الحالة الاولى

265 21 10
                                    

الحالة الاولى

  ( كانت ع نغم nina simone )

الخوف كان وما زال من أشرس انواع الوحوش الغير قابلة للانقراض ، لاسيما عند الإلباب لهُ ، هنا يقوم بإبتلاعك .. وهذا ما كان يُعاني منه الحالة الاولى عندما طرق الباب ودخل وعيناه مشتته في كل الاتجاهات ينظُر الي بخجل الخوف ، كان كالبُنيان المتهاوي

- لا تَخفْ انت بأمان هنا تفضل وستكون بخير

جلس هذا الشخص المُبتلع بخوفه ، عيناه الى الارض ، يَدِين مُتشابكتين ، جسمه نحل ، قميصهُ يكاد يُغطيه مرتين..
بعد عدم كلامُنا لخمس عشر دقيقة قرر ان يتكلم...

- خائف ، مُرتعب.. كل شيء يدعو للقلق
رأسي عبارة عن مُعترك لوساويس الخوف المتعفنه في داخلي المُعتم ، بدأ هذا الشيء وانا في الثانية عشر من عمري وعندما قررنا ان نصعد الجبل بالتلفريك
وقتها كنت متشبثاً بيدين امي ورأسي يكاد يخترق حضنها المُتجمر بالامان الذي يستطيع حمايتك من اي برد خوفاً قارص..
كانت هذه اول مخاوفي التي اواجُها حتى ذهبت امي في حضن التراب وتركتني في الخامسة عشر
كنت صبياً يترعرع خوفاً من كل شيء
صبياً قد اخذت الحياة منه والدته التي كانت الجوف الذي يختبئ به..
وصلت مرحلة الشباب
وانا خائف ، من القادم ومن ما ذهب ومن ما سأًفعل الان
رأسي وقتها لم يكن يكاد يأخذ فُسحة نفس
كان خوفي ع غِرارٍ واحد لم يقل وكان التفكير وقوده الذي لا يتوقف..
وعندما احببت وكانت هذه المره الاولى التي اشعر انني قد عدت الى ادراج الحياة بعد وفاة أُمي
كان الامر صعباً او كُنت انا من يجعل الامر اصعب من حرب الروم...
كنت انظر اليها بنظرات الخجل المُتلفته خشية ان تنظر في عيني
هل ترى؟ كنت ارتعب من فكرة ان تنظر في عيني! بينما لو كان احداً غيري لتمنى هذا،
ان تتعب من خوفك حتى تستسلم له وتنصاع اليه هو الخطأ الذي تعلم انهُ خطأ ولكنك كالمُقاتل المطروح ارضاً من كثرة اللكمات وخصمهُ يتلمس عنقه بالسيف ليختار في اي اتجاه ينتبهْ ..
اتعلم قد احببتها بقدر خوفي وبقدر ادمانهُ،  كانت ضحكاتها تخاف منها الشياطين
كانت ع شكل نورً في جحر السواد..
بقيت اراقبها وخائف
واراقبها وخائف
واراقب وخائف الى ان لبست ذلك الخاتم ورأيتهُ ينصاع نوراً من يديها
عدت وانا انظر بطريقة الذي فقد ذاكرته ولا يفقه شيء.. كنتُ احمق عندما هرولت ملهوفاً الى حباً يحتويني من خوف الحياة
كُنت خائف ايضاً ، خائف من ان ابكي
كنت انتظر المطر ، ليُختلط ماء السماء وعيني ، حتى لا اقول انني ابكي ، انهُ المطر .. كان الخوف يتملكني بكل الطرق
وبسذاجة الان اكتب كان وهو لا زال ولا مفر يا دكتور ، لا مفر.

كانت هذه المرة الاولى التي يتجمد بِها لساني عن الاجابة ، ماذا أُجيب وهو كان قادم في مقطع تتر نهاية المسلسل ،
الخوف هنا كان قد امتضغهُ ولا مفر

كانت هذه الحالة الاولى التي لم استطيع مجابهتُها ، الخوف كالسرطان عندما يسري لن يُبقي لك علاج لا تدع الخوف يتمكن منك وانت لست بارع سوى بالكذب ع نفسك ان كل شيء ع ما يُرام.. التفكير السلبي هو المُغذي الرئيسي للتشائُم الذي يولد الخوف ، لا تسمح بزلازل السلبية ان تهوي بكل ما بَنيت وحتى ولو كانت الظروف قاسية ، واجهها حتى الموت والا.. اصبحت خائِف ميت.

الحالة 100حيث تعيش القصص. اكتشف الآن