الفصل الحادي عشر : التراجع

1.5K 31 5
                                    


بسم الله الرحمن الرحيم 💓

انت لا تعرف الواقع ابداً مالم تجرب الألم 
#انطون تشيخوف

نبدأ ❤️

====================================================
===========================================

في صباح يوم جديد ذو سماء زرقاء صافيه تسبح السحاب البيضاء بها باحترافيه جعله من ينظر لها يقف مذهولا من إبداع الله العظيم و مع وجود نسمات الهواء الخفيفه البارده التي تداعب أوراق الشجر الخضراء بلطف و بشمسا مشرقه و مفعمه باشتعها الذهبيه القويه التي تنبض بالحيويه و بالنشاط لإحياء يوما روتينا عاديا...
و أعتقد أن الشمس دوماً توجهُ لنا احاديثا مُبهما كل صباح حيث كل يوم تشرق فيه الشمس نجدها ترسل لنا شكلًا من أشكال الدفئ و المواساة و المعاناه وكأنها تدفعنا لاستنشاق حبات الامل الصغيره الطائره كالطيور المهاجره في السماء و هذا للتأكد لنا أن كل شيءٍ لا يزال مستمرا ، حيا و باقيا حتي لو لم يتضح هذا بالواقع فيكفي لنا ان نستيقط بالامل فقط......
بتلك القريه الريفية الصغيره التي نجد مواطنيها يسعون لاعمالهم المختلفه منذ فجر اليوم ذاهبين بنشاط و عزم و متوكلين علي الله إلي الأراضي الزراعيه و المزارع الخاصه بالحيوانات يعملون بهمه ساعين بجهد و حاصدين رزقا حلالا وفيرا.....
و بمنزل عادل المنشاوي الصغير نجد ان كلا من كريم و كنان و سمر و فاطمه و رحاب جالسون معا علي طاوله خشبيه مستديره متواجده بأحد زوايا الشقه و يتناولون الطعام و يرتشفون الشاي الساخن بسكون تام و لكن ما لا ينطقه لسان تنطق به العيون...
فالغه العيون الخاصه بكل من كنان و رحاب كانت أقوي و أعمق من لغه اللسان و لم تتوقف بينهم للحظه و كان كريم جالسا يتناول الطعام متابعا هذا الأمر بخبث و بسعاده غامره تدق باب قلبه النقي بينما السيده فاطمه فقد كانت جالسه بارتياح ترتشف الشاي الساخن‏ و تنظر لكلاهما من حين لأخر بخبث و تبتسم ابتسامه رقيقه.....
فمن يري ذلك الثنائي الغريب و روعه نظراتهم لبعضهم البعض يجزم بأن ما حدث ليله أمس بينهم ليس إلا هدفا صريحا ليكونا معا بعلاقه حب تاريخيه ليس لها مثيل......
فقصص الحب الناجحة المستمره بعصرنا الحالي قائمه دائما علي طرفين مختلفين اختلاف وسطي ليستطيع كلاهما تعويض الفرق و النقص لدي الاخر بنجاح و بضمان.....
و إذا كنت شخصا تجهل ما بداخل قلوب من حولك و دائما تشعر بالخوف و التشتت من هذا الأمر فاطمن يا عزيزي فهناك الكثيرين مثلك يعانون من هذا الأمر و غير قادرين علي الوثوق بأحد....
و لذلك ساعطي لك و لامثالك نصيحه لطيفه أو مثل ما يقال بالاونه الاخيره فسوف أعطي وسيله مساعده صغيره حياتيه لكم و هي اذهبوا سريعا أدرسوا جيدا لغه الجسد و خاصه جزء ملامح الوجوه.....
و هذا لان ما يوجد بداخل القلوب يبقي بداخلها مختبأ دائما و هذا إذا لم يفصح عنها أصحابها و لكي نستطيع الوصول لما بداخل هذه القلوب فيجب علينا الإبحار بعيدا عن طريق تفسير تعبيرات الوجه و اسنتاجها و تحليلها بطرق علميه صحيحه.....
فمثلا الإنسان العاشق نستطيع معرفه ان خلايا قلبه تتنفس العشق بعفوية و بحماس متزايد عن طريق الانصياع جيدا لرسائل القلب السريه و التي تظهر علي الجسد و بالاخص منطقه الوجه فور تواجد أو ذكر مصدر انبعاث رائحه العشق هذا كالعشيقه مثلا.....
و نستنتج من تحليل هذا الإنسان العاشق فسوف نجد ان ملامح الوجه متغيره و سريعا للغايه و قد تتمحور ما بين السعاده الغامره و التوتر المتزايد و من الاعراض الجسديه المتعارف عليها و التي تحدث للإنسان العاشق فسوف نجد ارتفاع ملحوظ في ايقاع نبضات القلب و اتساع شديد في بؤبؤ الاعين خارج عن معدل الطبيعي و سرعه في معدل الأنفاس و حدوث ارتجاف باليدين و تصبب الجبهة أو كف اليد عرقا و عدم القدره علي إخفاء تلك الابتسامه الساحره السعيده التي يراها البعض علي انها ابتسامه بلهاء و غيرهم.....
و هذا الان هذه مظاهر الطبيعيه الانفعاليه و الجسديه للإنسان تصدر بلحظه عفويه مفاجئه و تكن خارجه عن أراده الإنسان الطبيعيه و هذا لأن القلب هو حاكمها الأول و الاخير.......
........عوده الاحداث........
و قد قطع التواصل البصري القوي و القائم بين كلا من كنان و رحاب حينما دق جرس الباب فحاشت رحاب النظر لذلك الكنان الجالس امامها و عادت تتناول الطعام و مازلت تلك الابتسامه الرقيقه ترتسم علي ثغرها الصغير بينما ابتسم كنان ابتسامه ساحره و ظل ينظر لها نظرات غريبه و يرتشف كوب الشاي الساخن.....
و قد هبت سمر واضعه كوب الشاي الساخن علي الطارله الحشبيه و تتجه بخطوات هادئه تفتح الباب و هذا بظهور السيده سعاد حامله حقيبه بلاستيكه و بجانبها صبي صغير بالعمر ذو بشره قمحاويه و يرتدي جلباب زرقاء و طاقيه زرقاء علي راسه و يحمل بيديه صينيه مستيديره كبيره عليها غطاء ابيض.....
فابتسمت سمر للطفل فأبتسم لها و ربتت علي رأسه بحنان و ذهبت معه توجه للمطبخ لكي يضع تلك الصينيه الكبيره من يديه الصغيره و هبت فاطمه واقفه و علي ثغرها ابتسامه رقيقه و ما إن نظرت رحاب لباب حتي وقف الطعام بحلقها و سعلت بشده فهب كنان واقفا من مكانه و يربت علي ظهرها و يعطي لها كوب ماء لترتشف منه القليل و نظروا لبعض نظرات غريبه لم يفهمها أحدا سواهم.....
فنظر كريم لذلك الثنائي نظره لطيفه و أبتسم كريم ابتسامه خبيثه ساحره و هب واقفا يسلم باحترام علي السيده سماح ذات الوجه الدائري المبتسم البشوش و أتجه يجلس علي اريكه منفصله مع كلا من السيده فاطمه و السيده سماح الجالسين بجانب بعض يتحدثون بسعاده و سمر و ذلك الطفل الصغير الذي يجلس بجانب سمر و يتناول الشكولاتة....
هبت رحاب واقفه تضع كوب الماء علي الطاوله و ضغطت علي شفتيها بتوتر و نظرت لكنان نظره قلقه فأبتسم لها ابتسامه خفيفه و نظر لها نظره مطمئنه و أتجه كنان يجلس علي أحد الارائك المنفصله بعد أن رحب بسيده سماح و أسرعت رحاب تنظف الطاوله و تحمل الاطباق و الأكواب للمطبخ و تعد أكواب القهوه الساخنه و بداخلها قلبا ينبض بشده خوفا فسيده فاطمه و سمر و كريم لا يعلمون بتلك اللعبه التي لعبت علي السيده سماح و هي أن كنان و رحاب سيتزوجون قريبا....
أخدت رحاب نفسا عميقا و زفرته بهدوء و صبت أكواب القهوه و العصير و حملتها تضعها امام كل من السيده فاطمه و السيده سماح و كنان و كريم و قد وضعت أكواب العصير امام سمر و ذلك الطفل الصغير و رحبت و احضنت السيده سماح و قد اتجهت رحاب تجلس بتوتر بجانب كنان علي الأريكة و فنظر كنان لها نظره مطمئنه و ابتسم لها ابتسامه خفيفه فنظرت بتوتر و حصل كلاتي :

لست كما تظن ⭐ /  بقلم بسنت طه Where stories live. Discover now