قصة من قصص التائهين الذي وجدوا إمام زمانهم.💜
القصة (3)
"هشام بن الحكم ارشدني"
ولدت في مجتمع متوسط دينيا، كان الفرد فيه يصلي ويصوم ويقضي معظم وقته في توفير لقمة العيش وقضاء حوائجه الخاصة، يا ترى هل لأجل ذلك خلقنا الله؟
-اشعر وكأن الكل يسير بلا هدف! وهل خلق الكون عبثا؟
-يا إلهي كم ان هذا الوضع مزعج ولا يرضيك بكل تأكيد! ساعد الله قلوب اهل البيت كيف كانوا يعيشون مع هكذا مجتمعات!
-لقد بدأت استشعر بمعاناة اهل البيت ومظلوميتهم، لا زلت لحد الان اتذكر تلك اللحظة عندما رأيت في التلفاز مشهدا تمثيليا لبعض ما حدث في الطف وانا بعمر سبع سنوات او اقل، حينها كانت دموعي تنسكب كالنهر والحزن والبكاء خيم عليَ لليلة كاملة!
-يا إلهي انت عادل جدا كيف تسمح بحدوث هكذا مأساة بحق اهل بيت نبيك! سبحانك ربي انت خلقت السماوات والارض لأجلهم، فكيف لم تطبق السماء على الأرض وقد ارتكبت هذه الجرائم بحقهم! انت اعلم بالأمر ربي لا بد ان لك يوما تنتصر فيه للمظلومين، نعم يا رب هذا هو مقتضى حكمتك التي آمنا بها!
-لقد كان قلبي يهوى ويعشق مسجد السهلة أكثر من كل المساجد الأخرى ، مع أني طفلا ولا اعلم انه سيكون بيت الإمام بعد ظهوره، بل لا اعلم اصلا ان فيه مقام صاحب الزمان، بلا سبب كنت اعشق مسجد السهلة واحن جدا لزيارته.
-لقد كنت أقرأ زيارة آل يس واشعر بطمأنينة كبيرة مع أني لا افهم أكثر مضامينها، ما الأمر يا إلهي كأن قلبي يفتقد شيئا لا اراه!
- بعد ان تجاوز عمري العاشرة بدأت اقرا في كتب علمائنا ومؤلفاتهم، اشعر وكأنها غريزة عندي، اشعر بلذة وراحة عندما أقرا شيئا وكأني اسد حاجة يتطلبها جسمي.
- قرأت عن شخص اسمه هشام بن الحكم(رضي الله عنه) اعجبتني شخصيته جدا، بدأت اقرا كل شيء يتعلق به، قررت ان اتخذه قدوة لي، لقد كان الإمام الصادق عليه السلام يفرح عندما يراه وكان يقول من شدة فرحه (هشام ورب الكعبة) وكان يقول (ناصرنا بقلبه ولسانه ويده) ، وكل هذا وهشام لا زال لم يخط شاربه!
- يا إلهي كم هذا امر رائع وعظيم! شاب بعمر المراهقة يسعد ويسر امام زمانه بمجرد ان يراه! هنيئا له كم هذا.... لكن لحظة ما الذي ينقصنا عن هشام؟ هشام ليس امام ولا معصوم فيمكن الوصول لمنزلته، ما الذي ينقصني عن هشام لأكون مثله؟ لماذا لا اجعل امام زماني ايضا يفرح بمجرد أن يراني؟ كم سيكون هذا عظيما، لكن كيف أستطيع ان افرح امام زماني؟ وكيف اعرف إذا فرح ام لا؟ ان هذا يعني ان اعرف ما الذي يريده امامي مني لكي افعله فأفرحه.
- لكن كيف اعرف ذلك مع أني لا أجد أحد يذكر امام زمانه، حتى الخطباء ورجال الدين لا اجدهم يتعرضون لإمامٍ زمانهم، طيب لا بأس سأسالهم انا بنفسي واعرف منهم، لقد كانت غالبية اجوبتهم بسيطة جدا وسطحية وتقليدية ولا تدفع باطلا ولا تجلب حقا، يا إلهي كم ان امام زماننا غريب ووحيد بيننا!
لماذا لا أحد يذكره؟ لماذا لا أحد يهتم لأمره ؟ هذا الامر كان يذكرني بخذلان اهل الكوفة للإمام الحسين، اشعر ان تقصيرنا عظيم بحق امام زماننا.
- لا بد ان اقرا واعرف أكثر عن امام زماننا، لأعرف ما المطلوب منا وماذا يريد منا الامام ؟ وهل فعلا ما توصلت اليه من انه غريب ومظلوم ونحن مقصرين معه؟
لقد وجدت اغلب تكاليفنا مجرد حبر على ورق لا أحد يقوم بها! ووجدت ان ظهوره والفرج على يديه لا يتم الا باكتمال القاعدة المؤمنة المهيئة للظهور! لكن يا ترى من أين تأتي هذه القاعدة ومن سيعدها؟ عذرا يا إلهي كم نحن مقصرون في ذلك.
ووجدت ما يصدق ما استنتجته في بداية الأمر عن حال الإمام وغربته ومظلوميته، وجدت ان الإمام عندما يظهر سيقول في خطبته في المسجد الحرام ((..فقد اخفنا وظلمنا وطردنا من ديارنا وابنائنا وبغي علينا ودفعنا عن حقنا)) ، بل وجدت اكثر من ذلك ، وجدت الإمام يقول في زيارته لجده الحسين ((فلأندبنك صباحا و مساءا، و لأبكينّ لك بدل الدموع دما)) ووجدت ايضا ان الإمام يحزن لحزننا و يفرح لفرحنا ويستشعر كل آلامنا! ياإلهي ما ارأف الإمام بحقنا وما أحقرنا بحقه! كم نحن مقصرون معك سيدي! لماذا لا أحد يذكر الإمام ويبين حاله وواجباتنا تجاهه!
- من هذه المحطة نذرت ان تكون كل لحظاتي في خدمته، ان يكون كل نفس أتنفسه لأجله، نعم لا يوجد شيء يستحق ان اتنفس لأجله سواه، ولذلك فان كل جهدي لا بد ان يكون لخدمة القضية المهدوية
- هكذا كانت حكايتي مع صاحب الزمان، وشكرا له لأنه اختارني لخدمته،
اسال الله ان اكون اهلا لها.
أنت تقرأ
كيف ارتبطت بامام زمانك.💜
Ficción Generalكتاب كيف ارتبطت بامام زمانك. كتاب يضم قصة ٥٠ مهدوي باسلوب روائي، يحكى فيها كيفية ارتباطهم بامام زمانهم، القصص مؤثرات جدا وتنفع في زيادة الروحية لدى المؤمنين، وكذلك التأثير على الاخرين وجذبهم لطريق الامام عجل الله فرجه، بالتالي فهو مهم جدا للمهدويين...