الفصل الاول

5.7K 53 2
                                    

الفصل الاول...
مرت سنه علي ابطالنا ،مرت تلك السنه علي جميع ملئ بالألم والوجع ،فقد تغيرت حياتهم منذ تلك الليل التي دمر فيها سلطان حياه قمر دون اي رحمه ...
في مصر ....
تحديدا في قصر سلطان ،،كان نائم عاري الصدر وهو يتحرك في فراشه بكسل ،فتح ملقتا عينيه بتعب وببطء ليعتاد علي ضوء الغرفة الخاص ،نهض من الفراش والقي ذلك الغطا بعيدا عنه ثم توجهه وهو يسير بكل ثقل اتجاه المرحاض....
مرت دقائق قليله وخرج منه وهو يلف المنشفة حول خصره ،سرعان ما ان انتهي من ارتدي ملابسه المكون "تشرت  نص كم وبنطال جينز "فتبرز عضلاته  ،التفت ووقع بصره علي تلك الفتاه العاري المستلقي علي فراشه  ويغطيها اللحاف فقط  ،كانت نائمه بعمق ولا تشعر بشيء حولها ولا تشعر بنظراته القاتلة الموجهة اليه...
تنهد بعمق شديد واتجاه لها ثم ربت بقوه علي كفته وهو يردف بجمود:
-قومي يااختي انتي مش في بيتكم
لم ترد عليه  هدر بها بغضب وصوت مرتفع:
-ما تخلصي يا روح *** قومي من هنا
فزعت الفتاه من نومها ولفت الغطا حولها خافيه جسدها العاري ونظرت له بكل خوف ثم اقتربت منه بميوعة واردفت بدلال:
-ايه يا زيزو يا حبيبي هو انا معجبتكش
القي نظره قاتله عليها ثم سحب حزمه من المال واغلق تلك الدرفة الصغيرة الخاصة بمكتب صغير الذي كان الموجود بجانب الفراش والقي عليها المال  وهو يردف بنبره جاده :
-انتي هتصحبي عليا يابت ،هي ليله وقضينها بطول بالعرض وخلصت يبقي تاخدي فلوسك وتغوري في اي داهيه
ثم اضف وهو ينظر له باحتقار :
-وياريت ما شوفش وشك تاني!!!
وجدها جامد ولا تتحرك فصاح بها :
-ما تخلصي انتي هتفضلي متنحه!! اتكلي علي الله 
فزعت من صوته وبدأت في التقاط ملابسها الملقي ارضا بينما اتجاه هو نحو شرفته ووقف يستنشق بعض الهواء النقي فهو يشعر بضيق شديد ، عاد بذاكرته لذلك اليوم الذي تحطم فيه كليا تحطم وأصبح شخص اخر بلا مشاعر اغمض بإرهاق شديد
Flash...
ذلك اليوم منذ سنه بعد أن رحلت قمر مع اشقائها وبعد أن القي الورق في وجه احمد واخبرهم بطلاق شقيقته حتي التفت الي غرفته بهدوء مريب ودلف الي غرفته ..
حاول أن يدلف معه ليستفسر عن الامر ولكن كان رده غلق الباب في وجهه دون النظر اليه..
صر زياد علي اسنانه بغيظ شديد وذهب ليخضر بعض الثلج لوجهه المصاب ،لا يعلم لماذا الجميع يهجم علي وجهه الوسيم..
تتأوه بألم وهو يضع كيس من الثلج علي وجنته ويجلس علي الأريكة الموجوده في الصالون وينظر لباب غرفه شقيقه بحيره ...
ماهي الا دقائق حتي وجد الباب ينفتح ويخرج منه وهو يجر حقيبته سفر خلفه بكل هدوء وببرود ..
انتفض زياد من مكانه واتجه اليه بكل قلقه وقبض علي ذراعه  واردف بنبره مترددة:
-سلطان انت ريح فين ؟!!!
تنهد سلطان وابتسم له بهدوء واردف وهو يربت علي كتفه :
-هسافر يا زياد يعني هي اول مره اسافر
-بس!!
كان ذلك صوت زياد المعترض فيبستم له سلطان وسار مبتعداً وهو يردف بنبره جاده ومرتفعة:
-متخفش انا مش هسيبك لوحدك هي فتره وتلاقيني ورجعلك
أومأ زياد له بخفه وهدوء من حديثه الواثق  ذلك ولكن شعر ببعض القلق من هدوء شقيقه ما الذي يجري له ...
Back......
افاق من ذكرياته عن صوت غلق الباب فيبدو أن تلك التافهة قد رحلت تنهد بيأس فمنذ ذلك اليوم لم يري شقيقه او يحدثه مهما حاول للاتصال بيه لا يردف عليه قط يصاله مال من شخص ما كل شهر ويخبره انه من شقيقه ويذهب دون أن يخبره شئ اخر.
ولا يكفي هذا فقط بل علم لاحقا أن الفتاه التي احبها وملكت قلبه رحلت دون حتي ان تراه  ...
اغمضت عينه بألم فقد اصبح وحيدا كليا لا شقيقه بجانبه ولا من ملكت قلبه  ....
دلف الي داخل غرفته ثم خارج منها فيتجه الي المطبخ ويراه الخادمة قد جهزت الطعام له...
أردف بنبره هادئ:
-لا يا عزه انا هفطر بره لاني اتاخرت!!    
لم ينتظر ردها وخرج من البيت ويتجه ألي جامعته  الحديثه،، اجل فقد اصبح في سنته الأخيرة وبعد ايام فقط لا اكثر سوف ينتهي من ذلك العذاب ...
ترجل من سيارته بهدوء وسار الي داخل وهو ممسك بهاتفه وينظر يه غير منتبه فينصدم بها ،زفر في ضيق وحمل هاتفه الذي وقع ونظر لها ،ابتسم واردف بنبره هادئ:
-عامله ايه يا دنيا وايه اخبار احمد
نظرت بضيق له الاخر واردفت بهدوء:
-انا تمام يا زياد ،، واحمد تمام
واضفت بضيق وهي تنظر له :
- بس انا مفتكرش انه او حد من اخواته هيسامح اخوك او يسامحك انا مش عارفه لحد دلوقتي  ازاي قدرت تسمع الي بيحصل لقمر ومعملتش حاجه ازاي للدرجه دي انت معندكش قلب
اراد أن يخبرها أن الامر ليس كذلك وانه مظلوم وان ذلك اليوم كان يضع تلك السماعات الغبيه التي منعته من أن يستمع لشئ ولكنها قد ابتعدت عنه ورحلت بعيدا عنه ...
تنهد بضيق وخرج من الجامعة بكامله  واتجه ليجلس في مكانه المفضل فقد يهدي قليلا ، حين قرار أن يتغير ويصبح شخص اخر رافضو أن يعطوا فرصه لذلك ،رافضو أن يروا تغيرهه ،رافضو رؤي كم اصبح شخص اخر وانه من ذلك اليوم، لم يعترض لدنيا بل حاول أن يصادقها ولكن كالعادة كانت ترفض أن تقف حتي معه واذا فعلت تلقي عليه الكلمات القاسية...
اوقف سيارته امامه منحدر فيخرج ويرجل منها ثم فيفتح ذراعيه للهواء ويصرخ بكل الالم موجود في قلبه ....
جلس علي السيارة ويظل ينظر في الفراغ لمده ساعات وساعات ولم يشعر بغروب الشمس ولا انه لم يأكل منذ الصباح
______________________________________________________________________
ام في بلده اخري 
فهم قد تركوا بلدتهم العزيزة "مصر" منذ تلك الحادثة الفظيعة لشقيقتهم من ذلك القاسي، واستعد الجميع للنوم فقد اتي الليل منذ فتره واصبحوا في منتصف الليل، واذا أتت له تلك النوبة مجددا ، نوبه الفزع التي تأتي لها  كل فتره .....
هبط احمد بسرعه فائقة باتجاه غرفتها بينما اتجه محمود خارج البيت لإحضار وليد
"وليد شقيق هناء وطبيب نفسي ظهر في الجزء الاول" ...
دلف احمد بسرعه لغرفه شقيقته وجدها في اخر الغرفة تتراجع للحائط بخوف وهي تصرخ وتنظر لفراغ ما وترددت برجاء :
-لا لا سيبيني لا لا ابعد متقربش
فتعود وتصرخ بألم ،،يتجه لها احمد بسرعه وهبط لمستوها ،جلس علي ركبتيه  ويضمها له ،وضعا راسها داخل صدره ويده تربت علي شعرها محاولا تهدئتها ،بينما يده الاخري تضمها له ،، تمسكت هي به وكانه سوف ينقذها ،سوف يحميها من ذلك الذي يقترب منها ولا تعلم انه مجرد خيال لماضي وقد نال منها منذ سنه ووقتها لم يساعدها احد او ينقذها......
دقائق من الصراخ والبكاء ودلف محمود بيده وليد الذي اتي بسرعه لانه في الشقة المجاورة لهم..
اقترب وليد منها فتفزع وتتمسك باحمد وهي تصرخ واردفت ببكاء:
-سيبني متعمليش فيا كدا سيبني
قطع جملتها تلك إبرة التي اخترقت ذراعها وتفرغ محتوها داخل جسدها ، كان احمد ممسك بها مانعا اياها من التحرك بينما يعطيها وليد تلك الإبرة المهدي فتغمض مقلتا عينيها بإرهاق وقد بداء المهدي بمفعوله فتذهب في نوم عميق غائبا عن واقعها المؤلم ....
اقترب محمود منها بهدوء وحملها من أحمد ثم توجهه الي الفراش ليضعها عليها وتقترب هناء وتضع اللحاف عليها بأحكام وتبقي  وهي تنظر لها بكل حزن،، بينما الشباب خرجوا من الغرفة مع وليد ليحدثهم عن حالتها ...
ما أن خرجوا حتي اردف بنبره غاضبه :
-انا مش فاهم ليه مش عايزين تفهموا قمر لازم تروح تتعالج في مصحه نفسيه
هنا صاح احمد بغضب وهو يشيح بيده :
-اختي مش مجنون يا دكتور وليد
زفر وليد بضيق وحاول أن أن يهدي كي يجعلهم يفهموا واردف بنبره هادئ:
-يا احمد يا حبيبي الكل عارف أن اختك مش مجنون بس الي حصلها صعب مش اي واحده تقدر تستحمله دا مش اغتصبها مره لا اغتصبها اكتر من مره ومن دون اي رحمه دي حاجه
واضف وهو يكمل ويلقي نظراته بين احمد الغاضب ومحمود المهتم لحديثه :
-وهي من سنه لحد الان مفيش تقدم وحالتها بتسوء دي عندها اكتر من حاله نفسيه اول عنده فقد الحس الإدراكي بالواقع دا اللي هو أن كل حاجه بتحصل قدامها وتبقي شايفه وسامعه بس عقلها بيرفض أن ينتبه او تفهم اللي بيحصل يعني زي كانها في غيوبه بس عينيها مفتوحه ودا غير حاله الفزع ونوبه الصراخ اللي بتحصل اول ما تفوق من الحاله الاولي وتبدا ترجع للحصل وكانها شايفه قدامها الشخص دا واخيرا الحاله التالت  الارهاب من الرجال بقيت تخاف تتعامل مع اي رجل غيركم يعني لو شافت رجل قدامها مش بعيد يغمي عليها من الخوف وطبعا هتقولوا اشمعنا احنا ..
هنا وجد نظرات تساؤل منهم فيبتسم وهو يتابع :
-عشان باختصار انتوا اخوتها اللي مش ممكن يذوها ودا اللي بيحسسها بشويه امان نحيتكم فهمتوا بقي ان قمر لازم تروح المصحه يا محمود
والقي نظراته علي احمد الغاضب :
- لازم تروح يا ااحمد
زفر احمد بضيق فكل هذا يحدث بسبب ذلك الحقير والذي دمر حياه شقيقته استمع لصوت شقيقه وهو يردف بهدوء:
-انا فهمت يا وليد بس هو لازم تروح مصحه
واضف بنبره قلقه :
-انت عارف أن احنا مش في مصر لا احنا بره وقمر مش بتعرف انجليزي ازاي هتكلم وتتعامل هناك دا يعني لو في تحسن
ابتسم له وليد بعد أن تاكد انه قد استطاع إقناعه بينما أردف احمد بنبره غاضبه وهو ينظر لشقيقه:
-محمود انت اتجننت انت عايز تؤدي قمر مصحه، ليه انت شايفها مجنونه !!
هنا  التفت له محمود أردف بنبره بتعبه:
-يعني انت عجبك حالتها بقالنا سنه من ساعه الي حصل وهي حالتها كدا وبتسوء مش بتتحسن وانا يااحمد مش هفضل كدا لغيت ما تضيع مننا
هنا دخل بعض القلق لقلب احمد ايعقل أن يفقد شقيقته هز راسه نافيا غير مستوعب ذلك واردف بنبره جاده بعد أن تنهد بيأس:
-ماشي يامحمود اللي شايفه صح اعمله
ثم نظر وليد واردف بنبره ضيقه :
-رد يااخويا علي السؤال اللي سأله قمر ازاي هتقدر تتعامل في مصحه
هنا اتاه صوت وليد وهو يردف بهدوء :
-في مصحه انا بشتغل فيها وتقريبا نصها مصريين وكويسين واكيد قمر هتقدر تتعامل هناك ودا غير اني هكون موجود معها هاخد بالي منها!!
فيتنهد كل من محمود واحمد ويردف محمود بنبره جاده :
-خلاص بكرا هنشوف الموضوع دا
أومأ له وليد وخرج من البيت بكامله تاركا قلبه احل فقد وقع في الحب لتلك المسكينه ولاول مره واخيرا ولكن قلبه يتقطع من اجلها قلبه يتقطع من رؤيتها هكذا امامه ما أن خرج واغلق الباب وحتي زفر بقوه معبر عن الم قلبه واتجه نحو بيته ...

وقد سقط التاجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن