الفصل الثامن عشر

576 17 0
                                    

الفصل الثامن عشر

"قفي روميليا "جمدت عيونها على مخدومها الذي هب واقفا امامها مشيرا للشرشف بين ايديها "هل بدلت هذا "حركت رأسها بلا وعقبت "سوف افعل كنت سأخذ هذا للغسيل اولا " امتدت اصابعه لتجذب الشرشف من بين يديها "اتركي الغرفة كما هى "اعترضت روميليا "ولكنها سيدي "صرخ بها " نفذي ما امرتك به "ادركت من نظرته القاسية التى نادرا ما يسددها لها انه واصل لحده احنت رأسها وتركته خلفها ليواجه حسرته بنفسه ..

صعد بساقين متهالكتين لغرفة صارت هى مصدر انقباض لروحه ، ما ان دلف للغرفة الفارغة حتى كاد يختنق نظر للشرشف بيده بفزع وتركه يسقط ارضا كمن كان يمسك حية كادت تلتف على عنقه فتزهق انفاسه سار بسرعة حيث النافذة وفتحها صار يلتهم الهواء فابصر الدنيا تتبدل والألم يستعير من السماء لونها وزرقتها ويمنحها من ظلامه وكأبته فباتت حتى تلك النافذة بلا هواء يصلح للتنفس عندما تذكر لحظة حميمية اخرى تركها تشهق ذارفة دموعها عندما اطلت نظرة الفزع من عيونها ودفعته بعيدا عنها ...

كيف لم يدرك ان هناك يدا أثمة حقيرة كادت تغتال براءتها ، سخر عقله "اي يد تدعي لوكاس ام فابيو "ارتدت رأسه للخلف ليسمع كلمتها "ان المرأة هى الوحيدة التى تعلم من اغتصبها "دفع كفيه داخل شعره مستنكرا " قسى نعم ... اغتصب لا "صرخ للفراغ "لم افعل انها .."علقت كلمته بالهواء فوق رأسه كمقصلة مهددة حتى همس بنفس ذاهلة "انها زوجتى "ادرك انه اضاعها تماما عندما خفقت دقات قلبه بتسارع صارخ داخل قفصه الصدري لدى تجمد عينيه على فراش عذبها فوقه عندما قيدها بيديه وصار عقله يستنفر جميع صورها يستحضر ما احتوته عيونه من تجمدها وكسر كبرياءها قبض على اصابعه لدرجة كاد يهشم كفيه ثم فتحها باستسلام تام ، جر ساقيه لفراش صار عذابه وملاذه ..

اختار البقعة التى كانت تتوسدها نام فوقها يتلمس بشرتها علها تركت اثراً من اثارها او دفئا يلف ذاته العارية به كل ما حوله ينطق انها كانت هنا امتدت اصابعه متناولا الصورة المختبئة داخل طيات الفراش المتغضن وقد اظهرت نفسها بخجل من تحت وسادتها اصبحت دليل نفي بعد ان كانت دليل اثبات منذ ساعات لاحظ قبضتيها المتكومة تكاد تلكم هذا الوقح وهو يمرر كفيه على جسدها كمن يفتش عن شيء وملامح وجهها الفزع .

ادرك ان غضبه اعماه وداخل نفسه ذاك الميراث العائلي من الكلمات التى اطلقها جده ماركو سيفورزا على كاهل أليساندرو اسيدورا وكان حديث ماركو الممتع في لياليه وسهراته كيف انزل العقاب بآل اسيدورا شامخي الأنف وقد مرغ انوفهم بالتراب عندما فضحهم كان يشرح كل هذا لزجاجات الخمر الفارغة التى افرغها داخل جوفه محاولا ايجاد طريقه لنسيان ابنته باتريسيا فائقة الجمال وصاحبة القلب العاشق ولكنه كان دائما ما ينتهى الحوار الذاتي لبكاء حار من جده ، بكاء من نوع غريب غامض ان يأتى من شخصية فخورة كجده ماركو ..

أنت جحيمي [مكتوبة]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن