الفصل التاسع و الثلاثون : بداية جديدة ❇️

766 9 11
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم 💓

- أحيانًا يحسبُ المرء أن قصّة ما انتهت ، فإذا بها تبدأ....
- غسان كنفاني.....

نبدأ ❤️

==============================================================================================

تقول المبدعة إليف شافاق " ‏الحِكمة القَديمة مازالت سارية : فحيث يوجد حُب ، يوجد حُزن...."
يسود مناخ من الحزن بالارجاء في تلك المستشفى العريقه ، تجتمع جميع اسرة المنشاوي في ذلك المرر الطويل بعقول مشتته و بأرواحا تنتفض قلقا ، تصدع أصوات قلوبهم الهلعة ، تنهمر الدموع من الأعين بخوف و تتنهد الأبدان بذعر.......
تجلس السيده فاطمه علي احد المقاعد ، ممسكه بيديها المرتجفه كتاب الله و تقرا بنبره خاتفه بعض ايات القران و الدموع لا تتوقف عن الهطول على وجنتيها ، نحيبها خافت لكنه يوضح مدي المعاناه و الذنب التي تشعر بهم.......
كان السيد اشرف واقفا بالقرب منها ، فاقترب ببعض الخطوات منها ، ربت على كتفيها بلطف محاولا التخفيف عنها و عنه هذا الثقل الذي ربما سيظلوا يحملوه معا طوال العمر اذا حدث شيء لذلك الكريم......
في احد الزوايه يجلس كنان مشدودا ، يحني بجزعه للأمام قليلا ، يحدق في الفراغ بنظرات خاويه و يكز على أسنانه بقوه و يرمش هذه مرات رافضا هطول دموعه او توقع الأسوء ، فهو سيظل متمسك بالأمل و الإيمان بأن صاحبه كريم سيخرج من هذه المحنة قويا و لن يتركه أبدا......
بجانبه تجلس رحاب بوهن ، تربت على كتفيه بلطف محاوله التخفيف عنه و لكنها في ذات الوقت لا تستطيع التحكم في دموعها ، فكانت تبكي بحراره حزنا على ذلك الكريم ، فهو يكن شخصا جيدا للغايه و لم ترى منه شيء بشعا في يوما ما ، فهو لا يستحق كل ما يحدث معه في الفتره الاونه.....
التفت رحاب براسها يمينا لتحدق بنظرات حزينه على تلك السمر التي اتت برفقه ابيها المريض الي المستشفى بعد أن سمعت بما حدث لكريم.......
كانت تجلس سمر بعيدا عن الجميع على احد المقاعد منحيه بجزعها العلوي للأمام قليلا ، تتنفس بأضطراب ، كان حالها ليس اقل من الجميع و لكنه أكثر تاثرا..........
فكانت حاضره و لكن بجسد قد فارقته الحياة ، تظهر بوجه شاحب و تحدق أمامها بعينان ذابله و بنظرات خاويه ، تدمع حدقتيها بفضيان من الدموع اليأس و الندم ، يرتجف كل انش فيها بشكل واضح..........
وضعت يديها على قلبها العاشق تطلب منه انبعاث الأمل لها فيما يخص عوده صاحبه و لكنها وجدت منه النواح و الارتجاف ، فكان قلبها يصرخ الما بداخل قفصها الصدري و ينشطر لقطع من رماد الحزن و الذعر ، فضغطت على شفتيها بقوه و تنهدت بيأس........
إيعقل بأن يتركها الان و يرحل كما فعل احمد رحمه الله ، هل الوقوع في حبها سقما ، إيعقل بأن يستسلم كريم للموت و قبول تركها بمفردها علي سطح هذه الحياه الفانيه ، اسيغادر قبل أن يعرف كم هي أصبحت تحبه و تتمناه زوجا و ابا لاولادها ، اسيرحل قبل أن يعلم او يرى كم هي مستعده التضحيه بكل شيء من أجله و له !!!!!!!
فيقول مولانا جلال الدين الرومي " الوداع لا يقع إلا لمن يعشق بعينيه أما ذاك الذي يحب بروحه و قلبه فلا ثمة انفصال أبداً"
جلس السيد محسن بوهن على احد المقاعد بمساعده احد الممرضات المرافقين له ، نظر لابنته سمر نظرات حزينه و بداخله كان الندم يصفعه بقوه ، تنهد بيأس ، بلل شفتيه و مسح على وجهه بحزن واضح......
دعا الله كتيرا بأن يخرج كريم من هذه المحنه معافيا و بأن يسامحه فهو لم يكن يقصد بان يقسو بحديثه الاخير مع كريم، كان يريد الا يفقد كريم صديق عمره بسبب مشاعره اتجاه سمر و لم يكن يقصد أبدا إهدار صحه ذلك القلب الضعيف و بقاءه علي السرير المستشفى........

لست كما تظن ⭐ /  بقلم بسنت طه Where stories live. Discover now