صعد فريد الى غرفة كارمن التي كانت نائمة بتعب بادى على ملامح وجهها... همس باسمها عدة مرات، و هو يربت فوق كتفها برفق
استيقظت كارمن بدأت تفتح عينيها ببطء... وجدت اباها يقف امامها فاردفت تسال اياه باستغراب، و هي تعقد كلا حاجبيها بدهشة... تشعر ان قد حدث شي ما
: في ايه يا بابا ... في حد حصله حاجة..؟!
كانت نبرتها قلقة للغاية..ابتسم فريد بهدوء في وجهها؛ كي يطمئن اياها، و هو يرى خوفها الظاهر بشدة... ثم جَلس بحانبها، و هو يردف قائلًا لها بهدوء مزيف
: لا يا حبيبتي الحمد لله كلنا كويسين محدش حصله حاجة ليتابع حديثة بتردد و قلق
_بس عاوزك في موضوع مهم، و ياربت تكوني كارمن بنتي العاقلة، و تتفهمي الموضوع..عقدت حاجبيها باستغراب، و اردفت تتمتم بنفاذ صبر و قلق
: بابا قولي في ايه عشان المقدمات دي بتقلقني اصلا فقول على طول افضل.اومأ لها برأسه الى الامام، و اخيرًا قد خرج صوته الذي كان يشعر ان مححوب
: حاضر. ..بصي يا بنتي انا كنت داخل مشروع كبير بكل حاجة معايا املكها، و للاسف خسرت المشروع، و خسرت كل حاجة، و حاليًا مش معايا حاجة..انتفضت كارمن تنهض من فوق الفراش تقف امامه و هي تشعر بغضب شديد يحتاج كل خلايا عقلها
:- يعني ايه هنقعد في الشارع، و لا هنروح نشحت و خلاص..هُنا و قد دلفت خديجة الغرفة...فهي كانت تقف في الخارح تستمع الي الحديث.... لكنها الى هنا، و لم تستطع التحمل، و بالفعل قد نفذ صبرها اردفت قائلة لها بغضب، و عصبية
: و انتِ بتتكلمي كدة ليه... كأنك جاهلة، و مش متعلمة ما انتِ معاكي شهادة يبقى تشحتي ليه... ما تنزلي تشنغلي بيها، و لا انتِ مش نافعة غير الله الفستان دة حلو.... الفستان دة لسة نازل ... هخرج مع مازن ..هخرج مع اسيل ... هروح النادي، و جاية في الاخر تتكلمي كدة.صاحت بها كارمن هي الاخرى، و هي تشعر بضيق، و غضب
: يعني ايه... هو ايه اللي انزل اشتغل، انتوا جايين تقولولي المفروض اعمل ايه، و انتِ يا ماما جاية تقوليلي اشتغل انت عاوزة كارمن فريد تشتغل ... دة انتِ بتحلمي بقا..
تابعت حديثها تسأل اياهم بنفاذ الصبر
: المهم هنعمل ايه.. هنعيش فين هناكل، و نشرب منين يعني فهموني ..ثم قالت بتحذير و ضيق
- و محدش يقولي اشتغل.جاءت خديجو لترد عليها لكن استوقفها فريد سريعًا و ردَّ هو عليها بهدوء
: طب اقعدي، و انا هقولك ...فاكرة شقتنا القديمة اللي في المهندسين احنا سايبينها و انت عندك 17 سنة اكيد فاكراها صح..شحب وجه كارمن بشدة فرت الدماء هاربة منه، و هي تشعر ان وجع الماضي الذي هربت منه... سيعود، و يُفتح من جديد... وجع شديد ينبعث من قلبها الان.. اومأت برأسها الى الامام بخفوت..
تابع فريد حديثه بثبات، و هدوء
: الشقة دي انا كاتبها باسم خديجة مامتك، و كمان حساب في البنك باسمها هو دة اللي هنعيش منه، و انا قلت لعليا و ملك اخواتك... و قالوا انهم هينزلوا يشتغلوا و انا كمان في شركة كبيرة اوي هشتغل فيها و الحمد لله حالنا هيبقى ميسور زي الناس كلها..
أنت تقرأ
حبي حطم غرورها ( لهدير دودو )
Romanceهي ذات شخصية عنيدة، متكبرة،و مغرورة، تعيش في عالم اخر.. عالم منفصل عنه... عالم لا يليق بها، ارسلها القدر اليه، كان هو منقذها الذي بدَّل لها حياتها، و أعادها إلى طبيعتها.... الكاتبة : هدير دودو