حرفا الـ(إس) و الـ(تي).هذا هو المنديل المسروق، لا شك في ذلك، لكن هناك الكثير من الاستنتاجات التي يمكن استخلاصها من هذه المعلومة، لذلك ملأ الفراغ عقلي.
النقشة على المنديل لم تكن نسائية البتة، طُرّز الحرفان (إس) و(تي) على ركن المنديل بخطّ جميل لكن بخيط أحمر، لم يُحِط بهما نقش أزهار أو أي نوع من الزينة، أهو منديل الطبيب "تومبسون"؟ لماذا كان مع زوجته؟ يستحيل أن يكون هو قاتلها لذلك لا بد أن المنديل كان معها.
لكن لماذا؟!
كما أنني تذكرت شيئًا قالت "أوليفيا" أنها سمعته.
«لستُ مثلكِ ولا أخون بنات جنسي.»
من قال هذا؟ وما معناه؟
كما أن "بياتريس" ذكرت أن أحد المصححين هو من نادى "كارولاين" للسطح، هل نادى "سوزان" أيضًا؟
لن أستطيع الوصول لشيء في هذه الحالة، و"بيكر" يحتاج معرفة هذا.
استأذنت من الطبيب "تومبسون" وهرولت نحو الصالة ثم نزلت السلم، لم أرٙ "بيكر" في صالة الطابق الأول فنزلت للثاني، وأدركت عندئذ أنني لا أعرف أين يكون، كنت مشغولًا جدًا برؤية "أوليفيا" لـ"بياتريس" ولم أسأله عن مقصده.
وقفت في منتصف الصالة وأنا أحاول تخيّل أين يمكن أن يكون، غرفة التلغراف؟ المطبخ؟ أشعر كأنه ذكر شيئًا عن أحدهما، وقبل أن أحدد لفت انتباهي صوت خطوات بطيئة.
- "بيكر"!
سرت نحوه مسرعًا عندما لمحته نازلًا من السلّم، تابع نزوله بنفس السرعة البطيئة بعدما رآني كأنه تعمد تجاهل العجلة في صوتي، انتظرته أمام آخر درجة، وصلها وقال:
- هل انتهى نقاشك مع زوجتك على ما يرام؟
كدت أنسى ذلك... شددت قبضتي وتناسيت غيظي من ما حدث وأجبت:
- نوعًا ما.
أضفتُ عندما تذكرت سبب بحثي الأول عن "بيكر":
- رأت "بياتريس"-
- صه!
كمّم "بيكر" فمي بيده مرة أخرى، شلتني حركته من الصدمة، لكنني تمكنت من إبعاد يده قبل أن يحكم قبضته على فكي، تلفتّ حولي جزعًا خشية أن يكون هناك من رأى هذه الفوضى التي لا داعي لها، وكما توقعت توقف بعض الركاب عما كانوا يفعلونه وحملقوا فينا مستغربين.
همست بحنق:
- ما مشكلتك؟!
ردّ هامسًا:
- أنسيت أن أفراد الطاقم ضمن قائمة المشتبهين أيها الغبي؟!
- عم تتحدث أيها المخبول؟!
أشار "بيكر" برأسه نحو الممر وقال بنفاد صبر:
- تعال معي.
أنت تقرأ
بين محيطٙيْن
Misterio / Suspenso[مكتملة] لطالما اعتبر "ألين مكاليستر" نفسه رجلًا عاديًّا من أسرة عادية وبحياة عادية، لم يكن فاحش الثراء أو ذا موهبة مميزة أو وظيفة غير اعتيادية، لكن الظروف التي أُلقي وسطها في رحلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية كانت في قمة الغرابة. وجد نفسه أمام ج...