القصة (38)

221 27 2
                                    

القصة (38)
"فكانت تؤثر امامها على نفسها"
فاطمة هي تلك الفتاه التي ارقتها الأيام وكانت تعيش الوحدة والضياع، فهي
تشعر أن حياتها عبارة عن كابوس، و تتمنى ان يكون كذلك وتستيقظ منه في
يوم من الايام ولكن أنى يكون ذلك؟
فهي عليها أن تواجه المصاعب وان كانت رقيقة، وكأنها لم تعد إلى هذه
المواقف التي تمر بها، ولكن حتم الزمان عليها أن تواجه هذه المصاعب
وان تفكر ماذا ستفعل لغدا، وان تحارب الدنيا على رغم من عدم تكافؤ
الطرفين في الظاهر، فالدنيا أحاطت بها من كل الجهات وبشتی
الأسلحة، وهي واقفة لا تملك إلا تلك الدموع التي اعتادت الهطول
على وجنتيها، وكان لها شعور لا يفارقها بأن ذلك المحبوب پری ما
تمر به، فتستغيث به من كل أعماق قلبها، وان الذي يهون عليها
ذلك الألم محبوبها يمر بأقسى عما تمر به، فكانت تقدمه على نفسها،
فتدعو له بالفرج لأن فرجه (عليه السلام) فرجها الذي تنتظره، فكان لا
بفارق قلبها المكلوم، وتعيش في خيالها الذي ترى فيه أنها بالقرب
منه، وترى تلك الطلة المحمدية وتشم ذلك العطر المميز، وهو (رائحة
التفاح )، وبعد ذلك الشعور أصبحت تشكر الله على ما تمر به وتقول
لعلي لم أهتدي إلى هذا الطريق لولم تمر بي هذه المصاعب )
وأصبحت تحب الحياة بعد أن تمنت الموت مرارا؛ لأنها منتظرة لذلك
المحبوب الذي يستحق أن تحارب من أجله، فكانت عندما تذهب إلى
زيارة المراقد المقدسة للأئمة الأطهار علیهم السلام، تأخذ نفسا عميقا
وتملى رئتيها من ذلك المكان، فتجري دموعها مثل السيل: لأن من
المؤكد أن الإمام المنتظر ع كان هنا أو لعله موجود في نفس اللحظة
التي كانت فيها قرب الضريح
فلنعيش
من أجله ولو كانت الدنيا جحيم علينا فهو النعيم والجنة لقلوبنا
الولهى

كيف ارتبطت بامام زمانك.💜حيث تعيش القصص. اكتشف الآن