15

4.6K 86 3
                                    


عامر هز كتف عمر اللي حاضن سعود و يبكي بفجيعة و قال يترجاه و هو يشهق/عمر تكفى قم أخذه للمستشفى _جلس على الأرض و هو يترجاه _تكفى يا عمر قم انا رجولي ما اقدر أوقف ما اقدر
بس عمر كان ماسك راس سعود و ضامه بقوة و هو يبكي و ما يسمع احد غير صوت بكاه... راح يشد ثوب ابوه يترجاه هو الثاني / يبه اخذه انت طلبتك يبه تكفى وده لهم خلهم يردونه يببببه...
و ابوه برباطة جأش مال عليه ياخذه من عمر اللي متمسك فيه و مو راضي يتركه، و حمله و هو يركض فيه لسيارته اللي موقفها بالكراج و شخط بسرعه من غير ما ينتظر احد...
الرجال اللي في الديوانية طلعوا يستكشفون وش سبب الصياح و العويل اللي يفجع.. و كان عمر جالس في نفس جلسته و صوت بكاءه طالع للعلن و عامر حاضن نفسه و دافن راسه في حضنه و يشاهق..
عمهم عبدالعزيز انفجع من أشكالهم و ركض لهم مع ماجد اللي حط يده على شماغه يثبتها على راسه و رافع ثوبه بيده الثانية لين وسطه و يركض لهم و هو مفجوع
عبدالعزيز صاح فيهم/وش فيييييكم؟
ماجد سحب عامر بقوة و قال بصدمه /عامر وش بلاكم؟ خالي فيه شيء!
عامر بصراخ و بكاء/سعود... سعود مدري وش فيه ما. ما... _و طار الحكي من فمه و رجع يجلس و يحضن راسه و يبكي
أصوات الرجال جات متفرقة/لا حول ولا قوة الا بالله
/إنا لله وإنا إليه راجعون
و سمعوا صوت ضربه قوية بينهم.... التفتوا كلهم لأبو سعود اللي طاح على الأرض جالس و عينه شاخصة في اللي حوله
عبدالعزيز وقفه و هو يسند له/وحد الله يابو سعود وحد الله _ التفت لماجد اللي واقف يناظر عمر و مصدوم من بكاه و صرخ فيه_تعال ساعدني
ركض لخاله و خذا ابو سعود و سنده لين وصله الديوانية و الرجال من حوله يهدونه و يثبتونه

--- داخل..
سمعن أصوات الصياح المرعبة و راحن مندفعات بس وقفتهن ام عمر و هي تقول /ارجعن ارجعن فيه رجال هنا
روان بخرعه/وش ذا الصياح؟ احد فيه شيء؟
ام عمر بخوف /بس سعود طاح عليهم و ودوه للمستشفى
رهف بكت ع طول /كل هالصياح عشانه طاح؟ فيه شيء و الا ما صاحوا كذا
وريف وقفت تناظرهن و هن يبكن عليه و تفكر زوج اختهن ليه البكاء؟
مرام حطت يدها ع قلبها/يمممه قلبي... _تحشرج صوتها _ تكفين يا خاله ارجاك علمينا الصدق وش فيه
و توها كانت بترد عليها الا حست بالجسم النحيف اللي دفها بقوة و طلع برا
صرخت روان/جووودي
ام عمر بشهقة/فيه رجال برا
وجدان كان في عينها غمامة من الدموع اللي ملأت عينها لما طلت من شباك غرفتها و شافت شكل عمر و عامر و هم يبكون بهالشكل... جلست قدام عمر و قالت بغصة/عمر؟ تكفى لا تفجعني و قلي وش فيه
ما رد عليها بس كان يبكي بلا توقف و بلا اهتمام في الرجال اللي كانوا واقفين و من طلعت وجدان حتى تفرقوا منهم اللي طلع من القصر و منهم اللي رجع للديوانية
مسكت كتوفه و هزته و هي تبكي من بكاه/ااااه عمررررر _ صاحت فيه_ اقولك وش فييييه؟
ناظرت باللي مسكها بقوة من ذراعها و هو يوقفها.. وجهه مرتاح نوعا ما.. همست باسمه /ماجد
هو ناظر عيونها الملثمه بقهر و قال بغبنة و هو يدفها /روحي ادخلي لا تفضحينا
وجدان شدت كمه و قالت بوجع منقطع النظير و هي تبكي /ما مات ابوي يا ماجد.. صح ما مات؟
اتسعت عيونه و قال بقوة/بسم الله عليه لا ما مات ماهوب ابوتس
هزت يده و هي تترجاه /احلف تكفى احلف _ و تركت يده و هي تضم يديها بوجهها و هي تبكي و قالت بضعف_ ليه اخواني يبكون اذا مو ابوي؟
ماجد /عشان سعود... ما هوب ابوتس و الله العظيم
و على جملته هذي اللي كانت أول كلام يوصل لإذنه بعد طيحة سعود و راح يركض لسيارته و هو باقي يبكي..
ماجد قال لوجدان بسرعه/دخلي عامر لا يروح مكان و هو بذي الحاله _و راح يركض خلف عمر
بكل برود الدنيا مسكت ذراع عامر و وقفته معها و دخلته مع باب المطبخ و لما دخلت كان خواتها الثلاث يبكن... و ام عامر اللي تحاول تهديهن ضمت عامر لما شافته و هي تكبح بكاها معه و تقول/اهدأ يمه أهدأ فديتك ما يجوز البكاء كذا
التفتت على خواتها و قالت بقهر و صوت مرتفع /و مات يعني؟.. _غصت بالعبرة بس كملت و هي ترص على أسنانها _ ما هو أغلى من مات تسمعيني انتي وياها؟ _ و مسحت اخر دموعها
مرام بقوة و هي تبكي / خلاص يالحقودة بس... اذا ما راح تبكينه عشانه ابكيه عشان بنته
لمعت عينها بالقهر و الغبنة و قالت بكل قسوة /يا جعل عيني للعمى ان هلت دموعها عليه.
روان و هي في حضن وريف قالت بألم/مو قلب اللي عندك
ضمت شفايفها تمنع نفسها عن الحكي.. عن الانفجار.. عن البكاء.. عن الانهيار.. و جرت خطواتها لغرفتها ... لا تبكين يا وجدان لا تبكين! هو مات من زمان و انتي بكيتيه من زمان، دفنتيه من زمان لا تبكين.. قفلت باب غرفتها و فتحت شنطتها و طلعت علبة حبوب خذت حبتين و بلعتها من دون مويه و اندست تحت بطانيتها * طريقتها المفضلة في الهرب من الواقع..

رواية بترجعين؟ // بقلم،، كاملة        للكاتبة جود الحزن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن