بسم الله الرحمن الرحيم 💓
ليسَ لنا على الشوقِ سلطان..... وليسَ لنا فيّ النسيانِ حظٌ.
- ليليان حسيننبدأ ❤️
==============================================================================================
في تمام الساعه الرابعه و النصف فجرا بتلك القريه الصغيره التي يعم بارجاءها المتباعده كلا من السكينه و الهدوء و الاضاءه الخافته من اعمده النور البيضاء و صوت الرياح البارده المنعشه التي تهمس بأذان الأشجار الخضراء مداعبا أيها بتلك الليله الهادئه.......
و نجد بطلنا كنان يجلس بارتياح علي أحد الكراسي البلاستيكه الخضراء تحت لمعان النجوم و ضوء القمر الساطع بالشرفه الخارجيه الخاصه بمنزل السيد حسن و السيده سماح و قد أخذ نفسا نقيا يملئ به رئتيه و يزفره بهدوء و من ثم اشعل سيجار و أصبح بنفث دخانها بملل و رفع راسه للأعلي محدقا بشرود بتلك السماء الصافيه.........
مما لا شك فيه ان تلك حاله الغريبه التي يكن عليها بطلنا الوسيم الان قد اعتدنا عليها آكتر من مره مؤخرا خاصه حين اعلن قلبه الحزين عن احتلال قوات الحب الخاصه للمره الثانيه علي التوالي أراضيه الجريحه و لكن هذه المره بجرعات كبيره مثيره لا حد لها و التي منذ أن اقتحمت أراضي قلبه الداميه قامت بالاسراع بالبدء بإلاجراءات اللزمة لمعالجتها بكافه الطرق العلاجيه الممكنه........
من المعلوم ان الحب بأنواعه العديده و السائده قادرا بجداره علي معالجه كل الامور بين عيشه و ضحاها و لكن عند كسره القلوب المحبه تتعطل الآلات الزمن و تنعدم الجاذبية و تنقطع الأنفاس و يقف الحب حائرا مغلول الأيدي لا يعرف ماذا يحدث من حوله ، لا يعلم ماذا عليه أن يفعل و لا يدري ما تحمله الايام القادمه له.....
فانني اعتقد انه لا يوجد شيء سيئا بالعالم ممكن إن يحدث و قد يعادل كسره القلوب المشرقه المحبه و المفعمه بالحيويه و تحويلها لقلوب معتمه مبغضه و مفعمه بالتخاذل.......
كسره القلوب المحبه أمرا ليس صعبا ، فقلوبنا تشبه الغلاف الجوي في رخاوته و هشاشته حيث يسهل اختراق تلك الاسهم السامه و القادمه من أولئك البشر المختله بسهوله و تسبب بكل نطفه خيره و جيده باراضي القلب الميثاء خراب دموي و دمار شامل......
و عندما تنظر للمتسببين بهذا الدمار القوي و الخراب الشنيع الذي حدث بداخل قلبك المسكين تجدهم يقفون أمامك بسفاهه و يضحكون بإهزاق علي هيئتك المنهمكه و ساخرين علي الألام قلبك العصيبه التي لا تلتئم جروحها و لا تتوقف عن النزيف........
و قد أكد لويجي برانديل ان الإنسان كائن اجتماعي بالفطرة و من الوارد التعرض للضرر النفسي و البدني الجسيم من كل الاناس المحيطه به دون وقت محدد و هذا ما تم تأكيده و تلخيصه في مقولته الشهره التي تقول " في هذه الرحلة الطويلة من الحياة ، ستواجه الكثير من الأقنعة والقليل من الوجوه..."
و لهذا نجد أن السلف كانوا دائما يؤكدون باقوالهم الماثوره علي ان كسره القلب التي تأتي من الغريب الدخيل ايسر و أهون من القريب العزيز..........
لأن كسره القلب التي يمكن أن تأتي من أقرب الاقربين لك دون أن تتوقع أو تتخيل تسفر علي الاصابه بجروح غائره دآخليه تظل باقيه اعوام مترتبا عليها خراب نفسي اليم دائم.......
و مع الوقت ستشعر و كأن بركانا عملاقا مملوء بالحمم و رماد البركانيه الكتيره قد انفجر للتو و أحدث دمار شاملا بداخلك......
و للان العقل أهم عضو لدينا كبشر فسنجده مع تلك الحاله الغريبه التي تنتاب بطلنا الوسيم أصبح مصابا بمتلازمه التفكير الزائد و التي تجعله لا يتوقف عن التفكير الدقيق بكل مجريات الاحداث المسبقه و بالاحداث القادمه و القيام بطرح الكثير و الكثير من الافكار المشتته و المعتقدات المهيمنه و التي ربما تكن خاطئه و ربما تكن صحيحه و هذا سيجعله يبدأ بوضع اسئله عديده أخري تحتاج لاجابات منطقيه سريعه ...........
من منا لا يمر عليه أيام اسبوعيه متتاليه مليئه بالكثير من الاحداث المثيره السريعه التي قد تكن مفرحه بعض الشيء و قد تكن محزنه معظم الوقت و التي تجعلنا واقفين عندها منتصبين باجسادنا و غاضبين و مشتتين بعقولنا.......
فمن منا أصبح الان بوقتنا الحاضر قادرا علي العيش بسعاده و رضا ليوما وآحده اسبوعيا من دون أن يحدث موقف شخصيا أو مجتمعيا تغضبه أو يستمع لاخبار سيئه عالميه أو اقليميه تحزنه......
من منا أصبح بقرن العشرين في ظل تلك الاوضاع الراهنه يستطيع تقويه مناعته الجسديه و النفسيه من دون الاصابه بأحد الاضطرابات و الامراض النفسيه الجسيمه التي أصبحت أكثر شيوعا بعالمنا العربي و الأجنبي............
قد ظل كنان محدقا في الفراغ و هائما بنظر لسواد تلك السماء حتي قطع شروده يد قويه تربت علي كتفيه العريضه فاستدار براسه و قد وجد السيد حسن واقفا خلفه مبتسما ابتسامه خفيفه و يرتدي منامه زرقاء تقيله و يرتدي عليها روب اسود طويل و يحمل بين بيديه شالا اسود طويلا و قد قام بوضعه جيدا علي اكتاف كنان و أتجه بالجلوس بارتياح علي أحدي الكراسي البلاستيكه الخضراء المتواجده بجانب كرسي بطلنا و حصل كلاتي :
YOU ARE READING
لست كما تظن ⭐ / بقلم بسنت طه
Romance" لكل منا حياة وآحده , بها حكايه وآحده , وشيكة, مدهشه, متقلبة و عصيبة , تبدأ هذه الحياة ببكائنا و تنتهي بالبكاء علينا..... كم غرقنا في تيارات أمواج الحياه الهائجه دون طلب الاغاثه و كم بقينا أناس حقيقيون ذو قلوبا عفيفة ناضجه إلي أن تحولنا لأشخاص زائ...