٢٦: اختفاء وساعة

271 70 13
                                    


- "ليني"، حبيبي إلى متى ستبقى نائمًا؟

كان هذا صوت "تريسي"، تعرفت ُ عليه بسهولة، لكنه بدا منخفضًا… لا، بل بعيدًا كأنه صادر من عمق البحر.

- "ليني"؟

من وضع أثقالًا على جفني؟ لماذا هنا ثقيلان هكذا؟ أشعر أنهما يزنان طنًّا.

- "ألين جورج مكاليستر"! هل أذهب وأتركك نائمًا؟

صدر جوابي في شكل غمغمات لا معنى لها، حتى أنا لم أفهم ما قلت، لكنني فقط أردت أن أبقى نائمًا، لماذا تصرّ "بياتريس" على إيقاظي؟ هل وعدتُها أنني سآخذها لمكان ما؟ لماذا لا يأخذها أخوها "جوزيف" ويدعونني أنام؟

- يبدو أنه منهك جدًا سيدتي...

- وماذا تتوقعين؟ هذا ما يحدث دائمًا عندما يسهر!

ممتاز، "مارغاريت" هنا أيضًا، يبدو أن "تريسي" بالفعل ذاهبة لمكان ما.

تبًا! أنا مرهق...

- "ليني"...؟

صار صوت "بياتريس" أقل حدة وأكثر قربًا، شعرت بيدها على جبيني وسمعتها تقول بصوت منخفض:

- ليس محمومًا. المسكين، يبدو أنه لم ينم جيدًا في اليومين الماضيين.

حقًّا...؟ لماذا؟

حاول عقلي البطيء البحث عن السبب، لكنه انشغل عن ذلك عندما شعر بقبلة على خدي، فتحت عينيّ ببطء ووجدت "تريسي" تحملق فيّ وهي بكامل أناقتها وزينتها، حتى أنها كانت ترتدي قبعتها المزيّنة بالريش الأخضر، والغرفة حولنا... (C61) غرفتنا الجديدة... نحن في التايتانيك...

- ثم استيقظت بياض الثلج على إثر قبلة أميرها السحرية، وتزوجا وعاشا في سعادة وهناء.

قالتها "بياتريس" كأنها تسرد القصة على شخص ما، التفتت نحو "مارغاريت" وأضافت بفخر:

- أخبرتكِ أن لي قوى خارقة، صحيح؟

- لم يعد في قلبي شك سيدتي، لكنها للأسف لم تستطع النفاذ لقلب "بيرتي" بعد، صحيح؟

ضحكت "مارغاريت" بشماتة بينما تأففت "تريسي" بغيظ، التفتتْ بعيدًا عنها وسألتني بقلق ظهر جليًا في صوتها:

- حبيبي، هل أنت بخير؟ هل تشعر بالتوعك؟

نهضتُ بصعوبة وجلستُ على طرف السرير، دعكتُ عينيّ ببطء أحاول تخفيف إحساس النعاس المقيت، أشعر أن جفنيّ يخدشان عينيّ من الداخل. أجبت بصوت مبحوح:

- أنا بخير، كم الساعة؟

عادت "بياتريس" لطاولة الزينة وألقت نظرة سريعة على سطحها، عقدت حاجبيها وهلة وهمست «غريب...»، ثم أخذت ساعتي وقرأتها قائلة:

- الثامنة والنصف تقريبًا.

- ماذا؟!

ربّاه! ما الذي يجري معي؟

بين محيطٙيْنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن