٦٦: جريمة وعقاب

250 69 2
                                    


صار الميلان محسوسًا أكثر.

أثناء ركضي خلال المطبخ سمعت بعض الأطباق والأشياء الأخرى تنزلق للخلف وتصطدم ببعضها بعضًا بخفة، عند مروري قرب النوافذ أسمع صراخ الناس في السطح وهتاف أفراد الطاقم يحاولون تهدئتهم، لكن داخل السفينة كان الهدوء سائدًا، إلا من حفنة قليلة من الركاب الذين تخلفوا عن الإخلاء ويهرولون بحثًا عن مخرج.

قالت "هيلين" أنها ستأخذ "توماس" للعيادة، لكن لماذا أخذت معها "بياتريس"؟ إن أرادت إيذائي كان من الممكن أن ترديها قتيلة أمامي وتنتهي من كل شيء وتتفرغ لابنها.

أتريد منّي أن أتبعهم؟

سأتبعهم حتى إن لم ترِد ذلك.

بصعوبة زدت من سرعتي وشددتُ قبضتي على مسدس "بيكر"، ليست هذه مرتي الأولى في استخدام سلاح ناري، ذهبت للصيد بضعة مرات من قبل وأعرف كيف أستخدم بندقية، لن يختلف المسدس عنها كثيرًا. سأنهي هذا سريعًا وأعود إليك يا "بيكر"، أعدك.

والآن أين أجد هذه العيادة؟ أذكر موقعها التقريبي من زيارتيّ لها مع "بيكر"، لكنني في المرتين دخلتها عبر باب الدرجة الأولى في الطابق الثالث، والآن بعد خروجي من المطبخ نحو مؤخرة السفينة- صرت في قسم الدرجة الثانية، من المؤكد أن لها بابًا يستخدمه ركاب الدرجة الثانية، لكن أين؟

استغرقت وقتًا أكثر مما توقعت في البحث، بالكاد دخلت قسم الدرجة الثانية أثناء هذه الرحلة، لا أعرف أي شيء عن تصميمه، لكن السير باتجاه العيادة كان مجديًا، بعد فتح العديد من الأبواب والتعثر مرارًا في الممرات وصلت لباب العيادة أخيرًا.

لم يكن مغلقًا.

كنتُ مستعدًا لاستخدام مسدس "بيكر" لكسر القفل إن فشلت في فتحه، لكنه كان مفتوحًا.

بتُّ متأكدًا الآن، يريد آل "بينتلي" أن أستطيع الوصول إليهم.

سحبتُ نفسًا وتأكدت من وضعية المسدس في يدي ثم انطلقت داخلًا، كانت صالة العيادة فارغة، لكن وجدت الثلاثة في غرفة داخلية، "هيلين" تضمّد يد "توماس" بينما "بياتريس" مربوطة على كرسيّ قريب.

- حضر المدير أخيرًا.

قالها "توماس" بحماس رغم ألمه، كأنه كان ينتظرني لساعات، نظرت إليّ "بياتريس" بسعادة وارتياح، لكن ذلك تلاشى بسرعة ما إن وجدت المسدس بيدي والمكان خلفي فارغًا.

- هذا يكفي!

قلتُ وأنا أشهر المسدس في وضعية بان فيها عدم اعتيادي عليه، أضفتُ:

- لقد قتلتم وروّعتم الكثيرين من أجل الانتقام مني، لن أسمح لكم بالمغادرة ببساطة! "سندرلاند" و"سوزان"... كانا مجرّد شخصين بريئين قتلتماهما دون سبب!

ضحكت "هيلين" باستخفاف، سألتني وهي مشغولة بلفّ الضماد حول يد ابنها غير عابئة بتهديدي:

بين محيطٙيْنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن