القصة(47)

210 30 2
                                    

"جهادي لأجلك"

من أين أبدئ وقصتي لم تبدء بعدء كنت صغيراً حينها وكان يتردد على
مسامعي ذكر اهل البيت عليهم السلام؛ إلا إنني لم اكن حينها اعي من هم وما
هم؛ سوى شعور غريب يخالجني؛ وقليلاً ماكنت اسمع عن صاحب الزمان
وذكره يمر عليَّ مرور الكرام» وان اكثر ما سمعت عنه هو واقعة كربلاء»
حتى تأثرت بها وغرقت في بحر خيالاتها رغم صغر سنيء و دائماً ما كان
يخيل لي بإني في الطفٍ احاول ان اصد السهام وَأَنْقذ الخيام» ومنظر ذلك
الطفل الرضيع تلك الاحداث التي رافقتني منذ الصغرء إلا إنها لم تكن
الواقعة الوحيدة التي أثرت بي؛ فرغم مرارة كربلاء والغصة التي لا زالت
وتلك الجمرة التي اشتعلت ولم ولن تنطفئ» كنت أتأثر تأثراً عظيماً بتلك
السيدة الجليلة اكثر من أي شيء اخرء لا اعلم لماذا إلا إن قلبي يعتصر
لذكرها رغم عدم معرفتي بشأن عظمتهاء وذلك الشعور الغريب الذي
يحتويني كلما سمعت عنها حتى مرت الأيام والسنين؛ وحينها بدت اعرف
شيئاً فشيئاً عن اهل البيت عليهم السلام» وكنت قد عرفت ما معنى ذاك
الشعور الذي يخالجني كلما اسمع عنها او يلوحني اسمهاء ذلك الاسم الذي
شغل حيزاً من حياتي؛ نعم إنه شعور العشق والوله؛ عذراً لهذه الكلمات فهي
لأمي هذه الكلمة التي اخجل لقولها حتى ما بين نفسي؛ بسبب ذنوبي وافعالي
غير المحببة؛ وكنت قد بدت اسمع اكثر عن ولدها صاحب الزمان الذي
يظهر ويملئ الارض قسطاً وعدلاء وليس هذا فحسب بل يظهر قبر امي
المخفي ويعيد بناء مراقد البقيع؛ كنت استلذ بسماع هذه الحكايات ويصيبني
الفرح والسرور؛ حتى بدأت احب كل حكاية عن الظهور كالطفل الذي يعشق
الحكايات؛ إلا إنني لم أعرف بشأن عظمة صاحب الحكاية؛ فكثيرا من
الظروف التي لم تجعلني اتعرف عليه جيداً؛ فلم تكن البيئة مساعدة؛ ولم
اعرف حينها كيفية اختيار الصديق؛ فقد كُنت اصادق الجميع حتى قد وصل
الظلام لحياتي؛ إلا ان نورهم لم يتركني؛ وحنان تلك الام كان يرافقني دائماء
فرغم اخطائي وعودتي للذنب لم تتخلى عني؛ نعم لم اكن الولد البّارء لكن
عطفها دائما ما كان يشملني؛ وفي يوم من الايام كنت قد وفقت لرؤيته فيالمنام؛ رأيته كما لم يراه احد؛ فلقد رأيته على هيئته دون أن يحجب عليّ
نوره كما يقولون ممن رأه» لكن يا لحسرتي لم احافظ على ذاك التوفيق الذي
نلته؛ كم انا بانس وجاحد عدت من جديد للوقوع في الذنوب؛ تبأ لي وما
سولت لي نفسي؛ ان كنت احبه فلماذا ابعده عني!؟ لماذا لا اقي نفسي شرها
وشر الشياطين! كنت كلما احاول التقرب ابتعد اكثرء حتى بدأت ادعوا الله ان
يأخذ روحي على ان لا افعل شيء يبعدني عنه وعن امامي؛ ومرت الايام
واذا بي قد عزلت نفسي عن المجتمع وعن الاصدقاء الذين ليس لهم علاقة
بإمام الزمانء والى هناك كنت قد تعرفت على احد الاصدقاء المؤمن والذي
اصبح رفيقي المخلص الى يومنا هذاء وكان انسان مؤمن طيب القلب محبأً
وموالياً وكان دائما ما ينصحني؛ حفظك الله يا اخي وصديقي؛ نعم حتى بدأت
الهج باسمه دوماً وادعوا بدعاء الفرج اللهم كُن لوليك الحجة بن الحسن؛ هذا
الدعاء الذي اصبح رفيق حياتي وكنت قد بدأت اعلم نفسي ما قد ينفعهاء حتى
احببت امامي بمعرفة؛ وكنت ولازالت دائما اندبه ما بيني وبين نفسي؛ حتى
وصلت لمرحلة اخشى ان اظهر حبي له؛ خوفاً ألا يُحسد؛ وليس هذا وحسب»
بل رأيت ان في اظهار تلك المحبة مسؤولية كبيرة جداء فأن اقل خطأ مني
سيعود مضاره على امامي» والناس لا ترحم بل وتتجرأ على مقامه؛» ومرت
ايام حتى تعرفت على أناس مؤمنين في الواقع وفي المواقع؛ وتعلمت منهم
ماذا يجب افعل للتقرب من صاحب الزمان؛ وتعلمت من احدهم ان أواظب
على قراءة سورة يس واهدائها لإمامي؛ وغيرها من الاعمال» حتى تعودت
ألا انام إلا بعد ان اردد سلامٌ قولاً من رب رحيم على قلب مولاي صاحب
الزمان؛ وكلما ارى او اسمع بمصائب يهتز لها البدن أقول: ساعد الله قلبك يا
صاحب الزمان؛ برداً وسلاماً على قلبك حبيبي يا صاحب الزمان» ان كانت
جراح جدك 1900 او اكثرء فما هو عدد جراحك حبيبي!؟ ان كل ذنب منا
يجرحك ويزيد الأمك ويحزنك سيدي؛ ان لك عهدا مني ان اكون كما تريد؛
فَخُذ بيدي بحق فاطمة؛ وانتشلني من الجُبَ يا يوسف الزهراء؛ وان امنيتي
هي ان اقبل أثر اقدامك؛ علني اتطهرء ولو جازه اجتماع الطهارة بمثلي
لاحتضنتك احتضان اليتيم؛ نعم لم اتطرق لكل تفاصيل قصتي ولكن سأكتفي
بهذاء فقصتي الحقيقية لم تبدأ بعد مجاهد لأجلك..سيأتي وينثر عبيره في كل؛ ويحل الربيع ويسود الامان ويُخلص العالم من
الظلام؛ نعم سيأتي حبيبنا ومعه سنبداً أجمل الحكايات؛ هذا ما نسموا اليه انت
وانا وكل من يحبه بمعرفة واخلاص 313... فدتك الانفس يا ابن فاطمة.

كيف ارتبطت بامام زمانك.💜حيث تعيش القصص. اكتشف الآن