سـفاح القلوب || ✔ مكتملة

سـفاح القلوب 29

😭 أنـا مـسـخ 😭

*********************************

#عودة للحاضر

انهار آسر ولم يستطع الصمود أمامهم ليقول : لقد خسرت كل شيء، كل شيء ، عائلتي وأصدقائي، حتى الفتاة التي أحببت..

اختنقه البـكاء ليقول باختلاج : خسرتها ودمرتني؛ لقد كنت هشاً بعد فقداني لأهلي ووضعت نفسي في عزلة تامة ، أبعدت عني أصدقائي وكل من حولي -دون قصد- حتى جاءت هي وقضت عليّ تماما ، دمرت قلبي وأصبحت لا أملك شيء لأخسره ، فكان من السهل عليّ فعل ما فعلت

أميرة بجدية : انت لا تعلم انها هي من خسرتك وليس انت ، كيف تترك شخصا مخلصا مثلك لسبب كهذا ! ؛ أتعـلم؟ ، هي لم تفكر ماذا لو كانت هي مكانك ، هل ستقبل بإبتعادك عنها وتركها في هذه الظروف؟ ، ولهذا اعذرني آسر هذا السؤال لأجلك هل...

قاطعها قائلا بجدية : أجل لقد فكرت ، أجل ، لم أكن لأتركها ، لكنت بقيت معها حتى نتخطى هذه المحنة سويا .. هي لي كعائلتي لن أفرط بها مهما حدث ، إذن كيف سأفكر حتى بتركها !؟

ابتسمت اميرة بإبهام لمدى طيبة قلبه وإخلاصه تعاتب ديانا مرارا وتكرارا على غبائها وحماقتها عندما فكرت بمحو ذاك الملاك عن حياتها والذي انقلب لشيطان بسببها ومحت حياتها بنفسها ، انتبهت لتستمع لبقية حديثه باستياء

آسر: لذلك تحطم قلبي وزاده تحطيماً عندما رأيتها قد عادت لحياتها مع مغفل آخر دون حتى أن تكلف نفسها عناء السؤال عني كصديق حتى ليس كحبيب ؛ انا لم اكرهها او اقتلها لأنها رفضت بقاءنا احباب .. لا ، انا فعلت ذلك لأنها رفضتني كشخص عادي وكأني -نكرة- لم أكن يوما ، وكأني دمية كُسرت لن تستطيعي اقتنائها او حتى وضعها على الرف .. فتلقين بها في سلة قمامتك ، وتنسين انها كانت في يوم لك.

كان حال آسر الأسوء من بين أحواله أمامهم –النقيب مجدي والملازم طارق وأميـرة- خاصة أميرة التي كافحت بصعوبة لإخفاء دموعها فتكلمت بصوت مختلج عندما لمحته يتنفس بصعوبة ويجاهد كذلك

أميرة : سيدي من فضلك ، يكفي هذا لليوم

مجدي : حسنا

نظر للملازم طارق : هيا بنا إذن

ثم نظر لآسر : نعتذر عن تذكيرك بتلك الأمور ، ونعتذر عن الاطالة ، نَل قسطاً من الراحة اليوم وسنأت غدا لاستئناف حكايتك ، هيا أيتها الطبيبة

أميرة : عذرا سيدي ، سأبق فقط لخمس دقائق معه ومن ثم أذهب ، إن سمحت لي

مجدي بهدوء : لا مشكلة ، لنذهب نحن

رمقهما طارق بانزعاج ولكن سرعان ما امتثل لأمر النقيب وخرجا

اقتربت أميرة تجلس بالكرسي الذي كان يجلس عليه النقيب –الأقرب له- لتبتسم بحنان مردفة بعد أن محت دموعها : آسر ، أنت .. أنت قوي بحق ، لتتحمل كل هذا في هذه السن ، صحيح أنك كنت بالغاً وقتها ولكنك مازلت شاباً صغيرا يحتاج الرعاية والاهتمام ، حقاً كم أنك قوي ! ، أنا فخورة بك ، ولكني .. حزينة جدا لتخليك عن قوتك تلك باللجوء للانتقام ، هي لم تستحق .. ولن تستحق أن تلطخ يدك النقية تلك بدمائها الخائنة ، مازلت ذلك الفتى الصغير النقي آسر .. مازلت أنت ، حتى بعدما ارتكبت من جرائم .. ياللعجب !