(الحالة السابقة)
(كُتبت ع نَغم Haydi Söyle)
الأستِسلام هو الحل الأسهل ، لم تكن أبداً يوماً من شيم الاقوياء..
هذا ما قاله لي الحالة (التي لم اعلم اسمها سابقاً ، مريض السرطان) عندما فتح ذلك الباب مبتسماً وقال ايضاً
- ها قد عدت يا دكتور ، ذهبت البارحة واليوم عدت
لم استطيع تحمل هزيمة اخرى ، قد مات ابشالوم
مات صديقاً عزيزاً علي ، لا أُخفيك انهُ قد هز داخلي ولم اعد استطيع ان اكمل البارحة
ولكن عندما عدت الى البيت وفكرت جيداً
رأيت ان خسارة اخرى قد تُفقدني ثقتي بنفسي...= من الجيد انك قد عُدت لتكمل ما بدأت بهِ ، ألمْ تقل اسمك؟ لماذا لم تكتبهُ
- الاسماء لا تَهم يا دكتور ماذا يعني ان قلت اسمي او لم اقلهُ لك ، حتى عندما قلت لك اسماء الحالات الثمان الذين معي قلت لك هذا لتتضح الصورة امامك ولكن في الحقيقة
الاسماء لا تَهم هي فقط للتعريف المُزيف
اما التعرف الحقيقي فيأتي بحديثنا ، حديث انهزاماتنا لبعض وانتصاراتنا ، حديث ما نحب وما نكره ، حديث ما نشعر بهِ يومياً وما قد فقدنا الشعور به..
لتأتي بعدها المواقف التي تُعرفنا ع بعضنا بعضاً اكثر فأكثر لنبني العلاقة او نَهدمُها..= ماذا حدث للحالات التي معك ينتابُني الفضول؟
- (عنقاء) قد خرجت بعد ان شُفيت ، (ابشالوم) قد مات بعد ان تغلب عليه المرض ، (ايهاب) ما زال يُعافر بوجود (تقوى) الى جانبه
= وماذا عن البقية
- توفيق و تمارة ، الحالتان اللتان انتصرتا ع السرطان بالحب
عندما دخل كل واحدً منهم الى تلك الغرفة التي كانو جميعاً بها قبل ان ادخل معهم ، كان توفيق ميت الروح من قبل السرطان
ينظر الى الارض بأستمرار ، يترنح داخلهُ وخارجهُ ثابت، مر به ما لم يمر بهِ أحد..= جميعُنا لم نمر بتجارب جميعنا..
- هذا صحيح يا دكتور ولكن هذا كان مُختلف ، قد تربى في الشارع مع الأوغاد
توفي والديه وهو صغير وما ان لقي نفسه مرمياً ع الرصيف لا يعلم اين يذهب ، ومعهُ اخوه الصغير الذي كان ينظر اليه و هو لا يفقه شيئاً من ما يجري لهما..كان المريض يشرح حالة توفيق المريض الاخر ، وانا كُلي شغف بهذه الحالات
وكُلي شغف في ان أعلم ماذا حدث لتوفيق هو الاخر..