الحياة قد تَقتلك عدة مرات ، حتى تجعلك تُبغض نفسك و في حيرة من امرك ، مُتسائلاً هل ما زلت ع قيد الحياة بعد كل ذلك المجهود منها في محاولة قتلك مراةٍ عدة؟
هذا ما كان عليه حال توفيق ، كان لا يملك المال ولكن يملك اخً وحبيبة ، واليوم يملك المال ومسلوبُ اخً وحبيبة..
مرت السنوات وبعد مرور ثمان اعوام عن يوم مقتل اخيه وقبل بضعة شهور علم إنهُ مُصاب بالسرطان وكانت هذه اخر سكين قد طعنتها الحياة فيه..
ولكن هذه السكين كانت نقطة تحول في حياة توفيق او قد تكون تلك الولادة من رحم المُعاناةفقد التقى مرة اخرى بتمارة... ولكن هذه المرة تمارة اخرى ، لا تشبه سابقتها سوى بالاسم فقط..
في يومً مُشرق ع الكل إلا عليهما ، في المستشفى ينتظران تعليمات الدكتور حول ماذا سوف يفعلان مع هذا المرض اللعين
كانا جالسين بصفً واحد
توفيق وتمارة ينظُران الى الحائط الذي أمامهم ، عقلهم لا يُفكر في مرض السرطان ..
مُجمل التفكير كان في سرطان الماضي والذكريات وما حدث لهم من قبل حتى بادر توفيق بالكلام :- ما اسمك؟
= تمارة
(فضحكَ)..
= لا اعلم هل قلت لكَ دُعابة؟
- لا لا انا اسف ، ولكن هذا الاسم لدي معهُ ذكرياتً بائسة
= لا عليك ، اليوم تواجه ما هو أتعس وأنا أيضاً
- لا.. أسمك أقوى من أسم السرطان ، صاحبة هذا الأسم كانت أقوى من المرض الذي يُصاحب أسم السرطان
أتعلمين؟..(أسند رأسهُ ع الجدار قائلاً)
لَستُ مُبالياً لهذا المرض أطلاقاً ، لَستُ مبالياً أن كنت سأموت غداً أو اليوم أو بعد ساعة ، أن تستنشق الهواء بشكلٍ جيد وتتكلم بصورة جيدة لا يعني أنك ع قيد العيش...
أن تُجرب ما هو أقسى من الموت حتى يصبحُ الموت سهلاً..
أعتقد هذا ما يُشجع الناس ع الأنتحار ، رؤية الموت سهلاً لما قد عاشوه ..ردت بصوتٍ حنين و خافت..
= ولَكني مُتفائلة ، أُريد أن أُمسك يدك الآن وأقول لكَ لا عليك ولكن تعلم أن هذا لا يجوز ولكن روحي تَلتمسُ روحك قائلة لا عليك وأرجو أن يصلك هذا.
كانت هذه العبارات قد وصلت إلى داخل توفيق حقاً ، كان أول مرة يَستمع إلى جُملة تشعرهُ بالقوة منذ عَشر سنوات
منذ يوم الرصيف الذي كان جالساً عليه هو وأخيه يوم قال لهُ أخيه- " أنت ستنقذنا اليس كذلك؟ كنت ولا زلت لديك الحل كما اعتدتُ عليك دائماً " ..
خرجت تلك الدمعة بطريقة لا ارادية وهو يتذكر وينظر اليها ، كان قد كشف ضعفهُ أمامها
اما هيَ فقد رمت كل العادات و كلمة لا يجوز خلفها وأمسكت يدهُ لتُخفف عليه بقولها ( لا عليك كُل شيءٍ سيمضي)
حتى خرج الطبيب الذي كانوا ينتظرونهُ
فرأى ذلك المنظر ، كان ذلك الطبيب غريب الاطوار فعلاً فقد كانت لهُ افكارٌ مُختلفة
كان يُركز ع الأمور النفسية ويقول دائماً:" المعنويات العاليه هي اقوى أسلحة الانسان في المواجهة " .
عندما رأى ذلك المنظر حضَرت في رأسهِ تلك الفكرة التي قالها بعد أن جَلس معهم والتي كانت غريبه بعض الشيء لتوفيق وتمارة عندما سمع الأثنين أنهما سيكونان في نفس الغرفة في وقت العلاج ، سريراً أمام الآخر،
لتبدأ رحتلهم معاً ..