الفصل الأول : لقد جاء عمي

5K 58 34
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم 💓

‏أعتقدُ أنّ قلب الإنسان لا يُشفى حينَ يفقدُ أحد أحبائه،
يبقىٰ ناقصاً للأبد....

نبدأ ❤️

_____________________________________________________________________________________________________________________________________

________________

في قريه صغيره ريقيه بسيطة يعرف أهلها بعضهم البعض و يتكاتفون في أفراحهم و أحزانهم و يعم بينهم التعاون و يرسمون أجمل صور التكافل الاجتماعي....
و نجد إن تلك القريه الصغيرة تتميز بالهدوء و بمنازل بسيطه صغيره مشيده بالدفء و الكرم الذي انبعث من ساكنيها و أيضا تتميز بمساحات خضراء تفصل بين تلك البيوت و تزينها ورود ملونه و اشجار و نخيل و يعم بها المواشي و الدجاج.......
في صباح جديد بيوم السبت الشتوي الممطر ذو نسمات هواء رطبا لطيفا و سماء مليئه بالسحاب الكثير و بمنزل تلك الفتاه البسيطه و لليتيمه التي تدعي رحاب عادل......
تلك الفتاه الرقيقه التي تبلغ من العمر أربعة و عشرين سنه و التي تتميز بجمال هادئ و جذاب بدايه من قصر بالقامه و وجه ملائكي صغير و جسد ممشوق نحيف و  بشره بيضاء مثل الحليب و عينان واسعه بلون الازرق الصافي إلي شعرا اسود ناعم طويل يصل لاسفل ظهرها و انف صغيره و شفاه ورديه.......
قد تخرجت بطلتنا من كليه التربيه من قسم لغه انجليزيه و تعمل الان معلمة لغه انجليزيه باحدي المدراس بالقرية التي تعيش فيها......
في تلك اللحظه كانت تجلس رحاب علي سجاده الصلاه و ترتدي اسدالا واسعا بلون الابيض و ترفع يديها امام وجهها تدعي الله في خشوع تام و قد إنهمرت الدموع من عيناها ذات اللون الازرق التي تشبه مياه البحر في صفائها و هذا حينما تعلقت انظارها علي تلك الصور الكبيرة المعلقه علي الحائط امامها........
فقد كانت تلك الصوره تضم أحب الناس لقلبها و أقربهم لروحها و التي فقدتهم فجاه في حادث سير اليم و قد تم التقاط تلك الصوره  منذ ٥ أعوام خصيصا قبل الحادث باسبوعين........
فقد كانت تجلس ملتصقه بطلتنا رحاب في ابيها عادل و أمها الهام و كانوا يحتضنوها بقوه و يبتسمون أبتسامات صافيه ساحره.....
انهت دعائها و مسحت دموعها و هبت واقفه و طوقت سجاده الصلاة و خلعت الاسدال و قد وضعتهم علي كرسي الخشبي الكلاسيكي و اتجهت تقف امام تلك الصوره و شردت بها تتذكر كيف كانت سعيده بذلك اليوم التي تم التقاط صوره فيه و كم كانت تشعر بدفء بين أحضان أمها و ابيها و التي لم تشعر به الان و تفقده بشده.......
كم تمنت إن يكونوا معاها و بجانبها الان... وضعت يديها علي قلبها الذي يؤلمها بشده فكم أشتاقت لهم كتيرا و تريدهم معاها.......
كم تريد أعاده تلك الايام الجميله معهم.... لم تشعر بتلك الدموع التي عادت تنهمر بغزاره علي وجنتيها و تزيد من شهاقتها و لمست بابهامها الصوره و تنهدت قائله :

ازيكم يا أجمل حاجه في حياتي..... وحشتوني اووي و وحشني أيامي معاكم.... عدي خمس سنين علي فراقكم و لسه مش مصدقه انكم سبتوني خلاص و مش راجعين تآني......بابا أول حبيب لقلبي وحشتني فوق ما تتخيل..... حقيقي فراقك كسر ظهري .... وحشني حضنك و طبطتك عليا و حكواينا مع بعض إللي مكنتش بتخلص و ابتسامتك إللي كانت بتديني القوه و نصايحك الابويه إللي بجد بتنفعني دلوقتي جداا.....
الهامي أمي الغاليه و صاحبتي وأختي وحشتني جدااا..... وحشني اكلك و ضحكتك و كلامك إللي بقي بوصله حياتي إللي بتوجهني دايما...... حقيقي حضنك و صدرك الدافي إللي كنت بستخبي فيهم من الدنيا وحشوني جداااا.... الدنيا وحشه اوووي و ملهاش اي طعم من غيركم.... مكنتش أعرف إن وجع الفراق صعب اووي كده بذات فراق الناس إللي بتحبهم بجد و ملكش غيرهم في الدنيا ديه..... حقيقي فراقكم كسرني و وجعني اووي.......
بس متخفوش عليااا و اطمنوا علي الاخر أنا مش لوحدي... معايا ناس بتحبني جدااا و أنا بحبهم أوووي.... عارفين عمي محسن و عمتي فاطمه و طنط سماح و عمو حسن مش بيسبوني خالص و دايما بيجو عندي و مش سيبني محتاجه حاجه خالص من يوم ما سبتوني..... و كمان أنا الحمد لله حققت أمنينك يا بابا و خلصت الجامعه و اهوا بشتغل و بصرف علي نفسي و حققت أمنينك يا ماما و بقيت مسئوليه عن نفسي و بطبخ كويس بس مش زيك طبعا.....
ارتاحوا يا حبايبي و اطمنوا أنتم سبتم وراكم بنت قويه و جدعه و شجاعه و بميه راجل.. يا رب تكونوا راضين عليا و إني كنت ليكم بنت صالحه و باره و كويسه و مين عالم مش يمكن إن شاء الله نتجمع قريب..... بحبكم اووي

لست كما تظن ⭐ /  بقلم بسنت طه Where stories live. Discover now