الفصل السادس والعشرون
ضربها ارتباك ولم تعلم ماذا تفعل معه لم تجد سوى امرها للرجال "تستطيعون وضع ما تحملون من اثاث بالحديقة ريثما ننهي الوضع المعلق بيننا " تحدته بنظرة قوية كأنها تعانده بتحديها ..فابتسم ثم رفع اصابعه للعمال باطاعتها بينما هو دلف للمنزل مستغلاً انشغال العمال بمايقومون به متحسرين على الثروة المهدورة فسوف تتعرض للتلف سريعا نظراً لحساسية الحرير الأبيض المكسو به مجموعة المقاعد الفاخرة التى تشكل غرفة استقبال يتمنى كل منهم ان يقتنيها ووجودها هنا بالحديقة المهملة هو قمة التعنت من جانبها لذا رشقوها بنظرات اقل ما فيها انها غاضبة ..
"ماذا تريد فابيو" نظر إليها ملياً وافكاره تدور داخل عقله وهو يراها محاطة باربع شباب صغار يملئهم التهور وقد يمنحهم تعاملها معهم شعور قد يضرها مستقبلا.. ولكنه لم يجد ما يجيبها به سوى تعنته "منزلي واريد المكوث فيه "عقدت ذراعيها امام صدرها الذي ارتفع اثر ضغطها على ذراعيها بطريقة جذبت انظاره مما لون عيونه برغبة خالصة فتتبعت مسار انظاره حنقت عليه "تبا لك فابيو لا تفكر سوى بهذا " حان دوره لعقد ذراعيه بذات الطريقة فلاحت لها عضلات صدره العريضه بدعوة وكأنه علق عليها منشور "ألمسيني " ..شغلت يديها بجذب بلوزتها الصوفيه وكأنها تمسدها وهى تجيبه باصرار "إذا سأغادره" ضاقت عيونه وتعمد اسدال اهدابه عندما صارحته بقسوة "كما غادرت بسببك كل مكان احببته " تنهد بضيق ثم فتح عيونه باتساع مهاجماً اياها "انت من اخترتي المغادرة تذكري هذا " بدأت تتحرك بعصبية وهى تلتقط سترة ارتدتها ثم حقيبتها وخرجت بسرعة وصوته يقذفها بلهب "هكذا انت اما تتهورين او تفرين ليس امامك إلا الفرار لا تملكين الجرأة على المواجهة " ...
بعد ساعة قضتها سائرة قطعت بها الكثير من الطرق حتى وصلت للسوق المقام في المدينة اقتربت من مقهى المدينة الذي ارتادته هذا الصباح وجلست تفكر بعد ان تفتت سحب الغضب في ما حدث امس عندما هبطا من الطائرة ووجدت اجساد اربعة رجال يحيطون بها واحدهما نال دهشتها وجلب الدموع لعينيها لدرجة انها جرت عليه ووقفت امامه تلهث من الصدمة "لا اكاد اصدق انت حي انتوني ياألهي كنت اظنك ميت " ضحك من كلمتها وتذكر المعاناة التى منيت بها "لقد انقذني هذا الرجل واشار للخلف استدارات وشهقت بصرخة "باولو انه انت " ثم اضافت باستفسار متلهف عندما تذكرت اخته الصغيرة "هل انقذتها ..لا تقل انك فقدتها هناك " اقترب وهى يحيط كتفها بكفيه وينطق بسعادة "لقد استعدتها لولاك ما كنت استطعت اعادتها " لم يأخذ اللقاء منهما وقتا كبيراً إذا مال ماريانو على فابيو وريكاردو في اجتماع مصغر بعدما أستقبلاها بترحاب شديد وجعلاها تطمئن لوجودهما بجوارها ..ابهرها بحرصه على ان يكون الجميع امامها لتدرك ان هناك كتلة حامية لها لدرجة ان جيانو حضر واحتضنها وهو يدعوها بالمخربة الصغيرة واعلن لومه الصريح لها "لقد ارهقتنا جميعاً "ابتسمت بحياء ونظرت لفابيو لحظتها وجدته كما توقعت لا يزيح نظره من مراقبتها ونظرة تعلمها جيدا هى كل ما يرنو به إليها منذ لقاءهما معاًلم يحاول ان يقترب منها ولا تعلم لماذا يضع حدا معها ..ولم حرص على بث اطمئنان داخلها بجمع كل من اطمئنت لوجودهم بحياتها بلحظة شكلوا كتلة حولها شعرت بالحماية بينهم وانها قادرة على تحدي اي شخص بهم ..توجهوا جميعا حيث ادلوا بشهادتهم في بعض القضايا منهم محاولة قتل زوجها ودعم شهادتها وجود انتوني وادلته السابقة مضافا إليها وجود البث الصوتي الذي تم اعتماده لتوجيه تهمة محاولة القتل العمد لأندرويتي وغيرها من قضايا كافيه لنفيه من الساحة دهرا كاملا ..ولكنها لا تعلم لما تعمد فابيو ان يخفيها بعيدا وهل معنى هذا انه كان يدعى النوم لحظة غادرت والآن لما عاد بعدما اطلق حريتها بعدما تم الأدلاء بشهادتهم حيث وقف وانتظر ان تتحدث ولكنها صمتت فسألها "هل ستتفضلين وتأتين معي لمنزلنا "
أنت تقرأ
أنت جحيمي [مكتوبة]
Romanceالملخص صادفت منقذها في أصعب لحظات حياتها.. في قمة ضعفها وهوانها، كان السبب في نجاتها.. عشقته منذ التقت عيناها عينيه! كل ما يذكره عينان بنفسجيتا اللون تذكرانه بالسماء الدخانية فوق قمة جبال مون بلان الثلجية.. ظلت حوله رسالة ووردة أوريكيديا بيضاء بِلا...