- أنتما مخطئان! لستُ قاتلًا!علا هتاف "ستيفن" حتى بعد أن أغلقنا الباب، استمر في الإصرار على أنه لم يقتل "سوزان"، كما أنكر تمامًا أنه يعرف "بياتريس" أو يعرفني، ما زال يحاول إثبات براءته.
هذه المرة لم يترك "بيكر" مهمة إغلاق الباب على أفراد الطاقم، فهذا زميلهم وقد يتعاطفون معه، أو ربما يكون أحدهم شريكًا له.
أدار "بيكر" المفتاح مرتين كانتا كافيتين ليقتنع "ستيفن" أن أمره قد انتهى، فهدأ وابتعد عن الباب.
تنهدتُ بإحباط، ظننت أن "ستيفن" هو قاتلنا الوحيد لكن بدا واثقًا عندما سرد علينا حجة غيابه وقت جريمة قتل "سندرلاند"، وخشيت أن من ذكرهما سيشهدان ببراءته فعلًا، سألتُ "بيكر" بعدما حشر المفتاح في جيبه وبدأ المسير:
- ماذا عن قاتل السيد "سندرلاند"؟
- ما زلنا بحاجة للبحث عنه.
رد بهدوء لكنني عرفت من يديه المقبوضتين بشدة أنه يخفي إحباطًا وغضبًا شديدين، أخيرًا تمكنا من تحقيق العدالة لـ"سوزان"، لكن قاتل "جيسون سندرلاند" ما زال طليقًا.
اكتشفنا عند خروجنا من ممر الغرف أن بعض الركاب كانوا عائدين من صالة الطعام بعد تناولهم وجبة العشاء، ونحن لم نتناول غداءنا حتى الآن، اتفقنا على أخذ استراحة لتناول بعض الطعام قبل أن نعود لمطبخ الطاقم لنتأكد من حجة غياب "ستيفن" أثناء مقتل السيد "سندرلاند"، وكما خشيت أكد رفيقاه "إريك مونتغمري" و"سيباستيان فيلد" كلامه.
- أكان يكذب؟
سألني "بيكر" فور دخولنا غرفته، علمت فورًا أنه يقصد "ستيفن"، جلست على الكرسي الأقرب للباب ونزعت قبعتي مجيبًا:
- لا أدري، لم أر وجهه جيدًا أثناء الاستجواب، لكن توتره كان بيّنًا جدًا في كلّ حركاته.
وضعت قبعتي على الطاولة أمامي وأضفت:
- "ستيفن" يخفي شيئًا، وهذا يوتره جدًا.
- شيئًا كجريمة قتل.
علق "بيكر" وهو يجلس على الكرسي الآخر ويرفع ساقًا على الأخرى، أخرج دفتره من جيب سترته الداخلي وقال وهو يفتحه:
- لنراجع ما حدث ليلة الأمس، ربما نهتدي لشيء يقودنا لقاتل "جاي".
بدأنا نتذكر ونرتب كل ما سمعنا منذ هذا الصباح، جمعنا أقوال كل الشهود -السيد "تومبسون" و"كارولاين" و"أوليفيا" و"بياتريس" وعمال المطبخ الثلاثة- لنتمكن من معرفة ما حدث بالضبط.
بعد عشاء البارحة بقيت "سوزان" مع زوجها و"كارولاين" وأختها في الردهة بعد مغادرتنا أنا و"بياتريس"، ثم عادت لغرفتها رفقة زوجها، وذكر السيد "تومبسون" أنه لم يشعر بخروج زوجته ليلًا، لكنها خرجت حوالي منتصف الليل نحو السطح حسب تعليمات جاءتها من مجهول في ورقة صغيرة -الورقة التي كتبتها "بياتريس"-، وهناك التقت بشخص ما وسمعت "أوليفيا" صوت باب يفتح ويغلق.
أنت تقرأ
بين محيطٙيْن
Tajemnica / Thriller[مكتملة] لطالما اعتبر "ألين مكاليستر" نفسه رجلًا عاديًّا من أسرة عادية وبحياة عادية، لم يكن فاحش الثراء أو ذا موهبة مميزة أو وظيفة غير اعتيادية، لكن الظروف التي أُلقي وسطها في رحلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية كانت في قمة الغرابة. وجد نفسه أمام ج...