الفصل الواحد و العشرون : غيمة

1K 23 1
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم 💓

عندما لا تعرف كيف تصف شعورك أو تدافع عن نفسك في لحظة أو موقف ما فاعلم أن لك قلباً بريئاً لم يتعلم خبث الحياة.....
# نجيب_محفوظ

نبدأ ❤️

==============================================================================================================================================

احتقن وجه كنان و تأفف بسخط و كز على أسنانه بغيظ و كور قبضه يديه بضيق و حاول الظهور بتعابير وجهيه بارده يتخللها الجمود.......
في جهه أخري ابتعلت رحاب ريقها بصعوبه و نظرت لكل من كنان و شريف بتوتر و تدعي الله بداخلها بأن تمر تلك اللحظه على خير دون أحداث اي اشتباك دموي ، فوجه كلاهما لا يبشر بالخير........
بينما احتقنت نظرات شريف الموجه لكنان و عقد حاجبيه بانزعاج و ارتسمت على ثغره ابتسامه ساخره صفراء و تنهد بكبرياء و جلس بارتياح آكتر على كرسيه الجلدي و خلع نظارته الطبيه و حصل كلاتي.........

كنان ببرود : إللي اعرفه ان الاجتماع كان لكل المدرسين زي ما رحاب قالتلي ، فين المدرسين دول؟؟؟

شريف بسخريه : مخبيهم في جيبي

كنان بضيق : يااااه

رحاب بتوتر : الكل ميشي يا حبيبي ، مشيوا خلاص

كنان بضيق : و لما الكل مشي ، بتعملي ايه هنا حضرتك كل ده ؟؟؟

شريف بسخريه : قاعده معايا

كنان بضيق : افندم؟؟؟؟

رحاب بتوتر : استاذ شريف يقصد يقول ان كان عايز يقولي نصائح بسيطه كده بعد الاجتماع بما اني جديده هنا و اناا أساسا كنت ماشيه خلاص

شريف بسخريه : آه فعلا كنت بقولها على نصائح حتى علشان تخلي بالها منك شويه و متعملش زي مايا حبيبتك السابقه و تغدر بيك و تروح لكريم بقي انتيمك التاني بعد لؤي......

اتسعت حدقت عينان رحاب بصدمه و رمشت عده مرات و وضعت يديها على ثغرها و ابتعلت ريقها بصعوبه و تنفست باضطراب نتيجه ارتفاع نبضات قلبها خوفا مما قد يحدث و نظرت بتوتر لكنان الواقف بجانبها في مكانه و ربتت على كتفه............
ابتسم شريف ابتسامه صفراء و ارتشف بعض المياه من الكوب الزجاجي القابع أمامه و عاد يجلس بارتياح في كرسيه و يضع قدم فوق الاخر بكبرياء و يوجه نظرات مليئه بالسخط و السخريه لكنان........
ما إن القيت تلك الكلمات على مسامع كنان حتى استشاط غضبا و ازدادت قبضته على يديه حتى وضحت عروقه المشتعله و اعتلت على وجهه علامات مليئه بالنقم و تلونت زيتونتيه بحمره مخيفه و رمق ذلك الشريف بنظره ناريه و ابتسم ابتسامه غريبه..........
و سرعان ما قبض كنان على ياقه قميص ذلك الشريف بقسوه رجل لا قلب له و انهال عليه بالضرب المبرح و هو ينهره بقوه و يوجه له كلامات غريبه.............
شهقت رحاب بفزع و ارتجف جسدها باكمله و ادمعت عيناها خوفا و وقفت في مكانها تنظر لهم بهلع و لا تعرف ماذا تفعل حتى فاقت على ما يسقط حولها فاتجهت لهم بخطوات متعثره و حاولت دفع كنان عن ذلك الشريف بكل ما أوتيت من قوه و تنادي عاليا من أجل المساعده حيث كان الباب مفتوحا.........
فشريف كان يقع أسفل كنان و يتلقي الضربات المبرحه على وجهها حتى نزفت شفتاه و كان يحاول لكم كنان في وجهه و الرد عليه و لكن هيهات فقوته البدنيه تتقهقر أمام ذلك الفولاذ الناري...........
كان كنان يلكمه بقوه و بوجه متشنج و بجبين يتصبب عرقا و بتعابير متجهمه ناسيه كل ما يحدث حوله و متذكرا تلك لحظه البشعه حين ذهب للفيلا التي صممها من أجل أن تكون عش الزوجيه الجميل حينما يتجوز تلك المايا التي لم يحب قبلها أحدا و هذا من أجل اخر اللمسات الاخيره لكي يحدد موعد اخير للزفاف و قد اكتشف خيانه حبيبته مع لؤي صديق عمره بغرفه نومهم و قد كانوا بوضع مخل للادب و الشرف على ذلك السرير الكبير التي تم اختياره من قبل مايا و كنان حينما تسوقوا معا.......
فكان يضرب ذلك الشريف البغيض متخيلا اياه لؤي ، الذي لم يستطيع أن يلقنه ذلك الضرب المبرح الذي يستحقه حينما اكتشف خيانته مع تلك المرأه التي يكاد يقسم انه لم يحب أحدا بقدر ما احبها هي........
فاق كنان من شروده حينما اتي رجال الأمن يبعدوه بقوه من فوق ذلك الشريف حتى وقف عند الباب بجسد مشدود و بوجه خالي من التعييرات و كان يلتقط أنفاسه بقوه و رفع حاجبيه و من ثم حدق بظهر يديه المرتجفه و الملطخه بالدماء بنظرات غريبه...........
اسرع رجال الأمن بالصعود عاليا بعد سماع صوت رحاب العالي يطلب مساعده و ابعدوا كنان عن ذلك الشريف الواعي و الذي ينزف وجهه و شفتيه بغزارة و يحاولون اسعافه و مساعده على النهوض........
وقفت رحاب تستند على الحائط حتى سقطت أرضا و تنظر لكنان بنظرات ارتياب و بجسد منتفضا خوفا و تلتمع ملقتيها بالدموع الغزيره و تتنفس باضطراب و تضع يديها على فمها و تكتم شهقاتها بداخلها و بداخلها عقلا و قلبا يتضاربون بعنف غير مدركين ماذا الذي حدث منذ قليل.....
أعزائي القراء اكاد أجزم لكم إنني كنت في حاله صدمه غريبه
، لا أعرف ما الذي حدث ، ما عليِ فعله و متى توصلت الأمور لتلك اللحظه البشعه......
فعقلي لم يكن حاضرا ، لساني تعقد ، جسدي تصلب ، فقط أشعر بدموعي المنهمره على وجنتاي و اسمع نبضات قلبي العاليه التي تخترق طلبه أذني من قوتها فقط........
ما كان بيدي شيء لكي أفعله سوي البكاء فقط ، فقد خارت قوتي البدنيه و النفسيه و اكتفيت بالصراخ لطلب المساعده و دعا الله بداخلي......
لا تتعجبوا من رد فعلي و لطفا لا تزموني ، فستعلمون لاحقا بأن اسلحتي المميزه بهذه الحياه ذو تحديات صعبه هي البكاء و الصبر فقط.......
فقد كنت اموت خوفا و قدامي لا تساعدني على النهوض و الوقوف و كل انش بجسدي يرتجف بقوه قلقا و اكتفيت بأن ارفع راسي لانظر لذلك الشخص الواقف أمامي و الذي أطلقت عليه لقب منقذي صباحا و لكن الآن لا استطيع ان اعرف بماذا اسميه !!!!
ابعد ما فعله حقا ماذا عليِ انا اطلق عليه ، فلقب منقذ لا يليق عليه ، ااسميه صقرا جارح ام ثورا متهور ام وحشا كاسر على هيئه انسان بشري........
فالقد اخفتني و ارهقت عقلي و جعلت قلبي يقرع خوفا و ارتيابا للحظه شعرت بانني ساسقط ميته في مكاني لا محاله يا كناااان ، أسفه على قولي هذا و لكن أنتا لا تعرف ماذا أصابني بينما أنتا كنت تقتل ذلك الشريف بيديك و بدون وعي......
لم يكن لدي قدره على فعل شيء سوي البكاء بعدما حاولت ابعادك عن ذلك البغيض ، فأنا لست املك جسد رياضي صلب كجسدك القوي، فوتي خارت و اكتفيت بطلب المساعده بصوت خائف و مرتعد......
فأنا حتى الآن لا اريد ان اتذكر ذلك اليوم البشع بالاضافه لأيام أخري ابشع منه تجعلني اريد التقيئ و أحاول ان اشرح لكم ما حدث بشكل مبسط يجعلني استطيع تكمله ما أنوي قوله دون الشعور بالاشتمزاز و النفور......
قول لي بربك ، من كنت بتلك اللحظه البشعه و غيرها من اللحظات المماثله المستقبليه يا كنان ، كيف تحولت من شخصيه هادئه قليله الكلام و ذات الطبع البارد الي الشخصيه المتهوره التي لا قلب لها و يملئها فيضان من نيران الغضب و الانتقام........
فأنا لم اعرفك حقا و بكائي كان خوفا من تلك الشخصيه الجديده التي لم اتعامل معها من قبل ، لقد ظننت لوهله إنني تجوزت و احببت شخصا اخر غيرك........

لست كما تظن ⭐ /  بقلم بسنت طه Where stories live. Discover now