كان يوسف هو الاخر لم ينم حتى الان... يقف في الشرقة باعين غاضبة ينتظر اياها، و قلبه يحثه على ان ينزل يبحث عنها.. لكنه جاهد بصعوبة ان يمنع ذاته من فعل تلك الفكرة الحمقاء ... فهو حتى لم يعلم الى اين تذهب..؟! لكنه زفر بارتياح عندما رآها تدلف الشارع هي و اسيل... و هما يضحكان سويًا تنهد بغضب شديد و هو يتحه نحو الباب الملحق بالشقة مقررت ان يعاقبها على افعالها المستهترة تلك؛ كى لا تفعلها مرة اخرى و هو يشعر ان عقله اصبح كتلة من الغضب، و القلق بسببها...قام بالاتجاه بخطواته نحو الباب و هو يشعر بجمرةٍ من الغضب بداخله لكنه زفر بضيق، و هو يحاول تهدئة ذاته يذكر نفسه بانها لم تأتي بالعناد ابدًا...فهو اكثر من يعلمها..
في نفس ذات الوقت اردفت كارمن قائلة لها بطفولة كان طفلة بالفعل من تتحدث لست فتاة ناضجة
: يلا يا سوو اديني خرجتك كتير ..بس حلو الايس كريم بتاعك هاتي كدة ادوقه عشان خلصت بتاعي.رفعت اسيل يدها الممسكة بالمثلج الى اعلى، و هي تبعده عنها قائلة لها برفض، و تذمر طفولي
: لا، يا كوكي..قام يوسف بغلق النور الخاص بهذا الدور و هو يبنسم بخبث و توعد متمتمًا بينه و بين ذاته كانه يتحدث مع شخص اخر
: اما نشوف يا ست كوكيشهقت كارمن بخوف، و الرعب يحتلهاظ... فهي منذ الصغر و هي تخشى الظلام بشدة... بينما اردفت اسيل قائلة لها بخوف، و براءة طفولية... و هي تلتصق بها و تضغط فوق كفها بقوة
: كوكي انا خافة اوي احسن العوو يطلع..توجست ملامح كارمن التي كانت تيحث عن هاتفها...لكنها لم تستطيع رؤيته في هذا الظلام الدامس.. تمتمت ترد على تلك الطفلة بخوف و تذمر
: بس يا سوو متخوفنيش بقا هو موبايلي فين..ضمت اسيل كلتا شفتيها الى الامام... بينما خرج يوسف في هذا الوقت و هو ينير لها بهاتفه...و يردف قائلًا لها بخبث و هو يعقد حاجبيه مدَّعي الدهشة
: ايه دة يا كوكي انت بتعملي ايه هنا بليل..؟!ابتلعت كارمن ريقها بتوتر، و هي تجاهد الا تظهر خوفها امامه قائلة له بلا مبالاه
: لا مفيش حاجة هو نور قطع، و لا ايه..؟!غمغم يوسف يجيب اياها بخبث و الابتسامة تعلو ثغره
: اه هو انت متعرفيش ان النور بتاع الدور دة بالذات ساعات بيفصل بعد الساعة ١١ و ساعات لازفرت كارمن بضيق و عدم رضا لكنها امسكت بيد كارمن و دلفت الى شقتهم مسرعة..
ابتسم يوسف على تصرفها الطفولي... كانه قد تاكد من شي، و اردف لذاته بتاكيد، و امل لم يمحي من قلبه، و علقه
: لسة زي ما انت يا كوكي الفلوس مش هتغيرك ...و هتفضلي كوكي حبيبتي اللي مربيها من و انا عندي تمن سنين..دافت كارمن المنزل لتجد خديجة جالسة امامها تنتظر اياها بارهاق واضح في كلتا عينيها... لتردف ما ان راتها قائلة لها بتستؤل و صرامة
: كل دة اتأخرتي ليه كدة..الناس هيقولوا علينا ايه..؟!
أنت تقرأ
حبي حطم غرورها ( لهدير دودو )
Romanceهي ذات شخصية عنيدة، متكبرة،و مغرورة، تعيش في عالم اخر.. عالم منفصل عنه... عالم لا يليق بها، ارسلها القدر اليه، كان هو منقذها الذي بدَّل لها حياتها، و أعادها إلى طبيعتها.... الكاتبة : هدير دودو