بسم الله الرحمن الرحيم 💓
نبدأ ❤️" تهرب أحيانًا ليس لأنك تخشى المواجهة، بل لأنك لا تريد الاصطدام بحقيقة جديدة قد تهدم آخر ما تبقى بداخلك"
====================================================
في صباح يوم آلثلاثاء المنتظر كانت بطلتنا رحاب تجلس بارتياح بصالون علي الأريكة تقرأ كتابا و قد رفعت عيناها عن سطور الكتاب و نظرت في الفراغ....فقد شردت بما ينتظرها فور عقد زواجها من إبن عمها كنان التي لا تعرفه و لم تقابله من قبل.....
فكرت جيدا في حديث عمها عن ابنه كنان زوجها المستقبلي...... هل ابنه عاق أم يقوم بأفعال طائشة لسبب ما..... كيف تقبل ذلك الكنان الزواج من وآحده لا يعرفها.....
هل يعلم أن لديه ابنه عم تعيش بتلك القريه ؟؟؟؟ تفكر كتيرا هل سيتعافي عمها من ذلك المرض الخطير فهي لا تريد خسارته مثل ما خسرت ابيها و أمها.....
يا تري كيف ستكون حياتها مع ذلك الكنان و أسره عمها التي لم تتعرف عنهم من قبل.....
تتذكر جيدا إنها قد وافقت علي تلك الزيجة من أجل عمها العزيز محسن فقط التي تود أن تقوم بأي شيء له مقابل ما يفعله من أجلها طوال تلك السنين منذ أن توفي ابيها و أمها و أيضا من أجل سلامته و صحته.... فهي تحب عمها محسن كثيرا و تخاف خسارته خاصه بعد أن علمت بمرضه الخطير ذاك.... فهي ليس لديها أحد من عائلتها غيره هو و عمتها الحنونة فاطمة.....
قطع شرودها صوت جرس الباب... هبت واقفه و ارتدت الجاكيت و اتجهت لباب الشقه و فتحته و قد وجد الطارق هو عمها الحبيب محسن و بجانبه سائقه الخاص....
احتضنت عمها و سمحت له بدخول و جلسوا بالصالون علي أحدي الارائك و أخذ السائق حقيبه رحاب الكبيرة التي وضعت فيها ملابسها بعد أن اعلمها عمها بقدومه لاخذها و لكي تنتظر قدومهم بسيارته الفارهة السوداء.....
استأذنت رحاب من عمها و دخلت غرفتها و ارتدت فستان بني اللون طويل باكمام و جاكيت ابيض شتوي و تركت شعرها البني منسدل علي ظهرها و ارتدت حذاء رياضي ابيض و حقيبه سوداء صغيره و وقفت تنظر لغرفتها و شردت بنظر لجدار و اثاث الغرفه.....
فالغرفة صغيره ذات جدار بلون الوردي و ذو آثاث قديم يتكون من سرير كبير خشبي ملتصق بالحائط التي بها شباك صغير زجاجي و علي جانب السرير كوميدينو و امام السرير توجد دولاب صغير خشبي زجاجي عليها التلفاز الصغير و الكثير من الكتب المترجمه و الروايات و بجانب تلك الدولاب مكتب كبير عليه كثير من الكتب التعليميه و الأقلام الرصاص و المتنوعه الالوان
و بعض الاوراق البيضاء مرتب بعنايه و بجانب باب الغرفه يوجد دولاب خشبي كبير ذو مرايتين به ملابس بطلتنا و مستحضرات تجميل خاصه بها فهي لم تملك تسريحه و يوجد علي الارض توجد سجاده بيضاء كبيره.... شردت في ذكرياتها بالغرفه فكم تحملت التلك الجدار الوردية ضحكاتها الطفولية و فرحتها و حزنها و بكائها و عويلها خاصه علي ابيها و أمها المتوفين التي تشتاق لهم كثيرا....
اتجهت لذلك دولاب الصغير و أخذت مجلد صغير به صور لها عندما ولدت و معها ابيها و أمها....كم كانوا فرحين بولادتها..... كم كانوا ينتظرون مجيئها لهذه الحياه.... أخذت ذلك المجلد صغير و وضعته بحقيبه يديها و مسحت تلك الدمعه التي سقطت من عيناها الواسعه و فتحت باب الغرفه و نظرت عليها نظره سريعة ثم اغلقت الباب خلفها.....
و قد نظرت أيضا لتلك الغرفه التي توجد امامها فهي لابيها و أمها منذ أن توفي كلاهما وهي لم تدخلها إلا نادرا......
اتجهت لها و فتحتها و نظرت لها نظره سريعة تحمل فيها الف ذكره جميلة و قد وضعت يديها علي قلبها و لم تتحمل تذكر تلك الذكريات الجميله العطره معهم التي دوما تريد اعادتها....
فاغلقت باب سريعا و أخذت نفسا عميقا و زفرته بهدوء و اتجهت للحمام تبلل وجهها بالماء البارد و تجففه بمنديل ورقيه و خرجت من الحمام و اتجهت إلي الصالون.. و قد وجدت السيدة سماح العجوز و السيد حسن زوجها جالسين مع عمها محسن الذي يتحدث بالهاتف......
ركضت رحاب تحتضن السيدة سماح التي هبت واقفه تحتضن بطلتنا بقوة و سلمت بطلتنا علي السيد حسن و جلست معهم و ربتت السيدة سماح علي شعر بطلتنا الطويل البني في حنان و ادمعت عين رحاب و قبلت يد السيدة سماح برفق و كان علي ثغرها تلك الابتسامه الرقيقه و حصل كلاتي :
YOU ARE READING
لست كما تظن ⭐ / بقلم بسنت طه
Romance" لكل منا حياة وآحده , بها حكايه وآحده , وشيكة, مدهشه, متقلبة و عصيبة , تبدأ هذه الحياة ببكائنا و تنتهي بالبكاء علينا..... كم غرقنا في تيارات أمواج الحياه الهائجه دون طلب الاغاثه و كم بقينا أناس حقيقيون ذو قلوبا عفيفة ناضجه إلي أن تحولنا لأشخاص زائ...