القصة(2)

5.4K 478 114
                                    


قصة من قصص التائهين الذي وجدوا إمام زمانهم.💜
#قصة رقم-2-

#لقد_وجدتك_ولن_اتركك_اليوم_ابداً

امير شاب في التاسعة عشر من عمره، يعيش حياة اعتيادية تشبه حياة اغلب 
الناس في مجتمعه.. يصلي صالة سريعة.. يستمع احيانا للغناء واحيانا لا، 
يحترم والديه احيانا،يستغيب احيانا و ً ويستمع للغيبة غالبا.
حين يلتقي برفاقه يتبادلون الشتائم والكلمات السيئة كنوع من انواع المزاح 
والحرية، يساعد امير المحتاجين ويدرس جيدا
مختصر حكاية ذلك الشاب انه يملك قلبا طيبا لكنه يتصرف بلا وعي ولايملك هدفا
في الحياة.
في يوم من الأيام قررت عائلة امير السفر الى ايران لزيارة العتبات المقدسة
هناك، تحمس امير للسفر كونها المرة الاولى التي سيسافر فيها ، كان يود 
الذهاب للسياحة ومشاهدة المناظر الخالبة والمدن العامرة كما سمع عنها .
ً
قرر والدا امير السفر بالسيارة، وفعلا جاء يوم السفر وامير يزداد شوقا
ولهفة للسياحة والمتعة .
كان الطريق طويلا بين العراق وايران، ما ان انقضت 24 ساعه في الطريق 
حتى وصلت السيارة التي تقلهم الى اعتاب مدينة قم وبدأت الانوار تلوح
اليهم من منارات ضريح السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام .. كان امير متعبا
ً من تلك الرحله لكن ما ان رأى تلك المنارات حتى بدأ بالنظر اليها بتعجب وكأنه متلهف عليها ومشتاق اليها ..
فتح عينيه وركز على المنارات وبدأ قلبه ينبض بطريقة مختلفة .
كانت الساعة الرابعة فجرا ً، ما ان وصلوا وضعوا الحقائب والأمتعة على 
الأرض، وقرروا اداء صالة الفجر في حرم السيدة قبل الذهاب الى الفندق .
حاول امير تجاهل تلك المشاعر التي شعر بها وحّدث نفسه قائالً: سأصلي
الفجر واذهب للنوم في الفندق ثم ابدأ جولتي السياحية غدا
وصل امير الى مكان الوضوء ليتوضأ، فشاهد طفلين صغيرين يبدو ان 
احدهما له من العمر ما يقارب الـ ثالث سنوات والاخر ما يقارب الـ خمس 
سنوات، كانا جميلين جدا انصت امير لحديثهما، قال الاخ الكبير للصغير
لقد وجدتك ولن اتركك بعد اليوم ابدا
توضئ امير وعندما انهى وضوؤه التفت ليخرج فلم يجد الطفلين، خرج من 
مكان الوضوء وذهب الى الحرم، لكنه اندهش من سرعه الطفلين فقد اختفيا 
تماما من ذلك المكان وما ادهشه اكثر انهما كانا يبدوان انهما من
المدينة لكنهما يتحدثان العربية !
لكنه لم يبال بالامر كثيراً
ً وذهب لأداء صلاة الفجر، صلى امير صالة لم يصل مثلها من قبل، احس بروحانية وتوجه عجيبين، ثم وجد في نفسه طاقة لأداء ركعتي زيارة السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام والدخول لأداء الزيارة .
كان امير يتحرك باتجاه الضريح المقدس وقدميه تبدأ بالارتجاف وقلبه  يتسارع نبضه ، كان منبهرا مما يحدث له
وصل امير امام الشباك المبارك حيث كان عدد الزوار كبيرا جدا لدرجة انهم 
يتدافعون، تقدم امير باتجاه الشباك، وفجأة فسح الجميع له المجال وامسك 
بالشباك، ثم دفعه الزوار الى زاوية الشباك، والغريب انهم ظلوا يتدافعون 
على الشباك تاركين مجالا  واسعا لأمير ولم يقترب منه احد .
امسك امير الشباك واحس بألم عجيب في قلبه، مر امامه شريط حياته،  19 عاما من البعد عن معرفة الله الحقة وعن طاعته! احس بندم عجيب 
وبحرارة شوق لله ولطاعته، بدأ يبكي ويبكي ويصرخ، الهي العفو، سيدي 
العفو، مولاي اعتذر منك، 
الهي الهي الهي 
ثم بدأ ينطق كلمات: الهي عجل لوليك الفرج، الهي عجل لمولاي الفرج، 
مولاي  يا صاحب الزمان العفو، سيدي عفوك.
سيدي اعتذر على جفائي وقلة حيائي.
كان امير يبكي ويصرخ ويناجي والجميع ينظرون اليه، وكأنهم يغبطونه 
على روحانيته. اما هو فكأنه التقى بإمامه الذي يعشقه في حين انه لم يكن 
يعرف سوى اسم الامام الثاني عشر وحتى لم يكن يحفظ دعاء الفرج .
قضى امير ساعتين وهو مرتمي على شباك السيدة فاطمة المعصومة عليها 
ً السلام. عندما خرج كان الظلام قد انجلى فالساعة ، كانت السادسة صباحا
كان رأسه يكاد ان ينفجر من كثرة البكاء، لكن مكبرات صوت الحرم كانت 
تتعالى بدعاء العهد(شهادة تعريف المنتظرين)  وقع امير على الارض

وانهار بالبكاء مرة أخرى، واخذ يردد عبارات العهد لمواله وكأنه يعرفه منذ 
سنوات!
وهكذا كان امير طول الرحلة يلهج باسم صاحب الزمان ويدعو له، وقضى 
الرحلة في اروقة حرم الامام الرضا (عليه السلام) ، يستمع لمجالس الوعظ 
والعزاء والتي كانت كلها تتحدث عن السيد صاحب الزمان، عرف امير في 
هذه الرحلة الكثير من الامور عن امام زمانه ودوره في نصرته، وعزم على 
ان يكون ممن يعجلون بفرج امامهم .
تحولت الرحلة من سياحة في ايران الى سياحة في عشق صاحب الزمان .
منذ تلك اللحظة اصبح امير من اصدق واقرب العشاق لصاحب الزمان، 
ويلهج بذكره ويفني ايامه ولياليه لخدمته .
عاد امير الى العراق والتغيير باٍد عليه، فقد قطع علاقته برفاق السوء وغيّر
طريقة لبسه وتعاملاته، واصبح لا يبارح المسجد، الا ليختلي في غرفته يلهج 
باسم صاحب الزمان، يؤدي كل الصالحات نيابة عنه، الى ان اصبح يشار 
اليه بالمهدوي.
ذاب امير بعشق سيده واصبح يتمنى ان يرى اثر خطوته، فبينما هو نائم في 
احدى الليالي، واذا به يرى نفسه في حرم امير المؤمنين (عليه السلام)  يطوف  
حول الضريح، ثم خرج من الضريح واذا به يرى شابا ضخم الجسم جميل
الوجه، البسمة مرتسمة على محياه، فاذا بهم يخبرونه بانه الامام الحجة.
ركض امير باتجاه الامام واذا بالامام يحتضنه، ثم وقع امير على الارض 
وسجد على قدمي الامام قائلأً موالي اقبلني .
ً فأجابه الامام: لقد وجدتك ولن اتركك بعد اليوم ابدا

استيقظ امير فرحا لأنه نال رضى مولاه. ثم تذكر الطفلين في حضرة السيدة فاطمة المعصومة  (عليها السلام) ، فانتبه الى انها كانت رحمة صاحب الزمان قد شملته  ليكون من جند الامام (عجل الله فرجه الشريف)









كيف ارتبطت بامام زمانك.💜حيث تعيش القصص. اكتشف الآن