القصة (40)
"اسعى لأن أكون من أنصاره"
تعود الذكريات ...
وتحمل في طياتها أياما قد مرقت كالسهم وأحداثا تمنيت لو يقف الوقت عندها
أو تتباطأ عجلة العمر لأجلها ... هذا العمر الذي ما انفق يمضي مزمعة لا
ينوي على شيء ولا ينتظر أحدة ...
فأطرق بين فينة وأخرى مسترجعا لها عندما أكون وحيدة لأتنكر مثلا
أيام العطلة الصيفية حين كنت طالبة في الابتدائية
وكان الشغف مستعرة كي أكون بين صفوف المنضمين للدورات الصيفية
حيث نأخذ شيئا من القرآن حفظا
وتفسيرا وكذا مبادئ الفقه والعقيدة
وكنت أقرأ دعاء الفرج بعد كل درس وأردده مع الطلبة بتلك البراءة التقية
و بذلك الصوت الحنون مع الشيخ أبو دعاء، أو السيد هادي وغيرهم ممن
كان لهم الفضل الكبير في غرس هذه البذرة المباركة في نفوسنا ... من هنا
بدأ التعلق بذلك المحبوب الذي لم أره ولم أعلم عنه آنذاك إلا شيئا قليلا
رفدتني به تلك الدروس اليسيرة ... نعم أيها الأحبة كانت يسيرة فيما يبدو،
لكنها في الحقيقة فيض أمد فؤادي بعبق حب الحجة بن الحسن ...
كنت أقرأ مفاتيح الجنان وبعض الكتب العبادية في أيام التعطيل في بدايات
الدراسة المتوسطة، فأمر بدعاء الندبة مثلا لأرى كم أنا جاف ومقصر؛ لأني
لم أكن أعلم عن ذلك الحبيب إلا القليل، ولعل لسان حالي كان يخاطب الإمام
آنذاك بلسان من قال: واعلم أني في الثناء مقصر... وأن الذي اوليت أوفي
وأوفر، كان لأمي فضل جزيل، إذ أخبرتني عن السيد محمد كاظم القزويني،
بعد أن قرأت له كتاب على من المهد إلى اللحد فلعله قد كتب كتابة في هذا
الصدد! وكانت دائما تشجعني کي أنشأ مكتبتي الخاصة ... هممت بلهفة
عصر ذلك اليوم إلى المكتبة الشراء ذلك الكتاب وبدأت بقراءته ... كنت
أتوق للقاءه سلام الله عليه، وحين قرأت عن موضوع الأصحاب زاد شوقي
وشغفي أن أكون واحدة منهم، وقلقي في ذات الوقت خوف ألا أكون كذلك ...
ولعلي كنت متسرعا في ذلك السعي للقاءه سلام الله عليه، أو كنت مستعجلا
التمني تلك الأمنية ...
وكلاهما بلا ريب غاية كل منتظر، ورغبة كل داع لتعجيل فرجه الشريف
... فمن منا لا يرغب أن يرنو بتشريف ناظریه برؤية طلعته البهية؟! ومن
منا لا يتوق أن يكون في عداد أصحابه سلام الله عليه؟؟
بعدها استوقفني ذلك الاستدراك في السطور التي أعقبت ذلك الموضوع. إذا
شعرت أنه موجه نحوي ... ألا تقلق فللإمام عليه السلام أنصار كثيرون
مصطفون سيكونون بجواره في نهضته المباركة ... ولعلك واحد منهم!
تنفس الصعداء لذلك ولعل شعورأ ما قد لازمني منذ ذلك الوقت ... أشعر
دائما أنه عليه السلام حاضر عند كل ضاعة يؤديها المحب له بل هي مواسا
له عليه السلام مواساة أيما مواساة! |
أنت تقرأ
كيف ارتبطت بامام زمانك.💜
قصص عامةكتاب كيف ارتبطت بامام زمانك. كتاب يضم قصة ٥٠ مهدوي باسلوب روائي، يحكى فيها كيفية ارتباطهم بامام زمانهم، القصص مؤثرات جدا وتنفع في زيادة الروحية لدى المؤمنين، وكذلك التأثير على الاخرين وجذبهم لطريق الامام عجل الله فرجه، بالتالي فهو مهم جدا للمهدويين...