اليوم الاول معاً ( الحالة الغارقة)
(كُتبت ع نَغم النهر الخالد)
التشبث بالرأي ما هو الا قرارً خاطئ بشكل يجعلك ترى نفسك لا تُخطئ ابداً ، يجعلك نرجسياً وهذا ما كانت عليه الجدة .
عاد توفيق الى بيت الجدة ولكن لم ينطق بشيء عاد يعمل وعينيه لا تُفارق اي شيء غريب
في ذات الوقت كانت تمارة تبرز جمالها الانثوي الرائع ، كانت مع حدة شخصيتها جمالها حادً ايضاً ، شعرها الحريري الذي كان يُجمل كتفيها والكُحل المسحوب وذلك الوجه مُدلل الملامح ، راقبت بيت الجدة وانتظرت توفيق ليخرج لمكانً ما
كان توفيق يذهب دائماً لذلك الشاطئ القريب من بيت الجدة ليحظى بهدوء يستجمع بهِ اوجاعهُ الكثيرة حتى ظهرت بجانبه بكلماتها
- النهر في الليل مُختلف ، وبالذات عندما تدخل في بدايتهُ يجعلك ترى نفسك وكأنك في الفضاء لا نهاية للرؤية امامك ، يغويك لتدخل اكثر مع برودتهُ الناعمة ، فتدخل ومع تقدمك يزداد الماء برودة وخِفة وجمال ولا نهاية فترى نفسك قد تقدمت كثيراً ووصلت الى عمقً يؤدي الى خياران اما الغرق او النظر الى الخلف فترى لا نهاية اخرى.. فتتوه .
ستحتار ناظريك اين اليابسة ولا تتجدها ، جمال الأشياء احياناً لا يعني شيء فقد تُغرقك ، كالجَدة التي تعمل لديها والجمال الذي لديها
البيت الكبير والمزرعة والشركات تلك لا تغويك= وماذا تُصنفين نفسك مِن كل هذا الذي تقوليه
- الحورية ، التي ستظهر لكَ في وسط البحر لتكون دليلك في اليابسة ، فمن كثر غرقها في هذا البحر قد حفظتهُ بل عاشت فيه ، احياناً ارى ان هذا البحر هو الوجع والحورية نحنُ.. نغرق في اوجاعنا حتى نتعود ونعيشُ فيها
نخرج اي شخصً يدخل ذلك الوجع وننقذه من مصيراً قد مررنا به ، اما نحَنُ فلا نخرج
إعتدنا ع الوجع حتى اصبح عادة سيئة لا تستطيع الاقلاع عنها كالسيجارة التي في يدك(فقام برميها وسحقها قائلاً )
= انا لا اتعود ع شيء يا صاحبة الوجه الجميل
واستمر الحديث طويلاً حتى الفجر
وكأن التُعساء قد تلاقوا ليُكمل بعضهم بعضاًمر اليوم الأول الذي جمعهم معاً...