الفصل الثاني و الاربعون : أقدار مكتوبة

839 13 9
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم 💓

إنه القدر ، الذي غالباً ما يمارس معنا ألاعيب تفوق قدرتنا على التوقع...."
- أنطون تشيخوف

نبدأ ❤️
====================================================

يقول فيكتور هوغو " بعض العلاقات علاجها في هدمها، قد يؤذيك ذلك الهدم، قد يُشعرك بالندم والألم، قد يحرق صبرك و أيام من عمرك و لكن إنقاذك يبدأ من هُنا..... "
هذه المقوله المشهوره كانت على شكل مبدأ مقدس تسير عليه بطلتنا رحاب و تقتنع به و بنتائجه المريره على روحها المتألمه ، فالايام تحرق قوتها و تدمر ما هو مازال سليما و متبقي منها........
لا أحد يحب الكذب ، الخداع او الخيانه بكل بأنواعهم ، لا أحد يتقبل الهزيمه او الأذى من أحدهم ، لا أحد يستطيع أن يتحمل صدمه انه عاش مخدوعًا و مهزوما بحرب حسبت نتيجتها مبكراا.........
ربما ما حدث جعل الألم يعصف في روحها بقوه ، يهدم كل ذره امل و صبر لديها ، يقتل نسمات البهجه بداخلها و التي كانت تعوضها عما تفقده دوما ، فيكفي انها خرجت من هذه التجربه العاطفيه مهزومه و متخزله و مخدوعه الا انها ظلت صامدة ، لا تسمح للحزن او الألم بأن يضعفها.......
كانت رحاب تتمدد على السرير بسكون في غرفتها الصغيره بمنزل السيد حسن و زوجته السيده سماح و تحدق بالسقف بشرود مستحضره ما يكمد روحها و يؤلم قلبها ، تتحسس بطنها المنتفخ بخفه ، رمشت عده مرات لكي تمنع نفسها من البكاء ، ابتلعت ريقها بصعوبه..........
تذكرت ذلك اليوم المشؤوم التي قد ذاهبه فيه للتسوق بأحد المتاجر الكبيره برفقه سمر و السيده فاطمه و داليا التي كانت هدف ذلك التسوق لكي تخرج من حاله الاكتئاب الشديد التي عشتها بعد الطلاق و أثر على صحتها و صحه طفلها الذي لم يولد بعد و أيضا لكي تعود للقصر هذه مره بحاله نفسيه افضل عما هي عليه.......
كانت رحاب تتسوق بدون هدف شخصي حتى لمحت بارفف محل صغير ، احد البلورات الصغيره يشع منها أنوار مختلفه ، تتألف من زجاج دائري و قاعده مستطيله ، كانت بداخل الزجاج فتاه تجلس على ارجوحه ترتدي فستان وردي و خلفها شاب يرتدي بذله بيضاء يحتضنها من الخلف و يبتسمان ابتسامه خفيفه......
ابتسمت رحاب ابتسامه خفيفه ، رفعت حاجب تفكر في شراء كهديه صغيره لحبيبها لعل هذا البرود و الجفاء الذي اصاب علاقتهم في الاونه الاخيره يتحسن و تتبدل الأحوال للأفضل ، ارجعت خصلات شعرها خلف اذنها ، تحسست بطنها بخفه ثم حسمت أمرها و دخلت الي المحل تطلبها و قد اشترتها و بداخلها قلبا ينبض بقوه من شده الحماس......
في تلك اللحظه قد كان السيد محسن متكأ على عكازه و هب واقفا بوهن ، سار بخطوات هادئه ناحيه النافذة ، سحب الستار بيديه و نظر بنظرات حانيه على تلك الأشجار و الورود التي زرعها بكل جهد لتحمل بداخلها ثمره و ذكريات كتيره لا تموت ، اخذ نفسا و زفره بهدوء حتى فتح الباب ليلتفت بخفه و يحدق بنظرات ثاقبه……
كان القصر خاليا من الجميع لذهابهم للمتجر معادا كنان الذي بقي يعمل على بعض الأعمال، فتح باب المكتب بخفه ليظهر منه كنان الذي وقف في مكانه ، يحدق أمامه بصدمه ، متفاجأ بوجود ابيه في المنزل ، فلم يخبره أحدا بخروجه من المستشفى ، أغلق الباب بقوه، ابتسم ابتسامه ساحره و اسرع يحتضن ابيه……
لكن كنان قد لاحظ ان ابيه لا يبادله العناق ولا يربت على ظهره مثل قبل ، فابتعد عن ابيه و ابتسم ابتسامه خفيفه و حاول يساعده على الجلوس و لكنه رفض ، استخرج السيد محسن من جيبه ورقه و القاها على ابنه بغيظ……
من دون أن يلتقط تلك الورقه من على الأرض ، قد فهم كنان ما يزعج و يغضب ابيه و ما جعله يخرج من المستشفى لأجله ، تنهد كنان بضجر و وقف بثبات و حدق بابيه بنظرات ثاقبه و قد حصل كلاتي :

لست كما تظن ⭐ /  بقلم بسنت طه Where stories live. Discover now