تغيّرت خطتي عند قراءة اختصار اسم "جيسون سندرلاند"، فجأة صار هناك شيء يفوق إخبار الضابط "بيكر" بما لاحظتُ في الأهمية، ليس لأن خروج "بياتريس" من الحبس لا يهمني، بل لأن العلاقة بين "بيكر" و"سندرلاند" قد تقف عائقًا في سبيل ذلك، وعليّ الفراغ من هذا الموضوع أولًا قبل أن أطمئن لمصير التحقيق.أمسكتُ بالدفتر الصغير في قبضتي اليمنى ودخلت صالة الطعام بخطوات واسعة، لم تكن مكتظة كما العادة، ربما لأنني أتيت في بداية وقت الإفطار، لمحت بعض الوجوه المألوفة هنا وهناك على طوالات متفرقة، لكنني لم أرَ "بيرسيوس بيكر" بينها.
جلست على أقرب طاولة لشخصين ووضعت الدفتر أمامي، شعرت بخليط لم أفهم كنهه من المشاعر، هل أنا غاضب منه؟ بأي حق؟ ربما استفزتني طريقة معاملته "بياتريس"، أو ربما فقط أشعر بالصدمة لاكتشاف أنه يعرف "سندرلاند" شخصيًا ولم يظهر أي دليل على ذلك.
لا يفترض بمحقق العمل في قضية مقتل أحد معارفه، لكن بالطبع ليس هناك محقق غيره على ظهر التايتانيك، لذلك لا حلّ آخر.
ما يهمني الآن هو معرفة مدى عمق العلاقة بينهما، وإن كانت ستؤثر على حكمه وعمله؛ فبراءة "بياتريس" تعتمد على ذلك.
- هل ستطلب يا سيدي؟
التفتّ يميني حيث جاء النادل حاملًا دفتره وقلمه ليسجل طلبي، أشرت له بالانتظار قائلًا:
- أنتظر أحدًا.
- أهو أنا؟
صدر السؤال من يساري وكان السائل "بيكر"، جلس قبل أن يسمع جوابي وأخذ القائمة الموضوعة على الطبق أمامه، فعلت المثل وأملينا طلبنا بسرعة على النادل ثم ذهب.
- قرأتٙه.
قالها "بيكر" بهدوء وعيناه تتنقّلان بين الدفتر وعينيّ، دفعته نحوه مجيبًا:
- نعم.
- جيد.
أراح "بيكر" خده على كفّه ثم أضاف:
- تحدث.
لم أتردد في طرح سؤالي:
- ما هي العلاقة بينك وبين السيد "سندرلاند"؟
- لا شأن لك.
- هل أنتما إخوة؟
- لا.
- لماذا أخفيت هذا؟
- لا يهم.
أضاف "بيكر" ببساطة:
- لا علاقة للأمر بالتحقيق.
سحبت نفسًا طويلًا، بدأت أعتاد أحاديثنا غير المثمرة، لكن هناك معلومة أهم من الباقيات لا بد وأن أعرفها. أسندت مرفقيّ على الطاولة وملت ناحيته سائلًا:
- هل ستؤثر علاقتكما على التحقيق؟
- عفوًا؟
- مصير زوجتي بين يديك، وأريد أن أتأكد أنك ستقوم بعملك على أكمل وجه.
أنت تقرأ
بين محيطٙيْن
Misterio / Suspenso[مكتملة] لطالما اعتبر "ألين مكاليستر" نفسه رجلًا عاديًّا من أسرة عادية وبحياة عادية، لم يكن فاحش الثراء أو ذا موهبة مميزة أو وظيفة غير اعتيادية، لكن الظروف التي أُلقي وسطها في رحلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية كانت في قمة الغرابة. وجد نفسه أمام ج...