نهضت "بياتريس" فور دخولي وخطت نحوي بعجل، توقفتْ أمامي وسألتْ بترقب:- كيف يجري التحقيق؟
- ما زال في بدايته، أنا آسف.
عقدت "بياتريس" حاجبيها عند سماع ردّي، نظرت إليّ مليًّا لحظات تأكدتُّ فيها أنها قرأت مشاعري، ثم أشارت نحو السرير قائلة:
- لنجلس إذًا، أجئت لطرح المزيد من الأسئلة؟
أضافت ضاحكة وهي تسبقني نحو السرير:
- هل صرت مساعد المحقق الآن؟ أصبحت مثل الطبيب "جون واتسون"؟
- نوعًا ما.
أجبتُ بابتسامة صغيرة ثم تبعتها بخطى متثاقلة، كان من المفترض أن أسألها عن سبب رفضها التحدث إلى "بيكر"، لكنني لم أشعر بالرغبة في الابتعاد عن الموضوع الذي جئت لأجله، لأنني أدرك أنني سأتخاذل حينئذ وأخرج دون فتحه.
جلست "بياتريس" على طرف السرير وفعلتُ المثل، تلاشت ابتسامتي فور تفكيري في كيفية الابتداء، هل أطرح سؤالي مباشرة؟ كيف أصيغه حتى لا تبدو نبرتي حادة أو مستنكرة؟ وما هي الطريقة التي ستضمن ألا تختبئ "بياتريس" خلف صدفة منيعة من الصمت؟
أخرجتني من شرودي يدها التي حطّت برفق على ركبتي، سألتني بقلق:
- عزيزي، ما الأمر؟ يمكنك إخباري إن ظهرت المزيد من الأدلة التي تدينني.
أضافت بابتسامة مُجبرة:
- اعتدتُ الأمر الآن.
لم أستطع الإمساك بيدها، شعرت بأن ذلك سيكون نفاقًا واضحًا، أن أتظاهر بالتعاطف معها بينما أشك فيها في داخلي.
سحبتُ نفسًا طويلًا.
عليّ أن أنهي الأمر وأريح كلينا.
- "بياتريس".
- نعم.
لم أستطع النظر في عينيها وأنا أطرح سؤالي:
- هل... انضممتِ لمجموعة مناصرات حقوق المرأة؟
رفعت "بياتريس" يدها ببطء عن ركبتي وشابكت أصابعها مع يدها الأخرى في حجرها، صمتت هنيهة لا تدري بمَ تجيب، لكنها تمكّنت من رسم ابتسامة بصعوبة وهي تسأل:
- ما هذا السؤال؟ ما علاقة هذا بالقضية؟
- تحدثنا مع "كارولاين"، وأرتنا الشريط الملون الذي تثبته على قميصها.
نظرت "بياتريس" أمامها نحو الطاولة المستديرة، كأنها تحاول تخيّل ما دار بيننا وبين صديقتها، سألتْ بهدوء:
- بمَ أجابت عندما سألتماها عني؟
- أنكرت انضمامكِ لهن.
ابتسمتْ وقالت:
- علمتُ أنها ستفعل ذلك.
- "بياتريس".
نظرتُ إليها أخيرًا، أمرتها بنفاد صبر فشلت في إخفائه:
أنت تقرأ
بين محيطٙيْن
Tajemnica / Thriller[مكتملة] لطالما اعتبر "ألين مكاليستر" نفسه رجلًا عاديًّا من أسرة عادية وبحياة عادية، لم يكن فاحش الثراء أو ذا موهبة مميزة أو وظيفة غير اعتيادية، لكن الظروف التي أُلقي وسطها في رحلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية كانت في قمة الغرابة. وجد نفسه أمام ج...