25

4.2K 86 0
                                    

أعتم كل شيء في عينه و التفت لأبوه محمد بعيون متسعة و مصدومة.. هبط على قلبه شيء ثقيل ما يدري وش هو و قال بغصة /بتزوجها له؟؟ تذبحني! _ ثم نطق بذهول_ ما كانت تمزح و لا كانت تبي توجعني!!
عامر عقد حواجبه و قال /وش فيك؟
وقف بسرعة و طلع من الديوانية بغضب و دق عليها في لحظة جنون بس هي ما ردت.. دق على ملاك و جاه صوتها الناعم تقول بمرح /اهلين.. امداك تشتاق لي؟
سعود و هو يرص على أسنانه همس /وين فجر؟
ملاك /مدري راحت مع وجد....
قطع الخط في وجهها و دق على جوال فجر كم رنة و ردت ببحة حزينة إثر بكاء طويل /هلا سعود
سعود بصراخ /عطيني اياها
فجر بصدمة /وش تبي منها خلاص!!
سعود بأسنان تصطك في بعض قال بصوت مرتجف/قلت لك هاتيها
فجر برجاء بكت /تكفى سعود اتركها.. اتركها خلاص خلها تشوف حياتها بعيد عنك، لا تصير أناني
سعود /اقسم بالله لو ما تعطينها الجوال لأذبحه و اذبحها معه
فجر اتسعت عيونها برعب و بسرعه رصت الجوال على إذن وجدان اللي تناظرها بصمت
اضطرب قلبها و هي تسمع صوت أنفاسه الغاضبة.. مهما أنكرت.. مهما واجهت.. عاشت او ماتت.. جزء منها بيبقى يحبه و يبيه و ملكه هو..و هو فقط.
نطق اسمها بطريقة معصبة قديمة خاصة فيه بحيث يضم حرف الواو بطريقة عميقة/وجدان؟؟
اقشعر جسمها و ناظرت فجر بعيون متسعة و همست بنبرة حاولت تكون قاسية اذا مو باردة /نعم؟
رص على أسنانه و هو يتكلم/قالوا رائد عندك و ما اعترضت.. بس ماجد؟؟؟ ماجد!!!
عقدت حواجبها بتساؤل!!! شدخل ماجد؟ وش جاب ماجد اصلا؟ بس ردت بتحدي /ما لك دخل فيني.. رائد او ماجد ما يخصك انت
صاح بغبنة /و قسمًا بالله لأشرب من دمك و دمه
افتر ثغرها عن بسمة سخرية و نطقت / يعني تبي تتأكد اني مت حقيقي؟
همس برجاء /كفاية.. كفاية دخيلك
خذت الجوال من يد فجر و حطته على اذنها الثانية /الحين انت وش تبي؟
سعود برجاء /لا توافقين.. لا تذبحيني.. لا تبعدين تكفين
لمعت عينها بدموع بائسة و همست /أحيانا لازم نتخلى مهما كان التخلي صعب.. لازم نكمل الدرب و الا بنعلق في حزننا وين ما كنا.. احنا وصلنا لمرحلة التصالح مع الذات و بنحقق السلام الداخلي.. بنكون بخير بس نتخلى.
غص بعبرته و سكت........
مسحت دموعها اللي نزلت مدرارا على خدها و نفخت صدرها بالهواء ثم زفرته و كملت /تعودت على عدم وجودك.. يكون احسن لو تتعود على عدم وجودي_ بلعت ريقها _ بس ارتاح اذا كان هذا بيريحك لا ماجد و لا غيره.. ما احد.. و انت تعرف ليش
تقوست شفايفه و قاوم بقوة لا يبكي و ما قدر يرد..
صدرها صار يهبط و يعلو بسرعه دليل على نوبة بكاء قادمة بس مع هذا ما قفلت.. شيء جبار منعها لا تقفل.
صمت عقيم مر بينهم.. دقايق مسمومة مرت متوشحة بالسكوت.. و أخيراً بلع ريقه و نطق بتردد /وجداني! بترجعين؟
مثل القشة اللي قصمت ظهر البعير.. كانت كلمته القشة اللي خلتها تغرق في بكاء مرير.. استدعى فجر تاخذ الجوال و تقفله تضم وجدان و تبكي معها..
المحزن في الموضوع هو التكرار.. تكرار البكاء على نفس الأسباب.. تكرار الأخطاء.. تكرار روتين الأيام اللي نعيشها.. مشكلة الإنسان و أسفه الكبير هو التكرار.. هذا هي تبكي على نفس السبب اللي تبكيه من ثلاث سنين تقريباً.. هذا هي تعيش نفس الأيام اللي عاشتها من ثلاث سنين تقريباً.. هذا هي على وشك تغلط نفس الغلط اللي غلطته من ثلاث سنين تقريباً..
دفنت وجهها في حضن فجر و همست برجاء /لا تروحين دخيلك.. خليك معي اليوم

رواية بترجعين؟ // بقلم،، كاملة        للكاتبة جود الحزن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن