22

4.4K 73 4
                                    

بس بدال كلارا كان جسمه هو مثل الصاروخ يميل على ولده و ياخذه و هو يضمه و يبوس راسه و رقبته و يحاول يهديه و يوقفه عن البكاء و الصراخ..
ناظر وجدان بحدة و قال بعصبية/حسابي معك بعدين، فيه احد يتعامل مع طفل كذاا؟؟ طفل يا التبن انتي
صرخت بوجهه و هي تبكي بخوف من تهديده/رجعننننيييي لأبوي اقولك، _ قربت منه و ضربته بقوة على كتفه_ رجعني لأبوي يا حيووواااان
بكى ولده اكثر و صرخ باسمها /ماما وجدااااان _و فك يديه عن رقبة ابوه و هو يميل عليها و يبكي
ضربت يديه و صرخت ببكاء/ابعد ولدك الزف......
قاطعها و هو يفتح عيونه على وسعها و يناظرها بتهديد لا تكمل و فعلا هي سكتت و حطت يدها على فمها و هي تبكي و ولده يبكي و يحاول يتخلص منه و يروح لها.. بس هو بسرعة البرق طلع من البيت و اختفوا بس صوت ولده ما اختفى، سندت ظهرها للجدار و هي باقي تبكي و تلم نفسها بيديها
انحنت عليها كلارا و قالت بحنان/عزيزتي الجميلة توقفي عن البكاء ارجوك..
صرخت بوجهها /ابتعدي عني كلارا ابتعدددددي
و من كثر البكاء صارت تشاهق و ما في خيالها الا صورة وحيدة، اللحمة اللي تشبه الاسفنجة الصغيرة، اللي قست على نفسها بس عشان تحرمها حقها في الحياة، احساسها و هي تنزلق من بطنها و تطيح من بين رجولها، منظرها و هي تنعطى لها و تتأملها بدون دمعة و كأنها اختارت انها تجهضها مو انجبرت على هالاختيار.. ليتها ما اضطرت تموت ضناها! ليتها كانت قوية و وقفت بوجيههم و قالت صار كيت و كيت.. و خسرت من خسرت و فقدت من فقدت بس ما تخسر ضناها و تخسر نفسها، بس هي في سبيل انها ما تخسر احبابها ضيعت نفسها.. _ انسحبت ذراعها بقوة و بكت باستسلام و هي تناظر وجهه المليان قسوة في هاللحظة، يا ليته كان شخص سيء و يذبحها و ترتاح.. خلاص تبي تموت هي و الله تبي تموت.. ما قدرت تجاهده و تناضل في سبيل نفسها انسحبت وراه مثل ما تنسحب الذبيحة و دموعها اللي مسوية غشاوة على عيونها ما سمحت لها تشوف هو وين ماخذها؟ و مع هذا ما اهتمت كثير بس تمنت انه ياخذها للمكان اللي تموت فيه و تخلص.

..

.

.

.
الساعة 8 ص
وقف قدامه معترض طريقه و قال / شو بدك هون سيدي؟
ناظر في صالح المتوتر و رد بقوة و هو يطلع هويته و قال / تفتيش
احمر وجهه و قال بسرعه /صاحب البيت مش هون استنى...
دفه عن دربه و أشار للفريق اللي معه يمشون وراه،
صالح /يا ولد لا تلعب بالنار تحرقك!
متعب ناظره بشراسة /الحين جاي معي لييه؟؟؟ اسكت صالح اسكت لا ترفع ضغطي
دق الباب بقوة و سمع صوتها يجيه من خلف الباب /مين؟
بلع ريقه و ناظر صالح برجاء انه يتكلم و صالح المتوتر ما قدر يساعده و لم لسانه و أطبق على فمه..
متعب بحدة /افتحي الباب ليلى و الا خلعناه!
وصله صوت شهقتها ثم صوت خطواتها و يبدو أنها ركضت هاربة منه..
التفتوا للصوت اللي جاهم من خلفه..
شاب طويل و نحيف لابس ثوب مخصر و عاصب شماغه على راسه مشى بطريقة أنيقة لين وقف قدامهم و قال بثقة / هلا يالحبيب مضيع شيء هنا؟
متعب بنرفزة طلع الشاره بوجهه و قال بحقد /كائن من كنت ابعد عن وجهي
تبسم ابتسامة بينت أسنانه المصفوفة بترتيب و قال بوقاحة متعمدة /تعرف وين تحطها شارتك هذي
متعب تحرك بسرعه بيضربه بس صالح مسكه بقوة و قال بعصبية هامسة /انكعم يا رجال لا تودي نفسك في داهية
متعب و هو يرص على أسنانه /تعرف اني اوديك في داهية بس على كلامك هذا؟ فالأفضل انك تفارق من وجهي الحين و لا ابي منك تعتذر لا تخاف ما يشرفني اعتذارك
حط يده على خصره و هو رافع جزء من أسفل ثوبه بيده الثانية و قال بهدوء /اطلع من الحي بكبره لا اشوفك لا انت و لا واحد من كلابك يوطوط فيه و الا.... _ سحب نفس طويل _ طيرته ورا الشمس بغمضة عين
كل اللي واقفين حوله ناظروه بغضب
واحد تكلم /سيدي خلنا نسجنه بتهمة التعدي على رجال الدولة
ناظره باستفزاز و قال بتحدي/اذا تقدر بس لا تقصر _ و رجع يناظر متعب _ معك دقيقة وحدة لو ما تلم الكلاب اللي مجمعهم و تفارق قسم بالله ليكون اخر يوم تتهنى فيه _ تبسم بمتعه_ و مرة ثانية لو نويت تفتش مكان جيب معك مذكرة تفتيش ما هو بأنا اللي ب اعلمك يا _ب استهزاء نطق_رجل الدولة
صالح بسرعه قال/نعتذر على الإزعاج السموحة منك ياخوي _ و سحب متعب من ذراعه و هو يترجاه يطلع _ انسحاب يا عناصر!
متعب سحب ذراعه من يد صالح و ناظر وجه الشاب اللي واقف قدامه بقوة /و الله ما اطلع من هنا الا و معي بنات عمي
مد يده و ربت على كتف متعب و قال بتهديد /ما راح أكرر كلامي.. اطلع قبل تندم
متعب بحركة مباغته مسك ذراعه و لواها خلف ظهره و هو يرص عليها و قال بحقد و أنفاسه تضرب في اذنه /اندم؟ ورني وشلون اندم! _ و لوى ذراعه اكثر
..
دخل مع خاله و شاف ذاك المنظر قدامه، تحفزت خلاياه و نسى انه محقق و رجل دولة و ركض يمسكه بقوة و يعطيه بقس على وجهه بحقد و قال بصراخ /على من تمد يدك؟
عناصر الفريق مسكوا ماجد الثاير و هو يصارخ /فكني عليه ابن الكلب
صالح بنظرة من عينه أشار لهم فتركوه و هو بدال يرجع يهجم من جديد وقفه خاله اللي أشار له بعينه اركد..
ناظر ولده نظرة حنونة و هو يشوفه يضم يده على صدره من الألم و رجع يناظر متعب و صالح و قال بحزم و صرامة و هو اللي لا قال فلا رجعه في قوله/أجمعوا أنفسكم و اطلعوا برا
صالح بأمر/ انسحاب..
متعب صرخ /ما اطلع من هنا الا و معي بنات عممممي
صالح رص على أسنانه / اطلع يا متعب!!
متعب ناظر صالح بأسف و قال /بكم شراك هاه؟ عساه بس سعر يسوى و أغلى من سع.....
قاطعه لكمة قوية في وجهه من صالح اللي قال /تطلع يا متعب حالا و الا قسم بالله لأطردك و لأجرك السجن
متعب ناظره بغيظ و وعيد و انسحب خارج من البيت من خلفه صالحو بقية العناصر.
ماجد راح يدق على الباب و قال بصوت عالي /يا ام عادل لا تخافون انتم ب امان بإذن الله
و رجع وقف بجنب خاله..
ابو عمر خطف نظرة سريعه على عامر /تعورك؟؟
عامر هز راسه بلا و هو يفرك ذراعه و قال بشك /يبه تعرف الرجال الثاني اللي مع متعب؟؟
ابو عمر /هذا العقيد صالح.. ما قصر لو ما هو بهنا كان كبرت بيننا و بين متعب
عامر بصرامة قال /ما نيب متحرك من هنا الا معلميني وش جالس يصير؟
ماجد ناظر خاله المتعب و الهزيل و قبل يسند له كان خاله ماشي و هو يقول /انا راجع للبيت ارتاح.
ماجد /اوصلك انا
ابو عمر هز راسه /لا راجع بنفسي انت ارجع مع عامر
فهم عليه و سكت و هو يلاحقه بعيونه لين طلع من الحوش ثم جلس على الأرض و جلس بجنبه عامر
ماجد /كل اللي اعرفه ان خالي متورط مع ناس يسوون بلاوي.. مثل المتاجرة بالأعضاء و المخدرات و تهريب الأسلحة و هم خاطفين وجدان و عمر.. ليش؟ مدري عاد عن شيء، و اللي هنا في البيت اهل عادل هو موصي خالي عليهم
ارتسمت المرارة على وجهه و نزل الخبر مثل الصاعقة على راسه، صح هو من حالة ابوه و ضعفه متوقع انهم مخطوفين بس وقع الكلام عليه غيير غير
همس /و صالح هذا؟
ماجد /وش فيه؟ ليه علقت عليه!
عامر /ما سمعت متعب يقول له بكم شراك؟ و هو ضربه ما خلاه يكمل كلامه!
ماجد ضيق عيونه /يعني تقول ان فيه شيء؟
عامر وقف و عقد حواجبه من ألم يده بس مشى و تجاهل الألم و تجاهل صوت ماجد اللي يناديه من وراه
..
.
.
بحركة تمثيل هيام حطت يدها على صدرها و تنهدت و هي تقول /اااه اه من هالعايلة كلهم يقطعون القلب يعني؟
ناظرتها ليلى و هي قلبها يدق في اذنها للحين من الخوف و الرعب من صوت متعب و قالت بنقد لاذع /هم ما فيهم حلا لكن انتي مخفة الله يعين عليك
حنين شهقت /ما فيهم حلا؟ من اللي فيه حلا ان شاء الله يكون متيعب و انا مدري؟
ارتجفت من طاريه و بان الخوف و الكره في وجهها
حنين /اسمعي انا راح اقول للشايب الرزة ذاك يدور لك على وظيفة
ليلى صرخت بوجهها /عشان اذبحك يا زفت
حنين بملل /يعني ناوية تنتظرين؟ حبيبتي بنات معدلهم ممتاز و متخرجين بمرتبة الشرف الأولى و لا توظفوا تبين انتي اللي معدلك كأنه وجهك تتوظفين بدون وساطة؟ احلممممي
ليلى /بعمري ما توظفت ان شاء الله.. و الله لأقص لسانك لو تقولين شيءحنين ناظرتها بقهر ثم صدت تناظر ماجد و عامر مع الشباك و قالت بهيام /اوووف
ليلى سحبتها من بلوزتها بطريقة مهينة و دفتها عن الشباك و هي تقول بتهديد /قسم بالله لأقول لأمي انك تترززين عند الشبابيك تمنظرين في الرجاجيل
حنين صرخت و خنقت نفسها بيدها و هي تقول /اذبح نفسي احسن وععع وعع.. _و طلعت عند امها اللي جالسة على كرسيها و تستغفر
ام عادل /ها وش صار؟
ليلى جاء صوتها من خلف حنين /ارتاحي الغالية خلاص راح
ام عادل /حسبي الله ونعم الوكيل
حنين بمزح/يمه لو تركنا بعض العرب هناك ما كان ركض ورانا لين هنا
ام عادل ابتسمت
ليلى صرخت عليها /اقطعي و اخسي
حنين ضحكت بمتعه و ضحكت معها امها..
و هي ناظرتهم بعتاب و جلست بزعل
..
.

رواية بترجعين؟ // بقلم،، كاملة        للكاتبة جود الحزن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن