٥٨: البحث في المكان الخطأ

218 70 8
                                    


"كارولاين جونز" كانت في حالة انهيار شديدة عند إعلان وفاة "سوزان"، استمرت بتكرار «"بياتريس" بريئة»، «إنه خطئي»، «أنا آسفة».

قالت أنها نادمة على اقتراح هذه الرحلة على صديقتيها، لكن بعد اكتشاف انتمائها هي و"بياتريس" ظننتها تعتذر عن إقناعها زوجتي بالانضمام لهن.

لكنني بدأت أشك الآن.

الضحية الأولى -"جيسون سندرلاند"- كان من يبتزّها ويهدّدها بإيذاء عائلتها، اختفاؤه من الصورة يعني أن عائلتها ستكون بخير، وأن مساهمتها في الحركة ستكون بلا قيود.

أما الضحية الثانية -"سوزان تومبسون"- فكانت تعمل لصالح المصححين، إن كشفت حقيقة جمعية "كارولاين" كان المصححون سيتخلصون من الجمعية، ولربما حصلوا على قائمة بأسماء المناصرات وترصدوا لهنّ واحدة واحدة.

كلتا الجريمتين تصب في مصلحة "كارولاين" أكثر من "بياتريس"، لكن ما معنى هذا؟

أيعقل أن "كارولاين" قتلت إحدى صديقاتها وورّطت الأخرى؟! لا أستطيع تخيل شيء كهذا!

- لمٙ لا؟

سألني "بيكر" ببرود عندما أبديت استنكاري الأمر، عقد يديه أمام صدره وقال:

- ربما تعتبِر الليدي "جونز" نفسها قائدة، والقادة دائمًا ما يواجهون قرارات صعبة، لكنهم قادرون على اتخاذ القرار الذي يصبّ في مصلحة أكبر عدد من الأشخاص، حتى إن عنى ذلك أذية القليل.

- لا أدري...

غمغمتُ غير مقتنع، الأدلة مقنعة، لكن الشخصيات ليست كذلك.

أشك أن "كارولاين" كانت لتفعل هذا بـ"بياتريس"، صداقتهما حقيقية، وعلاقتهما أقوى من أن يكسرها شيء كهذا.

ولكن... الشك يولّد الثقة.

إن لم نستفسر من "كارولاين" لن نتمكّن من الثقة بها.

خرجنا من غرفة "بيكر" بحثًا عن "كارولاين"، تمنّيت من أعماق قلبي ألّا تكون مذنبة؛ فوفاة "سوزان" قاسية بما يكفي على "تريسي"، خيانة "كارولاين" ستدمّرها.

بعد السؤال عنها استنتجنا أن "كارولاين" وأختها غالبًا في غرفتهما؛ فلم يرهما أحد منذ العشاء، لذلك ذهبنا لغرفتهما وطرقنا الباب.

فتحت الباب خادمة لم أرها من قبل، لا بد أنها الخادمة التي جاءت معهم، أخبرناها بهويتنا وطلبنا منها مناداة "كارولاين".

- كيف أساعدكما؟

سألتنا "كارولاين" عند خروجها بعد لحظات، أجابها "بيكر":

- هلّا رافقتنا لأجل استجواب آخر؟

تسلّل الاستياء لوجهها لكنها سرعان ما أجابت:

- بالتأكيد.

وفي دقائق كنا في الغرفة المخصصة للاستجواب، أنا و"بيكر" مقابل "كارولاين".

بين محيطٙيْنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن