهما بكل مرّه قبل حلوه، وكل الأفعال السيئة التي قام بها تجاهها يشعر أنه مازال يتألم من تلك الذكريات الشاردة التى تترى على عقله وخاصة وهى تكاد تختفي امامه ذوباناً فيه يعتصرها داخل احضانه ويرسل تنهيدة حارقة فتزداد أصراراً على منحه صك الغفران ،عندما تجذبه إليها ممزقة ذلك الضماد اللاشعوري الذي يغلف الجرح النازف بينهما:
"فلتقتلني حباً فابيو!" إزداد ضغطا على قاعدة عنقها "اعشق تسامحك مليكتي!" جاءت له كالحلم ،اسرت قلبه بعدما نثرت أحرفها بأرضه ،فصار يريد ان يسبح معها كل ليلة بسماء العشاق ..انها تلك الطفلة التى لا ترسم بأوراقها إلا حروف أسمه ..فسلبته عقله وفؤاده ومنحته اعذب حياة قد يحياها يوماً.

أنت جحيمي [مكتوبة]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن