الفصل الثالث والعشرون
أرتبكت وتركت مكانها امام النافذة ..كالجندي الذي تخلى عن موقعة حالما تيقن انه مكشوف من قبل العدو ..ألم تأسر عيونه عيناها الأن ؟..عندما دلف من بوابة قصر سيفورزا تذكرت حالتها المصدونة بقهرها التى مازالت تعاني منها ,وزفرت بأسى ..لمتى ستظل على هذا الشتات كلما واجهته .تعود طفلة امامه فقط . طفلة لا تريد ان تنضج..تتمنى إلا تكبر ,تتمتع بحمايته كما كانت دائماً ..صرخت بقوة "رباه " عندما استعادت دخول قطبي العائلة المهيب متجاورين مجدداً لها فترة لم تقع عيناها عليهما بهذا القرب ولكن صرختها كانت لمنظرهما المغبر وذاك الجرح في جبينهما كمصدر جديد للتوحد وكأنهما يتحديا الكون "اننا شقيقين وشقي قلب واحد ..حتى بالجرح نحن متفقان "
اثار وضعهما اسئلة عديدة داخلها ..هل تشاجرا معاً..هل علم فابيو بوجود زوجته مع اخيه فتعاركا ثم قرر ان يلقى بها على قارعة الطريق وسامح اخاه .. علمت ان هذا ما تتمناه ....نظرت لساعتها وهتفت "رباه ان الساعة شارفت على الثامنة صباحاً" ستجد طرقات على الباب بعد دقائق فجدتها تعشق النظام وكأن تغيبها عن الأفطار سيجعل لبنات القصر تتداعى اسفا لكونها غائبة ..ارادت الهرب من مواجهة خيانته ..كفى انه لم يخرج خلفها لقد انتظرت امام البناية دقائق كافية لتدرك ان كان تبعها ولكنه لم يفعل!! ..لا تدري كيف ستتصرف الأن معه ..تدرك انها رفضته ولكنها تألمت عندما وجدت امرأة اخرى جواره مهما كانت هذه المرأة تتمتع بمكانها ..لقد تألمت جداً ..والأن تدرك ان هناك غموض كانت هذه الشيارا مصدره بدأ بالحفل بعد تحليلها لمجموعة مشاهدات بدأت تترى على عقلها كشريط سينمائي لفيلم قديم فهذا الرجل الغريب الذي كانت تجالسه وسط حراسته المشددة ثم تحرك شخص خلفها لم يتركها تغيب عن ناظريه ..لدرجة انها ارادت ان تحذرها منه وعندما طلب جدها شيء من احد افراد خدمة الحفل تحرك عذا الرجل خلف النادل واختفى معه وكأنه يخطط لشيء .. علمت الأن فقط انها كانت تتبع شيارا زوجة اخيها ربما غيرتها هى التى حركتها فقلما بل نادرا ما جذبت امرأة انظار القديس اما هذه الشيارا تثيره وتستفذه لدرجة جلبت ابتسامة لعينيه عندما صفعتها بمنزله ..ولم يعترض ..بل لم يواسيها .جاءت طرقات على الباب اجفلتها وجعلتها تدرك انها جدتها ارسلت للأفطار اللعين فتحركت تجاه الحمام حتى ان دخلت الغرفة لن تجدها مستعدة.. ربما تتنازل عن استبدادها بحضور الجميع هذه المرة .....
*************************
أغلقت هاتفها بضيق , مطوحه به تاركة اياه يسقط بجوارها على الفراش ,تحادثه كأن الرجل الذي يزعجها سيخرج منه "ماذا تخفي جيانو ,ولم انت مصر على اقصاءي عن حياتك الأن " واردفت باصرار "فليكن جيانو سأبحث بنفسي "تحركت لتخرج من الفراش المهجور منذ عاد من المصنع متعجلا ليغادر مرة اخرى حاملا حقيبة صغيرة كل ما تحوية طقما بديلا من ملابسه وكلمات قليلة تناثرت من بين شفتيه" مضطر للمغادرة وجودي ضروري بروما " متناسيا تماما ما كان يعدها ويتوعدها به ..وضعت كفيها على خزينة ملابسها وعقبت على افكارها باصرار "حسنا فليكن بحثي من حيث تبدلت جيانو "..
أنت تقرأ
أنت جحيمي [مكتوبة]
Romanceالملخص صادفت منقذها في أصعب لحظات حياتها.. في قمة ضعفها وهوانها، كان السبب في نجاتها.. عشقته منذ التقت عيناها عينيه! كل ما يذكره عينان بنفسجيتا اللون تذكرانه بالسماء الدخانية فوق قمة جبال مون بلان الثلجية.. ظلت حوله رسالة ووردة أوريكيديا بيضاء بِلا...