الحالة التاسعة عشر

16 4 1
                                    

الحالة التاسعة عشر

- لا تستطيع أن تواجه ،هي الجملة الكسولة التي تستطيع بها اختصار المعركة ..
كان هنالك فؤاد
كان مبتسم بإستمرار ، الشخص الذي لا يفهم ماذا يعني الهَمّ ، يومهُ جميل يقوم يذهب يعود يتنفس السعادة
لم يكن هنالك شيء يُثير قلقهُ أو هنالك عارض يُفكر بهِ
فؤاد كان فؤادهُ مطمئن بشكلٍ هادئ وجميل حتى تقدم بالخطوة الاولى الى الضياع
عندما شعر بتلك القشعريرة التي حصلت بجسدهِ عندما لامس ذلك الشخص الجميل ...
عندها أستغرب بشعورٌ جديد ولأول مرة
ماذا يعني هذا
ظل التفكير لمدة نصف ساعة وبعدها ذهب أدراج اللاوعي..

حتى ذلك اليوم الذي رأى ذلك المُلتحي الجميل وأثار إعجابهُ بإحساس .. أثار ثارئتهُ الجنسية.. وقتها قد دق ناقوس الخطر
ضرباتٌ قلبً مُتسارعة لفؤاد
وعلامة أستفهام لروحهُ حتى قال في داخلهُ المُرتجف :
- قد يكون ذلك الشخص جميل لدرجة انه قد يعجب الأناث والرجال معاً ، أنا رجل ماذا دهاك يا فؤاد أنتَ رجل ، رجل وإلا سيتهشم رأسك بهذا الحائط وسأكون أنا من أفعل بي هذا هل فهمت يا أنا..

مرت الأيام ، يَكبرُ فؤاد فتكبر تلك الخصلة السرطانية معهُ
حتى أحب ذلك الشخص الذي معهُ في العمل ، لا يستطيع التوقف في التفكير بهِ يتخذ كل جوانب الأنثى والذكر في التفكير ، أخذ الجانبين ونسى انهُ جانب واحد فقط..
بدأ الهمُ يتسرب إلى فؤاد ، ذقنهُ يكبر بكبر همه حتى كان يُمازح نفسهُ للتخفيف عنها قائلاً:

- لأول مرة وأنا أرى شاذً مُلتحي ، أو مجنوناً يتخيل ، أو شخصٌ لا يوجد ما يُعكر يومه فيقوم هو بتعكير صفوَ جوه الصافي .

كان كئيب ، لا يستطيع مواجه رجولتهُ بما يحدث
كان شاذً برجولة ، حتى قرر أن يواجه تلك المشاعر
قرر ان يستسلم... ولكن ليس لرغباته
استسلم لرجولته التي بدأت بالذهاب شيءً فشيء ، بدأ بضرب رأسهُ بالجدار كلما شعر بشعوره الشاذ أتجاه ذلك الشخص
حتى أصبح رأسهُ بنفسجياً
أما قلبهُ الأبيض،
فقد تحول لكُستنائي اللون ..
وفي يوماً داكن ذهب فؤاد
فرأي ذلك الشخص مجدداً ولكن كان مُعتقاً بالتعب ، كان مُتعرّقاً بشكل قد أثار فؤاد
وهو ينظر الى رقبتهُ السمراء ، شعر يديه المُتعرقه وتفاصل التعب التي كانت تَزيد من ذكورية ذلك الشخص وتقلل من ذكورية فؤاد وتقلل من نفسه أمامهُ ايضاً
حتى عاد مسرعاً الى البيت ليذهب الى ذلك الجدار الذي كان قد كتب عليه (جدار العقاب لرَجُل سيولد اليوم أو غداً)
ضرب رأسهُ بذلك الجدار ولكن هذه المرة بطريقة قد أدت بهِ الى الموت...

مات فؤاد ومات سرهُ معه
كان رجلاً رغم شواذ هرموناتهُ اللعينة
كان قد كتب في ورقة قد لُقيت في دُرج مكتبهُ

- لا تستطيع أن تواجه ، هي الجملة الكسولة التي تستطيع بها اختصار المعركة..

الحالة 100حيث تعيش القصص. اكتشف الآن