21

2.8K 71 0
                                    

باس راس ابوه ثم امه و هو يقول /صبحتوا بالخير
/صبحت بالنور والسرور
جلس قدام امه و ابوه اللي جالسين على الجلسة الشعبية الأرضية.. يفصل بينهم مركى.. و سحب ترمس القهوة يقهويهم و يتقهوى معهم
ام سعود /غريبة صاحي ذا الحزة؟
سعود تبسم ب ارتباك و نزل فنجان القهوة عند رجله و قال بتوتر /انا ابي اكلمكم في موضوع مهم
ابو سعود ناظره باهتمام /قل وش في خاطرك يابوك.. انا بعد ابي اكلمك في شيء
سعود /سم يبه
ابو سعود /لالا علمني انت اول.. موضوعنا ملحوق عليه
سعود بعد صمت / يبه تذكر الحريق اللي نشب في الفيلا اللي عطانا ابوي محمد؟
ابو سعود لمعت عينه بالمرارة و سكت ما رد عليه
ام سعود لهج لسانها بذكر الله
ارتفعت حرارة جسمه و نفخ صدره بالهواء يحاول يضبط نفسه
ابو سعود /الله المستعان يابوك.. وش جاب طاريها؟
سعود /ذكروا في التحقيق ان الحادث متسبب تذكر؟
ابو سعود هز راسه /حسبي الله ونعم الوكيل
سعود ازدادت دقات قلبه و قال بهدوء/اللي مفتعل الحريق بيني و بينه عداوة.. و يبي يعطيني قرصة اذن على قولته..
اتسعت عيون ابو سعود بالصدمة و قال بغضب عنيف /و ليه توني ادري بذا العلم؟ جايٍ تعلمني الحين وشهو له؟
سعود بلع ريقه /يبه اذكر الله و اسمعني للأخير
طفرت عين ابو سعود بالدموع و قال بعتب /وشلون قدرت تعيش مع ذا الذنب؟
ام سعود لطمت صدرها بحسرة و قالت بتحسر على بنتها /انت اللي جنيت عليها، انت اللي ذبحتها و هي في عز شبابها
تنهد.. خلاص هو ما عاد يتأثر بهالحكاوي.. هو ما سوا شيء خطأ.. كل اللي سواه انه حماها، الشيء اللي راح يسويه اي واحد كان في مكانه.. وقف و قال ببرود / بنتكم ما ماتت، _ و كمل في نفسه : ما احد مات الا انا
سعود بنفس البرود و هو ماتت في نفسه رغبة انه يشوف ردة فعلهم لما يشوفونها كمل / انا زورت موتها مع ياسر و خبيتها عن العالم عشان ما احد يوصلها. و الحين ما عاد فيه لزوم اخبيها اكثر و هذي هي جبتها لكم
طلع من عندهم تاركهم خلفه للصدمة و الفجعة، و تارك ابوه من خلفه يناديه يبيه يرجع يأكد له اللي سمعه... راح لسيارة ياسر و فتح باب مقعد فجر و قال ببرود /انزلي
ارتجفت أطرافها و قالت بتوتر /كك.. ككيففف؟ علمتهم؟
هز راسه /ينتظرونك
التفتت فجر على ياسر و قالت بغصة/ياسر ب اشوفهم؟؟؟ بشوف امي وابوي؟؟؟
نزل من السيارة و التف عليها و جاها.. مسك يدها و سحبها له و هو يضمها و يقول / اي يا عين ياسر بتشوفينهم و بتضمينهم و بتنامين في حضنهم من اليوم و طالع.. _ و أطلق نظرة قاسية لسعود الواقف و يناظرهم ببرود الدنيا كلها
سعود و هو يده في جيبه قال / ادخل ما فيه احد عندك
ياسر بنرفزة /وين بتذلف؟؟
سعود سفهه و مشى مبتعد عنهم
ياسر ابعد فجر عن حضنه و ركض خلف سعود و سحبه و هو يقول بقهر/وين ان شاء الله؟؟؟
سعود دفه عنه و نفخ في وجهه /ما لك دخخخلللل يسور فارقني
وقف يناظره و هو رايح و معطيه ظهره و طلع من الحوش على أقدامه بدون سيارة.. تنهد و رجع لفجر المرتبكة و اللي ما اهتمت كثير للي يصير و كان كل همها شلون بتشوف أهلها الحين؟.. حضن يدها بيده همس لها بحنان /تعالي حبيبي
وقفته عند الباب قبل يدخل و قالت و هي ترتجف /ياااسسسرر.. _ حطت يده على قلبها و قالت بنبرة تدل على البكاء _ احس قلبي بيوقف
إبتسم لها يطمنها /بسم الله عليتس
و شد على يدها و هو يدخل و هي وراه تخطوا الصاله الجانبية و طلعوا للجلسة اللي جالسين فيها ام و ابو سعود...
ارتجفت شفايفها و هي تشوفهم جالسين بجنب بعض و اثنينهم يبكون و عيونهم ما تطيح على بعض.. نطقت بلوعه /يممممه؟؟؟
رفعت راسها بصدمة، كانت تعتقد انها سمعت غلط او ان سعود كان يمزح معهم مزحة! و حاولت.. حاولت تقوم بس رجولها خانتها و بكت بصوت و هي تفتح يدينها و تقول بصوت متحشرج /يممه فجررررر
رمت نفسها في حضنها و هي تنشج و تشاهق، باست راسها و خدودها و خشمها و رقبتها و كتوفها. باستها بلوعه و لهفه و هي بين ثانية و ثانية تهمس /يمممه؟
و امها تبادلها البكاء ببكاء و الحضن بحضن و كل شوي ترد عليها ب/يا عين يمه.. يا روح يمه.. الحمدلله.. الحمد لك يا ربي.. الحمد لله والشكر..ابعدت عن حضن امها و ناظرت ابوها اللي عيونه تلمع بدموعه و زحفت على ركبتها لما وصلته و باست راسه و خشمه و هو خذاها في حضنه و هو يشهق شهقات مكتومة، مسح على رأسها و شم ريحتها، يحاول يصدق انها قدامه و ان السمومة (الجثة المحترقة) اللي بكى عليها قبل سنين ما هي جثتها..
ياسر مسح دموعه بطرف شماغه و تلثم و مال على فجر ياخذها من حضن عمه و قال بحنان/بس يا عمري تعبتيهم.. _ ناظر عمه و زوجة عمه_ قرت عيونكم
ام سعود ببكاء /قرت عيونك بشوفة نبيك _و ناظرت فجر و مدت يدها لها _تعالي يمه تعالي في حضني تعالي اااهه ب اشبع منتس
فجر ابعدت عن ياسر و رجعت لحضن امها و رجعت تبكي و بكت امها معها
و ابو سعود كفكف دموعه و قال لياسر /تعال وقفني يابوك
ياسر شد على يد عمه يوقفه و طلع معه و هو كل شوي يسترق النظر لفجر و راحوا للديوانية
ابو سعود بصرامة/علمني وش صاير يوم تغبون بنتي عني؟ وين العاق ذاك ادعه لي خله يجيني ما خلصت كلامي معه
ياسر باحترام /عمي و الله ما سوينا كذا الا خوف على حياتها
ابو سعود صرخ في وجهه بتعب /انا بيجي مني مضرة؟؟ انا ب اذبح بنتي؟
ياسر طمن عيونه و سكت..
ابو سعود ينافخ /رح ادعه لي خله يجي ذا الحين الله يسخط عليه
ياسر زم شفايفه بزعل من دعوة عمه و قال بضيق/استغفرالله
دخل سعود و قال ببرود /هذاني يبه.. ياسر ماله دخل انا السبب في كل شيء.. انا اللي احرقت الفيلا و انا اللي ذبحت فجر و انا اللي خبيتها عنكم.. انا الله يسخط علي
ابو سعود مد يده اللي هبطت تلقائياً على خد سعود و قال بغيظ و غبنه/انت؟ انت غاسل يدي منك من زمان، انت ما تستأمن على احد.. اطلع اطلع من بيتي لا اشوفك فيه و لا اشوفك متقرب من بناتي و الا و الله!! و الله لا تكون ذبحتك على يدي
ياسر ركض بينهم و صرخ /استهدي بالله يا عم.. تعوذ من الشيطان الرجيم
سعود اسود وجهه.. و مد يده يفتح ازرة ثوبه العلوية و قال بغصة /ضربتين على الراس توجع يابو سعود
ابو سعود بصراخ/تخسي و تعقب مانيب ابو سعود.. انا ابو فيصل و الله يخلف علي، انقلع جعل الله لا يبارك فيك يالردي
ياسر لمعت عينه بحمية /يا عم انت مو بفاهم شيء، سعود متورط مع ناس ما يخافون الله، هم اللي....
قاطعه سعود و هو يدفه و يقول ببرود/انكعم.. مالك دخل في شيء انت
ياسر رص أسنانه بقهر لما شاف ابو سعود يدف سعود و يطلعه و هو يدعي عليه
/يا سواد وجهك يا عبدالله.. تعال قل للعالم ان بنتك حية ما ماتت.. وش عذرك؟ وش بتقول؟ وش بيظنون فيها.. حسبي الله ونعم الوكيل عليك من ولد كانك اشقيتني اول و تالي
ياسر راح بيركض خلق سعود بس وقفه عمه و هو ينافخ عليه /روح جيب ابوك و عمانك عسى الله لا يبارك فيك معه
ياسر وقف يناظره بغبنه و بعدها طلع...

..

.
.
طلع من الديوانية بوجه الأسود و راح بخطوات سريعة للقصر و منه لجناحه و من جناحه لغرفته و سحب شنطة سفر زيتية متوسطة و فتح دولابه و سحب فستانها الأسود الحرير و رماه في الشنطة و سحبها معه و طلع لغرفة ملاك و جلس يدق الباب بقووة و فتحت و هي مرعوبة و انرعبت اكثر لما شافت وجهه
ملاك بخوف /سعود؟؟
سعود ناظرها بشراسة و قبل لا يتكلم بكت هي و قالت برجفة /قسم بالله ما دريت.. و الله عبالي انه انت اللي برا و تبي نوف.. _ بكت بقوة_ و الله ما دريت
عقد حواجبه مو فاهم عن ايش تتكلم و مو فاضي بعد لخرابيطها دفها عن الباب بقسوة و هو يقول /وين نوف؟
و دخل و شاف بنته تلعب نفسها على سريرها رمى الشنطة على الأرض و التفت لملاك اللي تبكي في مكانها و قال و هو ينافخ /وين ملابسها؟؟
ملاك فزت بسرعه و هي تشاهق و فتحت الدولاب و هو بسرعه ياخذ ملابس و يرميها في الشنطة
ملاك مسحت دموعها /وين بتاخذها؟
سعود سفهها و قفل الشنطة و حملها على كتفه و خذا نوف و هو يضمها لصدره و طلع من القصر..
..

.

.
.
الساعة 7ص..

شهقت بفجعة من الباب اللي انفتح من غير ما استئذان و هي جالسة على سريرها تتأمل الصورة اللي بيدها.. تنفست بعمق و هي تشوف اللي واقف عند الباب و يناظرها بتفحص، ضيقت عيونها و هي تدقق فيه و تتفحصه و بانت على وجهها ملامح الكره و هي تشوف الشبه القوي بينه و بين أسامة حتى بالشعر المجعد قلبت الصورة على وجهها و قربت منه، مالت عليه و مسكت اذنه و قالت بتهديد /ابوك المخنز ما علمك تستأذن قبل تفتح الباب؟
عقد حواجبه بألم بس حافظ على فمه مطبق و لا بكى
ضغطت على اذنه و هي تقرصها و قالت بغضب/ليش جاي هنا؟
فتح فمه بس رجع يقفله و هو يحس راح يصيح لو فتحه مرة ثانية و مد يده الصغيرة البيضاء لطرحتها اللي متحجبة فيها و هو يحاول يفكها
فكت يدها و ضربت يده و قالت بعصبية/قليل أدب مثله
رد عليها بفحيح زعلان/انا مو قليل ادب
رفعت حاجب بطريقتها المشهورة فيها و قالت بنرفزة /ياللا انقلع من هنا قبل اضربك
وقف بعناد و قال و هو رافع خشمه /ما راح اروح لما اشوف شعرك
ضيقت عيونها باستغراب بس دفته بسرعه تطلعه من غرفتها و هو جر طرحتها عن راسها و انتثر شعرها على كتوفها ممتد لين اخر ظهرها
لمعت عينها بالغضب بينما لمعت عينه بفرحة و صرخ و هو ينقز في حضنها /مامااااااا وجدااااان
شهقت بصدمة ووجهها احمر من شدة حضنه لها و يديه الصغيرة تلتف حول رقبتها و تخنقها
فككت يده و دفته عنها و هي توقف صرخت بنرفزة /ابععععد عنننني
و انفجر يبكي و هو يرجع يرمي نفسه عليها و يتمسك برجولها و كل شوي يقول /ماما.. مممااما
صرخت تنادي كلارا /كلااااااررررراااا... كلااااررراااااااا
زاد في بكاه و هو يتمسك فيها أكثر و كأنه يحاول يتخبى فيها
جت كلارا و انصدمت من المنظر اللي تشوفه و قالت و هي تحط يدها على فمها/يا إلهي!! سوف يغضب السيد الدكتور غضبًا شديدًا
وجدان بصراخ /خذي هذا العلقة قبل أن أبدأ بك و بسيدك _ و صرخت بقوة اكبر و هي تدفه برجولها عنه_ خذذذذذيه عنننني التبن
بس بدال كلارا كان جسمه هو مثل الصاروخ يميل على ولده و ياخذه و هو يضمه و يبوس راسه و رقبته و يحاول يهديه و يوقفه عن البكاء و الصراخ..
ناظر وجدان بحدة و قال بعصبية/حسابي معك بعدين، فيه احد يتعامل مع طفل كذاا؟؟ طفل يا التبن انتي…

.

.

.

.
انتهى

رواية بترجعين؟ // بقلم،، كاملة        للكاتبة جود الحزن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن