26

4.8K 82 3
                                    

مد الملف لخاله و ابتسم لبسمته /مساء الخير .. اشوفك من أصبحت و انت توزع ابتسامات هنا و هناك
ابو عمر اتسعت بسمته و هو ياخذ الملف /مساء النور.. _ ارتاح على الكنب _ المبسوط يبتسم
ماجد لمعت عينه بفرحة /الله يجعله دوم يا رب.. خلني انبسط معك
ابو عمر/ابو عبود خطب وجدان
شحب لون وجهه.. ارمشت عينه كذا مرة و كأنه يحاول يكذب اللي سمعه و همس بنبرة غريبة/من ابو عبود؟
ابو عمر /من بعد؟ سعود
ماجد بتعجب/و هي موافقة؟
ابو عمر بفم مليان بسمة/ايه الحمدلله
ماجد ناظره بعتب و قهر بس سكت ...... في حين انه يركض وراها مثل الأهبل و تنازل عن كثير من مبادأه عشانها.. بكل بساطة يقوله انه خطبها و انها موافقة!!!
ابو عمر ما انتبه لنظرته و لا لعبوسه كان مشغول في فرحته، و في هاللحظة اقتحم الديوانية سعود و هو يقول بصوت مجلجل /السلام عليكم
ابو عمر رد برحابة صدر/و عليكم السلام.. الطيب عند ذكره
ماجد ناظره بكره.. هو ما كذب احساسه.. من اول ما التقوا في المستشفى و هو حاس ان عينه عليها.. هذا و زوجته ما لها يومين من توفت!! كانت عايشة معهم في نفس البيت ليش ما يعجب فيها؟ بنت خاله اللي فتنته في أقل من شهور مو عاجزة تفتن هالخاين في سنتين، اي نعم خاين.. اللي يفكر يتزوج اخت زوجته و هي ما بعد جف قبرها خاين.. و عيونه زايغه. و وجدان ما تستاهل تكون رقم 2 في حياة احد.. ما تستاهل تنحط في محل احد.. هي تستاهل واحد ما ناظر غيرها و لا عرف من الحب إلا حبها.. تستاهل تكون الأولى و الوحيدة.. تستاهله.. و هو؟ اااه يا ليته يستاهلها يا ليته _ فز على صوت خاله و هو يناديه بصوت ثاقب/ماااااجججد
بوجه عابس رد/لبيه
ابو عمر /اللي ماخذ عقلك يتهنى به
نشق بأنفه و همس /ما عندي مانع
ابو عمر رفع الملف /انت راجعته؟
ماجد هز راسه/راجعته بس انت بعد راجعه و تأكد..
ابو عمر فتحه و قال /ما يحتاج.. عندك قلم؟
ماجد تحسس جيبه الأمامي ثم جيوبه الجانبية و ابتسم بأسف
سعود مد قلم كحلي فخم و قال بسرعه /يالله ابوي الله يخليك
ابو عمر وقع بعجلة و زفر/الله يهديك ابوك وين بيطير يعني؟ ينتظرنا
سعود بقلق/بلاك ما تدري
ابو عمر مد الملف لماجد/خله عندك _ التفت لسعود و هو يمشي _ ليه وش صاير معك؟
سعود ناظر ماجد اللي يناظره بحقد و ابتسم له بسمة مستفزة /اعلمك بالطريق تعال معي الحين.
ابو عمر/توكلنا على الله
..

.
.
.

صرخت بخوف غاضب /وين رااااايح ما تسمع؟؟؟؟؟ _التفتت على السيارة اللي تمشي بسرعه نفس سرعتهم و خلفهم من طلعت من فيلا ابو حمود اخ وريف من الرضاعة.. عقلها الخايف رسم فكرة حول الوضع.. هذا اخ وريف و اللي ما هو إلا مناف. هي باللي سوته فيه لما طعنته جنت على نفسها.. و هو ما عمره حبها.. اصلا اي حب اللي بيجي من وراء المكالمات و الطرق الملتوية هذيك؟ كان يبي منها حاجة ترضيه و تشبع غريزته فقط.. لا حب و لا بطيخ.. صرخت بقوة.. صراخ قطع حبالها الصوتية لما شافت مؤمن يوقف السيارة بجنب بيت غير مكتمل البناء.. مظلم و تنوره إضاءة السيارة.. قفلت الباب في محاولة بائسة للحفاظ على نفسها.. و كملت صراخها و هي تمد يدها على مؤمن و تضربه بكل ما أوتيت من قوة.. انفتح بابها و انمدت يد سحبت ذراعها بقوة و طلعتها بجسمها الصغير و النحيل من السيارة.. حاولت تقاوم بس كانت قوته اكبر من قوتها و حجمها أضخم من حجمه.. و السبيل الوحيد اللي قدرت تنفس فيه عن رعبها هو الصراخ بس مع هذا قطع عليها السبيل لما كتم صوتها و هو يسد فمها بيده.. عضت يده بكل قوتها و رفسته برجولها و طاح كعبها
صرخ بوجع و هو ينفض يده و سمعت صوته اللي ياما همس لها كثير بكلمات الحب الكذابة اللي يحفظها من غير ما يحس فيها.. يصرخ فيها /اسكتييييي.. ما احد راح يسمعك لا تزعجيني_ و دفها بقوة على الجدار اللي باقي ينبني
صرخت ببكاء و رجاء و هي ترفع رجلها اللي تعرت من نعالها من قوة الألم اللي اخترقتها /مممنننااااففف.. الله يخلي لك خواتك ابعد عني.. وش تبببيييي فيني؟
رمى شماغه على الأرض و قال بخبث/لااا وش هالكلام حبيبتي؟ نسيتي شكثر كنا نحب بعض؟ نسيتي كم مرة ترجيتك اشوفك بس انتي في كل مره تستشرفين علي
كانت بتهرب بس رجلها جمدت في الأرض و هي تشوف صاحب الصوت وجهه مختلف عن الوجه اللي ظنته وجه مناف.. الوجه اللي حبته و باسته من خلف الشاشة بكل غباء.. و الوجه اللي كرهته و ابغضته من قلب..الوجه اللي طعنته... _ ضمت يدها على وجهها و هي تصيح.. للحظة اعتقدت ان اللي قدامها مو مناف بس وجود دانة يثبت انه هو..
دانه ضربت كتف مناف و قالت بحدة /اول شيء فلوسي يا مناف!
رهف صرخت برعب /يممممممهههههههه.....
تمنت ان الله ياخذ روحها في هاللحظة و لا تعيش اللي هي جالسه تعيشه.. و كأن الله استجاب لها.. خبطت في الأرض بقوة و غمضت عينها
.

رواية بترجعين؟ // بقلم،، كاملة        للكاتبة جود الحزن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن