الفصل الخامس والعشرون
سارت امام دييغو بهيئتها الفاتنة كعروس هندية تتوجه لجناح زفافها الملكي بصورة تناقض تماماً واقعها المرير ستتواجه مع غريمتها بثوب متهمة وباحقر جريمة لصة ..من داست الماس يوما أصبحت لصة ..من تلاعبت بعرش اباطرة المال لصة .كادت عبرتها تقفز خارج مقلتيها ..قلبها يكاد يخرج اخر خفقاته ويكون التصلب مصيره بالنهاية ..لو شاهدها هو هكذا ستسقط جثة هامدة ..جذبت اطراف ساريها فوق رأسها لتجعله يتدلى مواريا ملامحها بطريقة كلية في حركة حماية عشوائية واهنة ..لا تعلم للآن كيف فرحت برنين هاتف الحقير دييغو عندما اعلنوا له اختفاء خاتم ثمين من حقائب احدى السيدات ويتوجب سؤالها هى بالذات لم تفكر انها افرغت سوى حقائبهما ..فرح قلبها بمصيبة ليحل عليها الصمت منذ علمت اي جناح يقصد وهاهو يسير بها كمتهمة وحيدة ..ترجو الأرض ان تفتح لها باباً وتخفيها داخله ..صوت دييغو يخترق عظامها بسوط جليدي يسومها العذاب "اليوم ستكونين بين يدي السلطات على كل حال .سواء سارقة او متسللة "لم تجب عليه بكلمة ..لا تشعر بأدنى اهتمام بمصيرها القادم .. ربما خروجها من البلاد افضل حل قد يقع لها قبل مواجهته ..تأوهت بحسرة داخلية "ليت باولا لا تتأخر وتنفذ ما طلبته منها "..
دفعها دييغو لداخل الجناح الذي لم تدرك متى فتح اصلا ..لم تشعر برأسها وهى تشمخ لأعلى كملكة حقيقية ذات كبرياء وشمم وأصل تليد لا تصله من وقفت امامها متهمة .."سيدتي هذه العاملة هى من قامت بافراغ الحقائب اليوم "رغم الأهانة التى تأصلت في تقديمها , ازدادت شموخا تعاند كتفيها التى تريد ان تسقط بتخاذل سافر وهى تهمس داخلها "استعدي شيارا ..استعديها " ...اقتربت خطوات انثوية رشيقة تدفع كعبها العالي على ارض الجناح مصدراً دقات كناقوس خطر داهم " كنت اضع خاتمي بالحقيبة الصغيرة فهل رأيته " اجابت على السؤال بثقة مازالت من مفرداتها " إن كنت تقصدين الخاتم ذو الفص الاستراس الأصفر الشاحب فنعم رأيته ووضعته داخل علبة المجوهرات الموضوعة على منضدة الزينة ككل غرف الفندق "ثم اضافت بقوة تحقق معها بسؤال هام "متى فقدته "تبعثرت لونا بلحظة ضياع لم تكن تتخيل انها سيتم التحقيق معها ثم سرعان ما لملمت شتات نفسها وهي تمرر كفها على جيب سترتها بحركة طبيعية "لم اجده باي مكان ..اخرجيه انت من حيث وضعته فهو لن يطير ان كان لم ينقله احد " اجلى دييغو حنجرته آمراً اياها "اجلبيه شيارا "استدارت عيون المرأتين إليه للمتحدث الذي كان منذ فترة كهواء الغرفة فاصبح اثراً يجسم بينهما بلحظة ..وكأنهما قد تنبهتا لوجوده للتو ..ازدردت لونا لعابها عندما سمعت الأسم الذي شق صيوان اذنيها للتو فخفق قلبها بقوة وشحب وجهها ..مسدت بطنها بكفها بحركة طبيعية آخرى تحوي حماية وطمئنة لجنين مستكن داخلها .. حركة تدركها اي انثى وبالطبع لم تخف عن شيارا ادركتها بكل الألم لدرجة أرتخت ساقيها ولكنها استعادت استقامتها مرغمة بسرعة ألتوت معدتها في تذكير انها لا يمكنها ان تكون اما بيوم ما وهى تعاني هذه الحالة الالتى تأصلت بها وجدت نفسها تهمس بشقاء داخلى مؤلم "فابيو سيفورزا لا يسير وذراعه خال ولا يمكث بفراش بدون امرأة "عقلها ضاع بين اهانته لها وقسوته معها اخيراً كسر قالب الجليد الذي كانت وضعت به ذكرياتها الموجعة لتلك الليلة وسرها الذي دفنته داخلها وجاء اعترافها لنفسها انه يستحق كل عقاب انه يستحق كرههاو بغضها مسدت كفيها كمن فكت القيود عنها للتو ..افاقت لواقعها على صوت لونا وهى تأمر السافل دييغو بلطف " دعنا بمفردنا سيد دييغو" انحنى دييغو باحترام ونفذ الآمر بسرعة اذهلت شيارا ذاتها اين هذا المتذلل من ذاك المتنمر الذي كان يجوس حولها بهذا الجناح مسبقا" عقدت لونا ذراعيها امام صدرها بمجرد مغادرته"دعيني ارى وجهك من فضلك "...لم تتلكأ شيارا وداخلها ادراك انها كلما انتهت من هذا الموضوع كان هذا افضل للجميع.. ازاحت اطراف الساري عن شعرها تاركة اياه يسقط على كتفيها بحرية "شيارا أليساندرو بخدمتك سيدتي " ابتسامة جذابة لونت عيون لونا بالبهجة وزفرت بارتياح "آخيرا .." تفرس شيارا بها وعيونها ترمي بوجهها شررا لم تنتبه له واردفت "اخيراً ألتقينا "تغضنت ملامح لونا باندهاش ومرت بفراغ ثم نامت قسوة بين حاجبيها المعقودتين عندما اضافت شيارا "أليس هذا ما تسعين لسماعه "واستمرت لتكمل بتهذيب ساخر "سيدتي "ثم صفقت بكفيها "هل اردت استدراجي لتخبريني عن حملك؟؟ اهنئك بقوة "اعادت لونا ذات الحركة مررت كفها على بطنها بحنان وحماية بينما استعر جمر داخل شيارا التى وجدت فرصتها لتثبت كراهيتها له وللونا وللجميع حتى لنفسها "لم يستطع ان يتزوجك وله اخرى لم تمنحه حق الطلاق ..أليس كذلك " اقتربت من لونا التى اعترضت بكلمة "انت لا تعرفين شيئاً"بينما شيارا تردف بقسوة "اصمتي " اندهشت لونا من نفسها عندما اخرست اي اعتراض داخلها لقد نفذت امر المرأة التى تواجهها بكل غضب الآن "هو لا يعلم وانتي تخفين حتى تحصلين على اسمه وماله "صمتت برهة ولونا عاجزة عن النطق امام الهالة التى تبثها بالمكان تبدو امامها كطفلة تتلقى تأنيب معلمتها اضافت بلؤم امرأة "اطمئني لونا انا لا اريده يكفيني ان اعلم انه لا يحبك فادفعك بطريقه اكثر واكثر " تاهت لونا كمراهقة بضياع داخل كلمتها عن الحب "من الذي لا يحبني "ضحكت شيارا بشراسة "صاحب الخاتم الذي تخفينه داخل جيبك الآن "وضعت لونا بحركة عفوية اصابعها تتحسس جيبها وقتئذ علقت شيارا "انه خاتم رخيص بماسة مقلدة لا يجب على سيفوزرا العظيم اهداء صديقته اياه " رفعت لونا كفها بارتجاف بعد ان زفرت انفاسها تخشاها وتخشى فابيو بذات الوقت داخلها ندم على اقحام ذاتها بهذه المعضلة منذ البداية واجابت "انه ليـ.." اوقفها سيل الكلمات من شفتين قاستا كثيراً"انا غير غاضبة منك او حتى اريده انه لا يستحق فقط وجدته لا يستحق اي عناء فلا تنكري شيئاً لن اصدقه ولن اصدق اي مزاعم جئت بها " اقتربت اكثر منها ودفعت اصبعها داخل كتف لونا وصارت توخزها به مرافقة لكلماتها النابية "وانت بحقارتك توهمت انني سأخاف وارتعد من اتهام ساذج مثل هذا.. لم يعد يهمني شيئاً "لم تتح للونا فرصة الرد ..
أنت تقرأ
أنت جحيمي [مكتوبة]
Romanceالملخص صادفت منقذها في أصعب لحظات حياتها.. في قمة ضعفها وهوانها، كان السبب في نجاتها.. عشقته منذ التقت عيناها عينيه! كل ما يذكره عينان بنفسجيتا اللون تذكرانه بالسماء الدخانية فوق قمة جبال مون بلان الثلجية.. ظلت حوله رسالة ووردة أوريكيديا بيضاء بِلا...