الفصل الثاني والعشرون

660 18 12
                                    

الفصل الثاني والعشرون

"باولو إهدء قليلاً فالجرح بطريقتك هذه لن يلتئم ولا داعي لأن اذكرك كيف اصبت به " تجمد بمكانه بعد الدوران بالغرفة الخلفية للكوخ الواقع بين منطقة مشجرة تشكل جزء خلفي من مدفن مهجور, .ثم بدء يهديء من نفسه واجبر نفسه على التوجة للفراش حيث الخنوع وهو يجيب بإحباط : "ليت الرصاصة التى أصابت ساقي كانت أصابت قلبي لن استطيع الحياة وحيداً لوحدث لها شيء , بعد ان وجدت بامبولينا أخيراً "تنفس بسخاء فاتبع انفاسه بكلمات مؤلمة موجعة لقلبه "ثلاث سنوات أبحث عنها حتى علمت مكانها والأن وبعد ان انقذتها من ذلك المزاد الحقيربمساعدتك ومساعدة اصدقائنا هنا.. ستضيع من يدي مرة أخرى ايتني ما سمعت اقتراحاتكم وتركتها تغادر بمفردها " أكد الصديق عندما وجد اليأس يملأ الكلمات المتناثرة امامه"انت تعلم ان مغادرة بامبولينا كانت الحل الأمثل لها ولنا لقد افسدنا مزاداً يمثل مليارات لأصحابه وقد افسدنا عليهم المزاد جميعة وقد هربنا عدد كبير من الفتيات وساعاناهم على الهرب "., إزاء الحقائق الدامغة التى عاصرها بنفسه صمت , ثم قال عازما بقوة :"سأقتله بيدي ذلك الحقير لو حدث لها شيئاً "ارتفع رنين الهاتف الوحيد الذي يملكه الصديق الذي انتفض قبل ان يعرف هوية المتصل مجيلا بصره بالمكان كأن الشخص المتصل به سيراه ثم همس "انه رقم لا اعرفه "هدر باولو بعد ان ضايقته نبرة الخوف من صديقه "افتح الخط حتى تعلم من هو " ما ان رفع الهاتف بالقرب من اذنه حتى استحال القلق الذي سكن وجهه لأبتسامة اضأت ملامحه باشراقة حياة "بامبولينا ..ايتها الصغيرة الشقية لقد متنا رعبا عندما علمنا ما حدث لسفينة سيفورزا ..كيف ..."انقطع سيل كلماته عندما اختطف الهاتف من بين اصابعه لينام بقلق داخل اصابع اخرى "بامي طفلتي كيف انت؟ وكيف اصبحت؟ وماذا حدث ؟"ضحكات الفتاة الناعمة سرقت انفاسه وتذكر معانتها لسنوات ثلاث وكيف اقسم امامها انه اخوها حاميها حتى صدقته فملامح وجهه اختلفت عن الماضي ولن ينالها اذي بعد الأن .همستها الناعمة اثلجت صدره وهى تتكفل بالشرح له "اخي لا تقلق انا الأن امنة وبخير والفضل يعود للسيد أليكس الذي شعر ان هناك امر مريب عندما تلقي اشارة من الميناء بالتوقف بوسط البحر

فاخذني وانزلني بالقارب المطاطي مع احد البحارة وامره ان يذهب بي لمنزل السيدة شيارا سيفورزا كما امرتني وكما عاهدك على ايصالي وقد كان ولكننا لم نجدها هناك فارسل زوجها شخصا يدعى السيد ألفريدو الذي اعلمني ان السيدة متغيبة بالخارج لفترة قد تزيد عن الشهرين وقد اخذني لأتواري بمكان امين جداً " سمح باولو لأنفاسه الحبيسة ان تخرج فخرجت زفرته مسموعة وصلتها فارادت ان تطمئن عليه بعد معاناته في البحث عنها ومعاناة اكثر لتصدقه بعد ان غير الحادث تكوين عظامه لدرجة لم تتعرف علي اخيها الذي تنام صورته القديمة بين جفونها تنتظر نقدمة لأنقاذها وكان نصيبه رصاصة من رجال العصابة التى قاتلها ببسالة ليأخذ ها من بين ايديهم, وقد كان له ما اراد اخذها ومهد لها طريق الفرار والعودة ..اتت همستها بنداء مستفسرة "اخى "تجمدت ملامحه فقد يأس انه سيسمع الكلمة من بين شفتيها فلمعت عينه بطفرة دامعة اراحت قلبه واستمع لسؤالها الحاني "كيف حالك الأن باولو ..اقصد الأصابه .." قبل ان يتمتم بخير .. صرخ صديقه بالقرب من الهاتف "يجوس المكان كدب قطبي حبس في الصحراء "ادرك باولو عندما رجت ضحكتها على الطرف الأخر الغرفة ان المكبر مفتوح ..ابتسم عندما زادت ضحكتها وشعر انه لا يريد من الحياة اكثر من سعادتها ..سرق نظراتها تحرك جسد بالغرفة ..فانتبهت للشخص الذي تقدم ليجلس جوارها مشيرا لها ان تمنحه الهاتف فتمتمت لأخيها بنعومة "باولو هناك شخص يريد الحوار معك "ولم تنتظر ان يسأل عن هويته .. منحت الهاتف للرجل المصاب وذراعه مضمده بكليتها ومرفوعه لرقبته بواسطة حمالة كتف طبية زرقاء "باولو يا صديقى لا تخش على بامبولينا انها معي " صرخ باولو وهتف بسعادة " انتوني أحقا نجوت ايها العجوز "ضحك الرجل الذي ذكرته الكلمة بليالي الصداقة بينهما وتذكر اخر لحظات قبل ان يغلق مع شيارا وجد رسالة على شاشة الحاسوب داخل سيارة المراقبة " تم كشف سيارة المراقبة "خلال اللحظات التالية سرت الفوضى بالسيارة فكان زميله الصغير ينبطح ارضا اما هو سقط حالما اصابته رصاصتان او اكثر جاءت سقطته فوق جسد زميله بالمهمة فحماه وكل ما سمعه قبل ان يغيب عن الوعي صرخة عالية ظنه صوت باولو صديقه ولم يدرك اهو حقيقة ام مجرد تمني ان يكون هو منقذهم "دعوا لي مهمة تنظيف القذارة الرئيس يريدكم "..بعدما افاق كان في مشفي مؤمن من رجال لا يعلمهم علم فيما بعد من زميله بالمهمة ان باولو هو من اخرجه من السيارة قبل ان يضرم فيها النار ويهيء له مكان بالمشفي وقد ادلى له صديقه بان الفلاشة مع شيارا بعد ان اعاد شريط الواقعة كلها داخل عقله وجد لسانه يلهج بالثناء "شكرا لك يا صديقي لولاك كنت اصبحت وقودا للنار " اجابه باولو بامتنان "وانت يا صديقي حميت صغيرتي"اجابه "لست انا بالحقيقة من انقذت صغيرتنا انهم عائلة سيفورزا من قامو بحمايتنا معا .. انت لا تعلم كاد رجال اندرويتي ان ينالوني بعدعودتي للمنزل وذلك بعد خروجي من المشقي بيومين وبذات ىالوقت جاء فابيو سيفورزا ورجاله وكأن القدير ارسلهم حتى يمنع رجال القذر من تصفيتي نهائياً المهم الفلاشة مع سيفورزا الأن هو يستطيع التصرف اكثر مني وانا هنا تحت حمايته حتى استطيع ان ادلي بشهادتي في عدة قضايا اهمها اتهام اندرويتي بالتحريض على قتله بالقضية القديمة التى مازالت مفتوحة للأن ..اما باقي القضايا رفعها فابيو على اندرويتي لأنقاذ زوجته فان لم تقضي عليه ستحد من نشاطه لفترة طويلة"اصغى باولو باهتمام وقبل ان يغلق الهاتف لم يفته ان يستمع لصوت صغيرته ويوصيه بها ..بمجرد ان اغلق الهاتف نظر لصديقه قائلا "الوضع مازال غير مطمئنا لشيارا سيفورزا "ثم تحدث بضيق ملئه الذنب " لم استطع اداء واجبي وحماية السيدة الرائعة التى تفهمت موقفي وامرتني ان لا اضيع اختى لذا توجب على العودة قد اساعد في انقاذها هذه المرة " جاء صوته حادا من اثر الأحباط " يجب ان اعود لروما باي طريقهة وباسرع وقت " عمق التفكير ملء ملامح الصديق الذي استطاع فيما سبق ان يطلب من احد اصدقاءه العاملين بالميناء ان يوصله لأحد القباطنة الذين يقودون سفن سيفورزا التجارية وتأتي للبرازيل محملة بالبضائع وتصادف وجود السفينىة سيفورزا اكس التى يقودها سيفورزا اخر وقد قام باتصالاته مع ابن عمه فابيو ووافق على صعود الصغيرة وتكفل بحمايتها بعد ان علم القصة كاملة وما صلتها بزوجته ..اجابه بعد تفكير "لابد ان نتبع ذات الطريقة سأحاول ان اتصل باليكس سيفورزا "واردف ساخر "يبدو ان آل سيفورزا تحولوا مؤخرا لمنظمة انسانية هدفها حماية رجال الشرطة الشرفاء " علق باولو "ان كان من اجل السيدة الذهبية فهذا شيء محمود ..صدقني انها تستحق "صمت برهة وعاد يكرر"انها تستحق فعلا "ووضح معقبا "انت لم ترها وهى تحثني ان انقذ بامبولينا رغم الخطر الذي كانت هى ذاته داخله بل وصل بها الأمر ان تأمرني إلا اعود بدونها "اضاف صديقه "ان كانت كما تقول فهى رائعة " ثم اردف "ولكن بعدما حدث مع السفينة اكس لن يستطيع السيد أليكس مساعدتنا فقد اصبح بالقائمة السوداء لدى السلطات وسيتم انهاكه من التفتيش كلما رست سفينته على المواني

أنت جحيمي [مكتوبة]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن