الفصل السابع

6K 144 71
                                    

كانت كارمن صاعدة فوق الدرج بخطوات بطيئة، متعثرة  لكنها رأت يوسف ينزل الدرج، و هند تسير بجانبه وقفت تتطلع نحوهما بضيق، و صدمة.... و هي تبتلع تلك الغصة التي تشكلت داخل حلقها..

ضحكت هند بصوت مسموع قبل ان تردف قائلة لها بشماتة، و ابتسماتها الشامتة تعلو ثغرها
: ازيك يا كارمن عرفت من خالتو ان خطيبك سابك و للاسف جه، و فضحك هنا وسط الكل هو انت عملتي ايه عشان يفضحك كدة، و يسوء سمعتك..

لم تستطع كارمن التحكم في ذاتها ابدا، و خاصة عندما رأتها تسير بجانب يوسف بتلك الطريقة؛ لذلك لم تشعر بنفسها سوي... و هي تهجم عليها بشراسة تمسكها من خصلات شعرها بغل، و بدأت تضربها بقوة.

جاء يوسف يرد عليها هو  لكن بالطبع كارمن كانت اسرع...كان يحاول أن يفصل بينهما و لكنه لم يستطع فكارمن كانت تضرب هند بـ غيظ شديد؛ لذلك هتف يصوت عالٍ، قويٍ جعل كارمن تنتفض بالفعل
: خلاص يا كوكي، سيبيها..

انتفضت كارمن تبتعد عنها، و ظلت تتنفس عدة مرات مُتتالية، و هي تحاول فيها تهدئة ذاتها... بينما جاهدت هند ان تنهض من فوق الارض، و هي تشعر بالتعب يسرى في جسدها اثر ضرب كارمن لها... خرجت شادية بسبب الصوت الذي كان مرتفعًا.

شعرت بالدهشة ما ان رأت منظر هند... اردفت تتساءل بصرامة
: في ايه يا هند .. ايه اللي حصلك .. و مين اللي عمل فيكي كدة..؟! 

جاءت هند لتتحدث و تشرح لها ما حدث... و هي مثبتة بصرها نحو كارمن تحدق بها بغضب، و ضيق... لكن تحدث يوسف على الفور يسبق اياها و هو يردف قائلًا لها و هو يدَّعي اللامبالاه،  و عدم اهتمام كأنه يخبرها شيئًا عاديًا
: و لا حاجة يا ماما بس هي غلطت في كوكي و قالتلها كلام مش كويس و كارمن اتعصبت بسبب كدة.

شعرت هند بالغيظ الشديد بسبب ما قاله يوسف... فحديثه يعني انه يضع الخطأ عليها و غير مبالي لضربها... لم تشعر بذاتها سوى و هي تتوجه نحو كارمن  التي كانت تقف بجانب يوسف رفعت يدها الى اعلى لكي تمسكها من شعرها، و تضربها مثل ما فعلت هي معها... لكن جاءت قبضة يوسف القوية على يديها و هو يقف امام كارمن بحماية... قبل ان يردغ بعصبية شديدة، و حنق...و صوت يملؤه الغضب، و الصرامة الشديدة 
: انتِ اتجننتِ .. انت عاوزة تضريبيها ايه الهبل دة ..و بعدين انت اصلا اللي غلطانة.
كان يتحدث، و هو يزداد من ضغطه فوق معصم يدها الذي يمسكه هو..

ترك يدها و هي يحدقها بنظراته الغاضبة... لتلتف هي سريعًا نحو خالتها قائلة لها ببكاء
: شايفة يا خالتو يوسف.

ابتلعت شادية ريقها بتوتر، و اقتربت منها ربتت على ظهرها بحنلن و هي تردف قائلة لها بهدوء؛ كي تحافظ على صورة ابنها
: طبعا يا هند يوسف معاه حق انتِ المفروض تحترمينا ... على العموم تعالي معايا اظبطي شعرك، و هدومك

اومأت هند براسها الى الامام ايماءة خفيفة، و سارت معها بالفعل و هي ترمق كارمن بنظرات تملاها الكرة بادلتها كارمن تلك النظرات بنظرات انتصار، و ابتسماتها تعلو ثغرها.

حبي حطم غرورها ( لهدير دودو ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن