الحالة (انا)
(كُتبت ع نغم Marty Robbins)
شعور الانتصار في عز انهزاماتك ، تلك هي القوة..
عندما عاد اليّ في اليوم التالي لنُكمل حديثنا بعد ان قطعتها تلك المُكالمة عاد مُتحدثاً بنفس الشغف؛- لم نُكمل حديثنا البارحة ، قلت لك ان حياتي كانت ذات طبيعة روتينة حتى حدث ذلك الشيء..
هنالك حدث يدخل حياتك ويُغير كل ما هو روتيني ، يُغير كل تلك الخطط
انا واثق ان لكل حدث شيء سلبي وايجابي ، السلبي هو ما لا تتوقعهُ والذي يجعلك مُتخبطاً
،اما الجيد فأنك تكتشف شخصك يوماً بعد يوم وحدثاً بعد حدث لتعيش احداثاً كثيرة لتسمى تلك الاحداث مُجتمعة بالحياة...
عندما شعرت بآلامٍ في بطني كان شيئاً عادياً ، او اعتقد انني تعودت وتعايشت مع الالم فأصبح عادياً
ولكن الالم يزداد شيئاً فشيئاً ، قد تحتمل الالم في بدايته ولكن عندما يصل فوق احتمالك فهنا قد اصبح المٌ حَي ولهُ تأثيره
ذهبت وحللت وانتظرت النتيجة ولم يظهر شيء.. استغربت من ان الالم هذا يكون بلا سبب او اسبابٍ عادية كالقولون العصبي مثلاً ، تعلمت ان لا اتوجع بدون سبب حقيقي و لا لسبب هاوي فأنا لا اقع بسهولة ، حتى ذلك اليوم الذي وقعت بهِ الماً واسرعوا بي الى المشفى ورأيت وجوههم تتلعثم ، تتباكى بأبتسامات الطمئنينة التي لم تكن مُطمئنة ابداً
حتى علمت بعدها ان السرطان قد اصبح ضيفاً في جسمي...لا أُخفيك شعور الخوف في البداية وان اول فكرة قد زارتني هي الموت
لا أُخفيك نوبات القلق وحُزني وحيرتي المتجمعات في رأسي الذي بدأ يونُ من كثرة الافكار السلبية التي زارتهُ
لا تعلم شعور ان ترى نفسك ميتاً بعد عدة ايام ووالدتك تنوح بُكائاً ع ابنها الذي مات في عُمر الربيع...
استجمعت قوتي الخاوية وابتسمت
في الحقيقة في هذا الموقف لا تستطيع سوى الابتسامة وقول الكلام الجميل الذي لا يُعبّر عنك لمواساة غيرك بتفكيرهم انك سترحل قريباً
تتصرف هكذا لأنك تعلم ان ايامك معدودات واننا يجب ان نكون ذكرى طيبة..
عُدت الى البيت مهزوماً ، فارغاً من الداخل وخارجياً الصدمة تجتاح تفاصيل وجهي كما هي في وجوه اهلي الذين كانوا يُهونون موتي القريب بأن كُل شيء سيصبح ع ما يُرام...
كان لا يوجد امامي سوى جُرعات الموت
الجُرعات التي تُريك وتجعلك تعيش الموت قبل ان تتوفى ، جرعات الكيمياوي الثقيلة ، كان إستيعابُها واستضافتُها في جسمك اثقل من استضافة المرض نفسه..
تجرعت الموت للمرة الاولى صارخاً باكياً ولكن لا مفر ، والداي ينظران وهم يعتصران موتاً هم ايضاً ولكن لا حيلة
يجب ان تُضرب جرع الموت عسى وان تعيش بعد تجربة الموت..
نمت في المشفى ذاك حتى ادخلوني بسريري مع ثمانِ اشخاص قد غيروا حياتي...