24

3.8K 69 0
                                    

فتح الباب و وقف يناظر بصدمة و عيونه اتسعت لآخر شيء.. قلبه نبض بعنف و كأنه يحتج و همس بخوف و غصة /وجدان؟؟؟؟؟؟
و يبدو أنها ما سمعته او انها مو في العالم اللي هو فيه لأنها ما اصدرت اي ردة فعل لا على دخوله و لا على همسه
هرول مسرع لها مكان ما هي على الأرض و مسكها من كتوفها و هزها بخفة و كرر اسمها بنبرة عالية  لعلها تناظره و ترد عليه /وجدان وجدان وجدان وجدان
جالسة على الأرض و ثانية رجولها و ضامتها لصدرها و تهز عمرها و تهمهم بكلمات مو مترابطة و ما قدر يفهمها
هزها عمر أقوى /جودي... ناظريني ناظريني.. انتي تتحلمين اصحي اصحي طلبتك
ما استجابت له و كأنها ما تشعر باللي يصير حولها
ضمها و هي جالسة و همس في اذنها /اصحي اصحي.. انتي بخير.. انا بخير.. اصحي تكفيين لا تعورين قلبي أكثر
اخترقها همسه الحاني و حركت حدقة عيونها تناظره و هنا بس بكت و شدت ثوب عمر اللي حاضنها و لما تكلمت.. تكلمت بألم مرير / أسامة ذبحنا.. العالم برا ظالم و احنا بس البريئين.. و لأننا بريئين هو ذبحنا

- في مكان ما يعرفه، أو ما يتذكره! بس شعور انه يعرفه.. كانت هي تبكي و هو عندها، كانت هي تشتكي و هو يسمعها.. حاول يجبر ذاكرته تستحضر ذاك الموقف بس للأسف ما استحضره.. أشباح وجيههم و صوت بكاءها و قلبه اللي يوجعه نفس وجع قلبه الحين.. هذا بس اللي يعرفه.

ابعدها عن حضنه بس حضن وجهها بيديه و قال بقوة /ما احد ذبحنا.. احنا عايشين و بخير شوفينا.. تبين ابوي؟؟ ابوي اصلا تحت
تغيرت ملامح وجهها و بكت اكثر
هز راسه بتأكيد /و الله العظيم ابوي تحت و معه اخواني، قومي غسلي وجهتس و تعالي كلهم يحترونتس ( ينتظرون)
مسحت وجهها بذراعها في حركة طفولية جبرت عمر غصب يبتسم لها و بس قامت لدورة المياه اللي جوا الغرفة هو تنهد، كانت بعد في ما مضى تبكي و هو عندها.. بكاءها هذا مو بكاء الخوف هو يدري و يعرف.. هي من الخوف قد بكت عنده اول ما صحى، بكائها اليوم يختلف عن أمس.. ااه ما أقسى المرارة اللي لمسها في صوتها!.. _ وقف لما شافها طالعه من دورة المياه، ناظرها على ضوء الحمام المفتوح.. عيونها تلمع بنظرات غريبة ما يفهمها.. لمت شعرها المبعثر بطريقة عشوائيه و ناظرت الملابس اللي عليها؟؟ بجاما!! هذا اللي عندها.. لبسها الوحيد اللي خذته معها من الرياض و اللي كان عليها،
همس عمر /امشي عادي
ناظرته اخيرا بس بسرعه هربت بنظراتها منه و هو مشى و راحت تمشي خلفه.. قلبها ضرب في صدرها بقوة و هي تتخيل ابوها تحت ينتظرها.. ما صدقت انه فعلا تحت.. خايفة تصدق و يطلع عمر يكذب عليها و بس قالها كذا عشان يطلعها من الحاله اللي هي فيها.. عبست ملامحها و هي تتذكر سبب اللي هي فيه.. أسامة؟ كيف صحت و هي تتذكر كلامه اللي رماها به قبل لا يغمى عليها.. تصلبت اقدامها في الأرض و هي تشوف ابوها اللي جالس و يناظر جهة الدرج و كأنه ينتظرهم.. و اللي مجرد شافهم بس فز واقف
التفت عليها عمر لما حس انها وقفت و رجع مسكها و مشى و هو يسحبها وراه
هذا ابوها.. امانها.. سلام الدنيا كله في حضنه.. هذا لو صد مرة و مرتين و عشرين مرة بتركض له في كل مرة كما لو انه ما صد
بطريقة ما هي في حضنه الحين.. ما تدري هو اللي ركض لها هالمرة او هي اللي ركضت كالعادة، بس مو مهم.. ايه مو مهم.. المهم انها الحين في حضنه و تشم ريحته، تبوس راسه و تبوس لحيته اللي واصله لنصف رقبته، هذا الأمان لحاله كافي يخليها تنسى الاسبوع هذا و تحذفه من اسابيع عمرها و كأن شيئًا لم يكن.
حست بشيء يسحبها من كتفها عن هذا الأمان و بكت و هي تشد يديها حوله و تدفن وجهها في صدره.
بحدة نطق ابو عمر لعمر اللي يحاول يبعدها عنه /اتركهاااا!
عمر سحب يديه و رفعها لفوق و على شفاته ارتسمت بسمة
عامر اقترب من عمر و قال بضحك /الغيرة كلت قلبك؟
عمر ناظره باستغراب/انا اغار؟؟
عامر ضحك /و تنكر؟
عمر /اقول اعقب بس
عامر /و الا ليش تكره ماجد؟ بس عشان الغيييرررة
عمر عقد حواجبه /من ماجد؟ و ليه اغار منه!
عامر خطف نظرة سريعه على وجدان و ابوه و رجع يناظر عمر /الحين من ماجد؟ و قبل كانت تطلع شياطينك لما تشوفه
عمر /عامر انا ما اتذكر احد.. الرصاصة اللي كانت في راسي مو مخليتني اتذكر شيء..
عامر ناظره بصدمة /رصاصة؟؟؟؟؟؟ انت كنت متصاوب؟؟؟
عمر /ايه و انا بخير الحين.. و حتى ذاكرتي احسن..
عامر همس بعدم تصديق /بس قالوا أسامة خذاكم لأن جده يبي يأذيكم؟؟
عمر /و هذا الصحيح بس بالغلط انصبت،
ناظر راسه و زفر بضيق /ااه بس _ ثم صد عنه
عامر إبتسم لوجدان اللي اخيرا ابعدت عن ابو عمر و التفتت تناظره.. و ضمها و هو يتحمد لهم بالسلامة.. تعمد يلصق كتفه على وجهها يمسح بكتفه دموعها اللي كانت مدرارا و يده تمسح على ظهرها صعود و نزول.. ثم تركته و تركها و راحت تسلم على راشد اللي بدوره كان أهدأ من قبل و سلم عليها بمرح و علق بمزح /ليتني كنت معكم عشان اعرف غلاتي عند ابوي و....
خزه ابو عمر بنظرة قوية خلته يبلع باقي كلامه و رجع يناظر عمر و وجدان.. عامر صفق جبينه بيده و قال /اوووه تذكرت انا وعدت امي و البنات من اشوفكم اكلمهم سناب فيديو و اطمنهم عليكم
عمر نبض قلبه.. امه؟؟.. و تلفت يدور على شماغه و تذكر انه في المجلس و راح ركض ياخذه و يلبسه عشان ما تشوف امه الشاش اللي يلف راسه..
اما وجدان ف ابتسمت ابتسامة كئيبة و جلست في كنبة مفردة و هي تسترق النظر لأبوها اللي ما حادت عينه عنها..
عامر تكلم في الجوال شوي ثم قرب من وجدان و وقف جنبها و هو يميل و يلف الجوال عليها.. ابتسمت من قلب و هي تشوف خواتها و وريف و ام عمر و كل وحدة تقول كلام.. و اختلط كلامهم مع بعض و تشربك و هي في حالة ما تسمح لها انها تسمع كل كلمة على حده.. و كل اللي سوته انها نطقت عشان تطمنهم /انا بخير الحمد لله.. و عمور _التفتت تناظره جالس بجنب ابوه و يتكلم معه _ بعد بخير.. بتشوفونه الحين
عامر ابعد الجوال عنها لما حس انها ما تبي تتكلم اكثر من كذا و راح لعمر يكلمهم..

رواية بترجعين؟ // بقلم،، كاملة        للكاتبة جود الحزن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن