#درويش_ودعجبنا
الحلقة_11
" داخل كل زول جوانا زول تاني غير الشايفاهو وعارفاهو الناس "
زول محزون ، معزب وضايق المر كاسات ، كلنا كداا
كلنا إتنين ما واحد .. واحد نقابل بيهو الناس وواحد تاني مسجون جوانا ومحبوس في الظلمة ..
ما ينفع يطلع خالص
نحن إتنين ما واحد 💔
سكون رهيب داخل الغرفة ، ظلام دامس نتيجة لإني طافي النور ، علب السجاير في كل مكان في الغرفة وريحة الدخان عتقت المكان وبقت فايحة من جسمي ..
جسمي من كترت التعب جراء عدم النوم والراحة بقيت ما حاسس بيهو ، الأرق والضيق والسواد اسفل عيوني 🤦🏾♂️
كنت بهلك في نفسي شديد .. بايع الدنيا بالفيها ، غرقان واستسلم للموية وبقي سابح مع الموج منتظر نهايتوو المحتومة ..
مرت ثلاثة ايام منذ وصولي الخرطوم ورجعتي الداخلية ، شايل خيبة امل ورجاء ورا ظهري ، رجعت لحياتي الطبيعية المملة
فجأة باب غرفتي دق
دق دق دق ..
م اشتغلت بيهو .. بس لسة مواصل دق
دق دق دق
دق دق دق دق
وكل مرة الدق بكون بصورة اقوي ...
حسسن حسسن سامعني ؟؟
سامع بس ما عندي اخلاق ارد او حتي اقوم من سريري ، خليهو يدق لامن يفتر ويمشي
بس لسة الباب بدق ومواصل بدون م يمل
في الأخير مليت انا وزهجت قمت علي حيلي واتوجهت علي الباب😪
فتحت الباب لي عمي الفاضل حضرة الصول ..
كان غفير الداخلية ومسؤل عنها
كان بهتم بينا وبعاملنا زي اولادو ، كان صول ونزل معاش واشتغل في الداخلية
مرات بليل بجيب لينا حاجات من براا ويطلعها لينا وبسترزق ، مرات بجيب الشيتات من المكتبة ويصورها للطلبة
كان بخدمنا بعيونو وما مقصر مع زول وحتي الطلبة في الداخلية بحترمو وبحبو جداً
زول نكتة وبهجة وروحو شباب ..
فتحت الباب وكان واقف ، سلم علي
حسن ولدي ازيك !!
بخير يا عمي الفاضل انت كيف
شافني ومنظري كان كئيب زي الزول الداقاهو ملارية
قال لي وشك منتهي وتعبان ارح اوديك الدكتور حالك ما عاجبني ياولدي من جيت ودخلت غرفتك لا طلعت منها ولا نزلت خالص مالك في شنو
: ماف شئ يا عمي الفاضل مهموم حبة بس
: احكي لي ياولدي انا زي والدك
: والله ماف شئ انا تمام ولو احتجت حاجة حتصل عليك
حسن ياولدي انت الاولاد ديل كلهم في الاجازة بفرو علي اهلهم الا انت دااا ، لما سافرت مع اصاحبك قلت بتكون ماشي علي اهلك لكن لمن جيت ومنتصر اتصل علي وقال لي خلي بالك من حسن قلت في حاجة ...
تلاتة سنين مرت وانت ماحصل مشيت لي اهلك في الاجازة
انت ياولدي اهلك وين ؟؟
ضحكت حبة رغم اني ما لي نفس اضحك
قلت ليهو انتو ما اهلي !!
انت ابوي وناس منتصر اخواني عاوز شنو تاني انا
قال لي :
انا بسيبك علي راحتك لكن بجي كل يوم بطمن عليك وقت ادق الباب افتح لي سمح
: طيب حاضر م بتقصر يا عمي الفاضل
اداني ضهرو وفات وهو بضرب يدينو مع بعض وبقول لاحول ولا قوة الا بالله
الله يصلح حالك ياولدي ...
مشا عمي الفاضل ورجع لي بعد نص ساعة تقريباً ودق الباب من تاني
فتحت الباب وقلت ليهو اتفضل يا عمي الفاضل في حاجة !!
قال لي :
اي ياولدي في زول جا هنا وبسأل منك وقال اتصل عليك م بترد
قال اسموا عبد الرحمن
قال لي اقول ليك عبد الرحمن المحامي
قلت ليهو خلاص خلي يجيني واعمل لينا شاي يا عمي
: لالا انا اكرمتوا تحت تب بس قال عاوزك ضروري
: طيب خليهو يطلع طوالي انا ما عندي اخلاق انزل
بعد مسافة جا عبد الرحمن دخل علي الغرفة
عبد الرحمن محامي شاطر من اولاد بحري ديل
شاب ما كبير ، جمعتني بيهو معرفة السوق
ولي قدام حنعرف قصة السوق شنو
كان ماسك لي القضية ومتابعها لي ومع الزمن بقينا انا وهو معرفة ...
سلم علي واتحمدل لي السلامة
شاف شكلي البائس برضو
قال لي :
حسن بطل البتعمل فيهو دااا ارجع لي نفسك ياود الناس ، اي الظروف المريت بيها صعبة بس كمان انت راجل اركز يازول
خليتوو بعد خلص كلامو وجاوبت ليهو بي :
ان شاء الله
المهم الجديد شنوو في القضية ..
رد لي :
لالا كل شي تمام بس انا جيتك عاوزك توريني لو متزكر اي شهود وقت الحادثة وقعت عشان نقدر نعزز موقفنا اكتر ، كنت بتصل عشان اتم معاك الموضوع بالتلفون وازكرك برضو بي مواعيد الجلسة
لكن م بترد قلت اجيك هنا بلقاك
المهم ما تنسي خليك جاهز تمام انا ماشي عندي مشوار تاني والله
بيناتنا تلفونات
وقدمتو لحدي باب الغرفة ومشي وقلت ليهو
حأحول ليك في الحساب حقك تمام وانت احفظ الحساب كويس تمام
وطلع عبد الرحمن مني ..
وقفت مسافة وبعدها قفلت الباب ورجعت لسريري 🤦🏾♂️
شايفين معاي نظرة الشفقة في عيون البعرفوني ، شايفين نظرتهم لي اشبه بنظرة لقيط
رغم انو دا كلو ناتج حبهم لي ما اكتر بس جواي كان الاحساس دا مسيطر اكتر
انجدعت في السرير بي كل حملي ، بقيت اتحسس بي يدي السرير بفتش في علبة السجاير ...
لميت فيها وطلعت سجارة وولعتها وبقيت بشرب
نفس ورا نفس .. ضيق ورا ضيق
الم وراا الم بالغب فيهو بي انفاس من دخان السجاير ..
اشيل واتأمل في حالي البائس ، ماضي اسود وحاضر سئ جداً ومستقبل ميؤس منه
ماضي أسود !!
ايوا ماضي اسود زي سواد الغرفة القاعد فيها دي
زي سواد ايامي ويمكن اسود
المااضي الما قادر اتجاوزو .. الماضي الماقادر اجدعو وراي والمرة الحاولت فيها اني اتجاوزو بائت بالفشل ...🤦🏾♂️
تلفوني المجدوع وفيهو اكتر من مية مكالمة من احمد ومنتصر وعبد الله ، ماقادر ارد وماعاوز اتكلم مع زول
صراحة استكنت للإنتكاسة دي واستسلمت للآخر
صداااااع من دوامة التفكير والتنقيب ورا ماضي مرير
طيب انا حسرح كالعادة تعالو المرة دي أسرحو معاي وشوفو جواي شنوو
لأول مرة حتكونو انتو رفاقتي في سرحتي .. حتشوفو وتسمعوا كل شئ بس بالله عليكم
ما عاوز اشوف نظرة الشفقة في عيونكم زي ماشفتها في عيون الناس كلها 💔
تعالوا نرجع بالزمن لي ورااا
قبل خمسة سنين تقريباً ..
8/3/2011
الوقت داك انا ممتحن شهادة سودانية وباقي علي بداية الامتحانات ايام قليلة ..
بيتنا كان جايط حبة عشان كدا كنت في غرفتي قافلها علي وبزاكر ، بالي شوية مع القراية وشوية في حتة تانية
لحدي ما النوم غلبني من فرط التركيز مع المراجعة والسهر
وفجأة
: حسن حسن حسن ياحسن قوووم اصحي سريع
قمت مخلوع وكانت بتبكي وهي بتصحي فيني
: في شنو مالك قولي بسم الله اهدئ
.
.
.
.
يُتبع
#أبوبكر_علي
