سـفاح القلوب 39

183 12 12
                                    

🧣 سـامر 🧣

********************************

دخل آسر غرفة سجنه بملابس زرقاء تدل على كونه مجرم ، الان أدرك آسر أنه مجرم بالفعل ، ولا أمل لعودته كما كان قبل الحادث ، يشاهد الباب الفولاذي الذي يُوصد جيدا لكي لا يسمحوا لأي نور أن يتخلل إليه سوى الضوء الخافت من القمر بالخارج ، أخذ ينظر حوله بحسرة حتى توقفت عيناه على القمر من المنفذ الحديدي الصغير بسجنه فحدّث نفسه المتألمة قائلا

: - ماذا فعلت بنفسي لأُلقى هكذا بين هذه الجدران الكئيبة الموحشة وحيداً ؟ ، أما آن أن تنتهي وحدتي ؟ ، أما حان موعد نفاذ النور لقلبي ؟ ، ألا زلت مسجونا في ذاكرتي منذ خمس سنوات ؟ ، أهلي تركوني.. حبيبتي التي ظننت أنها الملاذ تركتني ، حتى أميرة.. لم يسعها سوى دعمي من بعيد .. من خلف القضبان بينما أنا هنا وحدي في الظلام ، وحدي مع الألم ، لا أصدقاء بقوا ، لا أهل بقوا ، ولا أحباء بقوا ، الجميع ذهب ، أما آن الآوان لي كذلك لـأذهب ؟

جلس القرفصاء وخبأ وجهه بين ركبتيه ليسمح لنفسه بالبكاء ، ثم أخذ يقول بين شهقاته : لكن.. لكن أميرة ما ذنبها ؟ ، إنها تنتظرني ، تضع جام أملها بي ، لا أستطيع خذلها ، وبنفس الوقت .. لا أملك سوى الخُذلان

اليوم التالي –في مطعم ما

ساندي بعتاب : لمَ فعلت ذلك مع أميرة ؟ ، إنها صديقتنا ، ثم أن القلب لا يختار من يحب ، لمَ لم تضع كلانا مكانها هي وآسر ؟؟ ، لو كان آسر أنت وأنا أميرة .. ماذا كنت لتنتظر مني ؟ ، هل ستقبل مني هجرك لإنك سفاح ولأن أصدقائي يكرهوك ؟

امتقع وجهه بانزعاج صامتاً فأكملت : لكل مجرم سبب في إجرامه ، سبب قوي دفعه لذلك ، نحن لم نُخلق أشراراً ، انظر لهيتلر مثلا.. هل علمت ما عاناه قبل أن يقتل الملايين من البشر ؟ ، هل علمت سبب فعله لذلك ؟ ، هل كنت تعلم أنه ضحية المجتمع الذي رفض قبوله في الفنون الجميلة والاعتراف به كفنان مرهف ؟ ، هل كنت تصدق أن ذاك .. مرهف الحس.. أصبح أشهر قاتل عرفته البشرية بسبب عدم إعطائه فرصة !؟

تكلم رامي بهدوء : لا أعلم ماذا أجيبك ، لكن .. لمَ تدافعين عنه ؟

ساندي بجدية : رامي ، أنا لا أدافع عنه فحسب ، أدافع عن كلاهما ، كلاهما صديقينا ، إن خسرنا آسر .. ربما لن ءأسف ، لكني لا أستطيع خسارة أميرة

زفر رامي بانزعاج فأكملت هي بترجي : رامي أرجوك ، لا تفتح هذا الموضوع أمامها مجدداً ، على الأقل حتى تنتهي محاكمته

نظر لها قليلا ثم تنهد : حسنا ساندي

.............

كانت أميرة تتمشى في شوارع المدينة شاردة الذهن واجمة بعد أن أقنعت صديقيها بتركها مع ذاتها قليلا لتفكر وتتسائل الملايين من الأفكار والأسئلة في يوم عاصف لا تعطي له بالاً

سـفاح القلوب || ✔ مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن