سـفاح القلوب 42 || الجزئية 2

738 25 40
                                    

✨ الـنـهايــة  ✨

***********************

تكلم مجدي بهدوء : دعي سامر يكمل ما لديه ، ومن ثم سأخبرك أنا بالجزء الخاص بآسر

أومأت أميرة ليكمل سامر : أقمت مع تلك العصابة لسنتين ، حاولت إطاعتهم ومجارتهم فأنا صغير لا أملك خيارا غير هذا ، ولكني كما أخبرتكم أنني كنت مشاغباً وعنيداً جداً ، صمودي لهاتين السنتين كان لأعتاد على الوضع ويطمأنوا لي ، 

زفر بسخرية مردفاً : لا تتعجبوا أن طفل بمثل عمري كان يفكر هكذا ، أنا تخصص هندسة إلكترونية وبرمجة الان ، أنا أحمد الله أنهم أبقوا عليّ وتركوا آسر .. لأنه إن كان بمكاني لن يستطيع التصرف ، هذا ما أتوقعه لأنه دائما ما كانت أمي توصيني به .. على أساس أنني الأكبر ببضع دقائق ، هو كان.. هش رقيقٌ وهادئ...

اختنقته العبرة فخلع نظارته وأطلق العنان لدموعه متابعاً : عندما .. عندما علمت بأمر كونه سفاح ، لم أصدق.. كيف لآسر اللطيف الهادئ أن يؤذي أحداً!؟ ، لم يؤذي حتى قطة.. كيف سيقتل بشراً!؟

أخفضت أميرة رأسها تخفي دموعها لتقول : أنا علمت ذلك ، ولكني تأخرت كثيرا ، لا تحزن.. لقد كان لدي أخت توأم مثلك ، كنا بعمر الثالثة ولكنها توفت ، أخشى أن تظهر لي الان وتخبرني أنها على قيد الحياة

قالت أميرة جملتها الأخيرة بمرح ليقهقه الجميع منهم سامر الذي صدق : حقا؟

ابتسمت أميرة بنفي : فقط أمزح ، وماذا بعد؟ ، كيف فقدت ذاكرتك؟

ابتسم سامر بإحراج : أنا آسف ، أعني أنا ثرثار قليلا اعذروني

اختفت ابتسامة أميرة لتقضم شفتها السفلية بألم فقد تذكرت آسر ، لا تعلم كيف تسيطر على دموعها منذ رؤياه ، فليس هذه الصفة فقط التي تشبهه ، كل ما فيه وما يفعله يذكرها به وكأنه متجسدٌ أمامها الان

أكمل سامر : كنت بعمر الثامنة عندما حاولت الهرب ، في نفس التوقيت أتت الشرطة -من حسن حظي- لتقبض عليهم ، كانوا مختبئين جيدا وأنا معهم ، لكني أثرت شغب شديد لتسمعني الشرطة ، وبالفعل عرفوا مكاني ومكانهم وهجموا على المقر ، ففررت أنا للخارج .. لم أعلم أنه هناك من يتبعني ليمسك بي ، سمعت الزعيم يصيح عليه أن يمسكني بأي طريقة ويهرب بسرعة ، فرمي بحجارة ما على رأسي من الخلف فسقطت فاقداً للوعي ، عندما اقترب مني كانت الشرطة تقترب كذلك ، لذا لم يكن أمامه سوى إنقاذ نفسه والهرب بعيدا ، عندما استيقظت .. كنت قد فقدت الذاكرة

مجدي : أما عن آسر ، فلقد أخبرت العصابة أهلهما منذ عودة آسر أن سامر قام بالشغب وكاد يتسبب بإمساك الشرطة لهم فقتلوه ، أقنعوا أهله تماما أنهم قتلوه .. وفروا هاربين خارج البلاد ، لم يكن بيد عائلة زين المهدي سوى التصديق والاقتناع بذلك ، فقد مرت سنتان ولم يسمعا أي خبر عنه ، في الحقيقة لقد كانوا مشغولين جدا في هاتين السنتين ، من أعمال وصفقات وصولا إلى اكتئاب آسر الحاد واصابته بالتوحد المؤقت لتعلقه الشديد بتوأمه ، حاول أهله مساعدته بشتى الطرق ، لكنه قد ساعد نفسه بنفسه ، وربما لأنهم توأم ، قد تعرض آسر كذلك لفقدان جزئي للذاكرة ولكن برغبته ، فقد الجزء المتعلق بحادثة الاختطاف والتي بها توأمه سامر ، حيث في علم النفس كما تعلمين .. المرء يميل لفقدان الأجزاء الأكثر إيلاماً من الذاكرة ، وهنا ساعدته عائلته بذلك للحفاظ على صحته النفسية –بعدما شُفِي من التوحد- وأخفت كل وأي أثر يدل على امتلاكه لتوأم أو شقيق ، فكبر وعاش آسر على أنه الابن الوحيد لعائلة زين المهدي.

سـفاح القلوب || ✔ مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن