بسم الله الرحمن الرحيم 💓
" الفرار مستحيل أمام خصم يبدو أنه حاضر في كل مكان.. "
#ستيفان_زفايغنبدأ ❤️
===================================================================================
بعد مرور 10 اياما كاملا علي جميع ابطالنا الأعزاء فقد نجد ان بعضهم تأثر للغايه بتلك العشره أيام الذي قد مروا سريعا و هذا بسبب حدوث الكتير من الاحداث الهامه و غير الهامه......
البدايه مع محسن الذي قد علم بكل ما حدث مع افراد اسرته اثناء فتره غيابه المرضية و ذلك عن طريق رجال الحراسه الذي أصبح يضعهم بكثره علي كل عضو باسرته الصغيره و الذين اصحبوا ينقلون له جميع تحركاتهم بتفاصيلها الصغيره الدقيقه و هذا جعله بلاونه الاخيره يريد أن يواجه ذلك المرض الخبيث الذي يقبع داخله بقوه عظمه لا حدود لها و ان يشفي منه سريعا و هذا لكي يستطيع الرجوع لارض الوطن الحبيب بأقرب وقت ممكن لظبط ما تم تخريبه و تدهوره من قبل اسرته الصغيره اثناء غيابه......
أما بتلك القرية الصغيره التي تتصف بالهدوء و طيبه قلوب مواطنيها فقد ظلت فاطمه و سمر مقيمون مع رحاب بمنزلها الصغير و يقومون بإعداد يوميا اشهي الاطباق من مختلف أصناف الاطعمه و التي تكن ذات رائحه زاكيه و قويه و التي تدفعك للشعور بالجوع الشديد و الاسراع بالتهام الطعام بشراهه.....
اما رحاب فظلت تقوم بروتينها اليومي دون أحداث أي تغير فيه حيث كانت تستيقظ فجرا و تذهب لعملها بالمدرسه صباحا و العوده للمنزل مره أخري عصرا لتتناول الغذاء و الجلوس قليلا مع عمتها فاطمه و سمر و مع كريم إذا اتي إليهم.........
و قد تظل رحاب معظم الوقت جالسه شارده و صامته لا تشارك أحدا برأي أو اقتراح بأي موضوع يتم مناقشته امامها فقد تكتفي بالايماء و الاستاذان من الجميع و تهب واقفه و تتركهم ذاهبه لغرفتها بحجه إن لديها عملا هاما يخص المدرسه عليها إنهاءه قبل النوم.........
و لكن ذلك العمل الوهمي ليس السبب الرئيسي ورا اختفاء شغفها و لمعه عيناها و عفويتها بل السبب رئيسي يرجع لذلك الوباء المميت الذي أصبح محتلا أراضي قلبها الصغير و هو الحب......
فالحب عملتان لوجه وآحده حيث هو الداء المميت و الدواء الشافي لجميع الكائنات البشريه التي تنبض بذوره النادره و ذات مفعولا قويا بقيعان اراضي قلوبهم الخصبة.....
و بأحد الشقق الراقيه المتواجده بطابق السادس ببنايه صغيره ذات تصميم هندسي فاخر و خاصه بغرفه المعيشه ذات اثاث حديث فقد نجد نور جالسه ممتده علي الأريكة البيضاء بارتياح و مرتديه منامه صيفيه بلون الاصفر و تشاهد فيلم اجنبيا رومانسي و تاكل رقائق الفشار البيضاء المقرمشه بذلك الوعاء الزجاجي الصغير الموضوع بجانبها و كانت شارده و لا تتوقف علي النظر للبطل الوسيم بنظرات حب و بشرود متذكره ملامح محبوبها كنان.......
علي جهه أخري فقد كان كريم يذهب للقريه يوميا تقريبا بعد أن ينهي جميع اعماله بشركه و هذا لكي يطمئن علي رحاب و فاطمه و سمر و لكي يقوم بتلبيه طلباتهم إذا احتاجوا شيئا ما و بذات الوقت ينقل الاخبار بتفاصيلها الدقيقه لصديقه كنان الذي لم يعد يسافر للقريه مره أخري بسبب بعد ما حدث بينه وبين رحاب بالاونه الاخيره و قد تحول لشخصا غريبا ذو شخصيه جاده ، صارمه و غاضبه لأبعد الحدود و لا يقوم بأي شيئ سوي العمل بجهد عاليا و بمثابره واضحه.....
اما بقصر المنشاوي الكبير تجلس أمينه مشدوده علي كرسي خشبي بالحديقه مرتديه فستانا ازرق طويل و تضع هاتفها الذكي علي اذنها و تضغط علي شفتيها بضيق و تنظر امامها بنظرات ناريه و تهز قدميها بغيظ و ترتشف كوب القهوه بوجه محتقن و هذا لأنها ظلت أسبوعا كاملا تتصل بسالي بالهاتف يوميا و ترسل لها الكثير من الرسائل النصيه لكي تستطيع خطتها الجديده أن تنجح عن طريق محاوله إصلاح الامور التي هدمت و كما نقول بعصرنا الحالي " تعود الميا لمجاريها معها " و لكن كان لا يأتيها الرد......
فسالي قد قررت السفر لخارج البلاد و البقاء لفتره طويله غير محدده و هذا للإبتعاد نهائيا عن كل شيء قد يذكرها بكنان حبيب طفولتها و بتلك الايام السابقه القليله السيئه التي لم تكتفي من أحداث الاثاره القويه و المفاجأت الصادمه بحياتها.....
فسالي فتاه مثل باقي الفتيات و التي يتشاركن جميعهن في استخدام البكاء و النواح وانهمار الدموع كحيله أو وسيله تظهر دائما أوقات الفرح و أوقات الحزن و اوقات التي تسيطر فيها الهرومانات علي كل شيء بهن و هذا يكن تعبيرا واضحا عما بداخل صدورهن من كلمات مبعثره و جمل ناقصه و مشاعر فائضه مكبوته.......
بعد السفر و الإبتعاد عن ارض الوطن ظلت سالي جالسه بغرفه واسعه علي كرسي اسود جلدي مريح تضم قدميها لصدرها و يكن قريب من نافذه زجاجيه افقيه تطل علي حديقه خلفيه عن جميله مليئه بالاشجار الكبيره البريه و الطبيعيه التي تحمل مختلف الثمار الشهيه و خلف تلك الأشجار يوجد باقات من الورود الطبيعيه ذات الوان ساحره و رائحه عطره جميله.......
كانت سالي تظل تنظر بشرود من خلال تلك النافذه الكبيره علي الماره الذين يستخدمون الحديقه للركض او المشي او للعب مع حيواناتهم الأليفه او الالتقاء ببعضهم البعض و الجلوس معا علي أحد مقاعد الخشبيه متواجده للتبادل الأحاديث و الهموم المختلفه......
و إذا استحضر ذهنها صوره كنان للحظه من الوقت يجعلها دون أراده منها الانغماس باسترجاع تلك اللحظات السعيده و السيئه التي قد جمعتهم معا منذ الطفوله حتي وقتنا الحاضر و كلما بحدث هذا لا تستيطع عيناها التحمل و التوقف عن استخدام الدموع كوسيله للكبح عما تحمله بداخلها من بحرا فائضا من الحزن الدفين و الضيق الشديد.....
و هذا يحدث لأنها حتي الان مازالت تحبه بشده و تريده بجانبها و أيضا لأنها لا تستطيع نسيان ذلك الحدث الاليم الذي وقع بمنزلها منذ عده أيام سابقه و الذي جعلها في حاله جسديه و نفسيه سيئه للغايه و الذي ادي لمكوثها بالمستشفى بتلك الغرفه الصغيره ذات الجدران البيضاء لعده أيام متتاليه لا تعلم متي تخرج منها و متي ستسطيع الرجوع لحياتها الطبيعيه و نسيان كل ما حدث معها......
و تقف والدتها كاميليا عند باب الغرفه المفتوح حزينه علي ما أصاب ابنتها الصغيره و تضم يديها لصدرها و تستند بظهرها علي الباب و تتمني بداخلها كثيرا بان الايام القادمه تحمل للخير لهم خاصه لابنتها الصغيره من حيث الشفاء العاجل......
و مقصود بشفاء العالج هو استخدام العقاقير السحريه و هي النسيان و بأن تجعلها تتسلح بقوه خارقه تستطيع من خلالها أن تمحي كل ما حدث معها بالاونه الاخيره من ذاكره عقلها نهائيا و القدره علي التخطيط لقادم بعقلا حاضرا و قلبا قويا........
في جهه أخري بأحد الفنادق الراقيه ، المشهوره و المتواجد بوسط مدينه كبيره كمدينه القاهره و التي تسقط نوافذه الزجاجيه العريضه علي اطلاله النيل الساحر ذات جاذبيه قويه بماءه العذبه و الذي يكن شريان الحياه للكثير من البلدان الافريقيه......
و بأحد القاعات الكبيره المخصصه للافراح و للمؤتمرات المهمه نجد الكثير من الرجال ترتدي بذل سوداء انيقه و يجلسون مشدودين علي كراسي مريحه ذات اقمشه حمراء يتحدثون معا بأصوات خفيه و يتواجد بعض النساء تجلس تضع قدما فوق الاخره و ترتدي ملابس و أطقم رسميه و امامهم طاوله كبيره خشبيه مستديره تضم 9 كراسي بذات القماش الاحمر.....
و يقف بالمنتصف الطاوله الخشبيه رجلا طويلا مرتدي بذله مكونه من جاكيت ابيض و قميص اسود و بنطال اسود و حذاء رياضي و يمسك بيديه شيئا صغيرا يشبه المطرقه و اَمامه بعض الاوراق و يدعي باسم مختار و يكن المسؤول عن جميع المناقصات و المؤتمرات الهامه التي تحدث خاصه بين الشركات الكبيره العالميه......
يجلس علي يسار ذلك المختار ذلك الشاب الطويل ذو وشوم كثيره بانحاء جسده يلعب بهاتفه الذكي الحديث و يدعي بتامر و يكن المساعد الشخصي و الشخص الاقرب لذلك الشاب الذي يدعي لؤي و الذي يجلس بجانب ذلك التامر بارتياح علي الكرسي و مرتدي بذله سوداء ضيقه و قميصا ازرق ضيق و ينطر لساعه يديه الغاليه بسخريه و يدخن سيجار بملل و علي يمينه تجلس مايا تضع قدما فوق الأخري و مرتديه فستانا احمر باكمام شفافه ضيق و قصير و تضع علي وجهها الكثير من مستحضرات تجميليه و مصفقه شعرها علي ذيل حصان و كانت تنظر حولها بضجر و قد وضعت يديها امام صدرها و حصل كلاتي :
![](https://img.wattpad.com/cover/254539851-288-k383082.jpg)
YOU ARE READING
لست كما تظن ⭐ / بقلم بسنت طه
Romance" لكل منا حياة وآحده , بها حكايه وآحده , وشيكة, مدهشه, متقلبة و عصيبة , تبدأ هذه الحياة ببكائنا و تنتهي بالبكاء علينا..... كم غرقنا في تيارات أمواج الحياه الهائجه دون طلب الاغاثه و كم بقينا أناس حقيقيون ذو قلوبا عفيفة ناضجه إلي أن تحولنا لأشخاص زائ...