الفصل الثامن والعشرون
قبل يوم كامل
"هل انتِ جاهزة للمغادرة "الكلمة الجافة أثارت داخلها ضيقاً وشعور انه ينفر منها لم تجد بدا من السيرحاملة حقيبة اوراقها وجهازحاسوبها المحمول ..خطواتها ثابتة بجواره سرعان ما تعمقت بشرودها تفكر كيف ستكون ايامها في هذا المنزل القاسي الجدران كم يشبه الإسيدورا ..مد اصابعه يحمل حقيبتها بحرص منه ألا يمسها وكأن انكماشها اقام جدار داخله ليحمي كبرياءه من التوسل لها ان تنقذه من امامه ..زادت الطين بلة بينهما وعلا جدار الشقاق فقام بينهما عندما شهقت من مجرد سحب حقيبتها.. لم يدرك انها كانت شادرة سارحة في الوضع اللامتناهى بينهما حياتهما من كر وفر..ألم يقتله بسبب رغباته التى ستستطيع ان تنزعها عنه بخلعها رداء الفزع والجمود الذي لا يستطيع نزعه منها ..نظرة ألم تاهت داخلها روحه بينما سرق انتباهه بهذه اللحظة تختبيء من امها خلف أحدى الأشجار حتى لا تذهب للمدرسة لها فترة على حالة نفور من مدرستها ..حملها بين ذراعيه بعد ان وضع حقيبته وحقيبة زوجته جانبا "ماذا تفعلين هنا يا شقية " زاغت عيونها وبرقت بلمعه دامعة "انها امي تصر ان ارتدي هذا المسند الجلدي حتى اطلق بنوا علي اسم لجام الفرس "وضعت شيارا اصابعها تقبض على شفتيها بضيق حتى لا تتدخل بينما فابيو يقنع الطفلة الصغيرة بما يعجز عن فهمه الكبار "انت تعلمي ان هذا المسند يمنع ذقنك الصغير هذا من الأستطالة فيظل وجهك اجمل عندما تكبرين " استشاطت غضبا من الحوار وسألته "هل تقيدون طفولتها فقط من اجل ان تكون امرأة فاتنة تفتن الرجال فقط هل انتم عقيمي الفهم انها طفلة صغيرة " رفع اصابعه بلهفة امامها وهو يطلب منها التروي "انتظري انت لا تفهمين ما علتها " شاع داخلها الذعر ان تكون هذه الصغيرة المثال الحي الجديد لها هي فاعترضت "لا تقل علتها انها معافاة امامي "ابتسم فاغضبها اكثر تريد محو هذه الإبتسامة الهادئة من فوق شفتيه لم تعد قادرة على تبديل هدوءه إلى غليان كالماضي هكذا لن تصبح لديها القدرة على تركه .. وسيكون نسيانه اصعب سيستنزف روحها اكثر ..سمعت كاتريس تشرح لها وكأنها طفل عقيم الفهم " ان عظام فكي تستطيل لأسفل بسبب لم افهمه ابداًلذا جعلني الطبيب ارتدي هذه "ولوحت بشريط جلدي اسود ادركت شيارا انها اخطئت بالغضب عندما شرح لها فابيو "كاتريس تعاني من نشاط زائد في الكالسيوم ومع فترة النمو هذه يترسب الكالسيوم فيعمل على زيادة طول ذقنها "احمرت وجنتيها خجلا وامسكت المسند الجلدي ألبست الصغيرة إياه وهى تهمس لها "ارتديه وتظاهري انه غير موجود وارفعي راسك فانت عندما تكبرين ستكونين اجمل من أجمل امرأة وان ضايقك بنوا هذا سأتي معك لأضربه على قفاه حتى لا يضايقك مرة اخرى " ثم اضافت بلامبالاة من ان يكون سمعها "وانا بعمر العاشرة اصرت مارغ.."ثم عدلت كلماتها "والدتي ان تضع لي تقويم لأسناني وكان الجميع بالمدرسة الملحقة بالدير التى كنت من طالبتها يلقبونني بالفك وقد منعني هذا ان اتناول اللحوم جميعها حتى الآن لأنها كانت تتشابك باسناني واعرف ان هذا خطاً وانت لن تفعلي هذا سنتغلب على هذه المشكلة "مد فابيو اصابعه وفك المسند من حول رأس الصغيرة "لا لن ترتديه بالخارج ارتديه في المنزل وسوف نمر على هذا الحقير بنوا وسأذيقه انا مر العقاب " داخله وجع على صغيرة عذبت بكافة انواع التعذيب وكأن ما ذكرته اعطاه بعداً جديداً عنها تجمدت عينا شيارا على وجهه المصمم ثم ارادت ان تتغلب على شعور بالفخر جال بروحها لكونها شعرت انه سيفعل ما كانت تتمنى ان يفعله احد من اجلها فوجهت عيونها للصغيرة التى قفزت نظرة الظفر بعيونها ومدت ذراعيها الصغيرة خلف رقبة شيارا وقرباها منها فاستجابت وهى بحالة من الوسن وعيونها مغمضة بامتنان لفحتها انفاس تعرفها جيداً فتحت جفتيها لتجد انفه يكاد يمس لنفها ..وهما تحت وطء يدي الصغيرة تحتضنهما ..عيونه تتقافز بها نظرات متلاحقة كلها لم تفزعها ولكنها تتمنى ان تحصل على تفسيراً لها ..ظلا صاغرين حتى قررت الصغيرة التى كان قلبها يضج تحت رأسيهما ان تتركهما وتطلب من خالها ان ينزلها حتى تأتي بحقيبتها ففعل ..هرولت للداخل تنادي "امي سأذهب للمدرسة مع خالي " زفر انفاسه بلوعة ثم اردف وهو ينظر لدبيب القدمين الصغيرتين على الأرضية الرخامية "ليت الناس يكفون عن التدخل بشؤون بعضهم وخاصة ان من يفعل هذا هو احط انواع البشر "لم تجد سوى الصمت دليلا على موافقتها لكلماته .....
أنت تقرأ
أنت جحيمي [مكتوبة]
Romanceالملخص صادفت منقذها في أصعب لحظات حياتها.. في قمة ضعفها وهوانها، كان السبب في نجاتها.. عشقته منذ التقت عيناها عينيه! كل ما يذكره عينان بنفسجيتا اللون تذكرانه بالسماء الدخانية فوق قمة جبال مون بلان الثلجية.. ظلت حوله رسالة ووردة أوريكيديا بيضاء بِلا...