الحالة الثالثة

96 14 5
                                    

الحالة الثالثة

(كُتبت ع نغم viens m'embrasser)

اوقاتٌ كثيرة قد لا نحتاج الا ان نتكلم ، ان نفضفض ونقول ما في جُعبت هذا القلب الذي قد تتصدى جدرانهُ بسبب الكلمات التي تتعفن بهِ.. كهذة الحالة الذي اتى سارداً بشكلٍ مباشر ؛

- مرحبا سيدي ، قد اتيت وانا اعلم اني لا احتاج غير جلسة واحدة ، ابوح بها بكل ما قد يجول في هذا العقل الممتلئ ، أتيت ارمي ما ارميه من نفايات الذكريات التي اصبحت شاشة ابيض واسود أُشاهدها وحدي ، كُنت دائماً يقنّ ان آلام  الشخص كفتاة بدوية لا يجوز ان تخرج من باب بيتها وان خرجت ستذهب لتُحبس في بيتٍ  آخر.. كُنت دائما ما احتفظ بحزني لنفسي ، الكلمات التي تَذبحني لنفسي ، أيامي وذكرياتي العفنه
كُنت دائما كالصندوق الذي يُرمى فيه كل الاسرار ، استمع مثلك بالضبط ولكني لم اكن احفظ اسراري مع اسرار من يقول لي ، خوفاً من اختلاط الاسرار التي عندما اراها وانا أُخفف عن الم الشخص المُقابل اراني ابوح بأسراري سهواً.. اتيت اليوم لأقول
لم استطع المكوث صامتاً اكثر
لا بد من وجود شخصٍ (اسف ولكن) ان يكون سلة النفايات التي ارمي بها نُفاياتي تعبت وانا مُتخذ دور تلك السلة العفِنه ، لما لا اكون انا الرامي؟ اتعلم الى الان روحي تَرفض الحديث والدخول في صُلب الموضوع ، تتلاعب وتلف وتدور ولا تتحدث.. لا انتهى
سأقول لك يا دكتور ...

(كان يتحدث وعينيه لا تَرف وهو ينظر الى الحائط حتى لا ينظر الي سقطت قطره من عينه اليسار وهو يقول)

- نحن اخطاء بعضنا ، انت خطئي وانا خطأ شخصٌ اخر وهو خطؤك ، كُلنا اخطاء بعضنا مسببين ارواحاً تعيش بقية ما تبقى من حياتها لتتعالج من ذلك الوجع الذي تسبب بهِ هذا الخطأ وتعيس الحظ من يكون خطأ شخصاً اخر بوقتٍ مُبكر ..

‏إنني أعطي ما يكفي من الفرص لأنني لا أُريد يوماً التخلي ، يصعب علي أن أخذل أحدهم وهو قد جعل كفّاه سندًا لكفي، إنني أتجاهل وأصمد و أتغاضى و أتغابى حتى أشيب حزنًا
فأمضي..
ولكن هذا لا يعني انني تَحسنت ، عندما تَشيبُ حُزناً وتمضي فأنك تَقتل روحك بالرحيل بعد ان ظهر عليها اللون الابيض من المَشيب
اتفلسف الان ولكن هذا ما نَحتاجهُ احياناً
الفلسفة قد تُصور للأخر حالتي وقد تكون حالتهُ ايضاً بطريقة هوليودية.. والان ما يسعني القول الا شكراً لسماعك ما قلت ، الى اللقاء .. اووو اخطأت ، اقصد وداعاً فعندما نرمي نُفاياتنا الى السلة لا نعود لها لرائحتها الكريهه ، تَقبل ان تكون خطئي الان فمثل ما قُلت لك نَحن اخطاء بعضنا.

كانت الجملة الاخيره التي قالها الاهانة الوحيدة التي تَقبلتها لأنها كانت ع حق.. قد شَعرت بألمهُ عندما جعلني أعيش ما يَمر بهِ بجملتين ، احياناً لا تستطيع رد الاساءة اذ كانت نابعة من حقيقة ان الدكتور النفسي احياناً يتحول لسلة نُفايات..

الحالة 100حيث تعيش القصص. اكتشف الآن