chapter 20

217 32 42
                                    

'مكسور الفؤاد'




على هذيان قلبه تراقصت احزانه ، و بشجن مرير امتلأ ما بين ضلوعه ، تناءى غضبه خلفا لضراوة ما واجهه من الحزن و من ينابيع الكره استسقت روحه لمن سرق فؤاد وردةٍ نمت بين يديه و رعاها بخفقات خلده قبل ان ترعاها أنامله .

ما انفكت دموعها هاطلات هادئات و هي تجاور كرسي السائق الذي كان له ، و حوار لم يمضي عليه وقت طويل بينهما كان يضرب جدران فكرها مسببا صدى متكررا فصداعا .


" أنا أحبك هيونا ، ليس أختا أو صديقة ، بل أحبك كامرأة "


بيد أنه جوارها كان كتوما عن هوجاء صبابته و لو خرجت للعيان لخربت ما حوله بنار غيرة على ملاكه من فاسق لم يتعرفه سوى من بضع أيام .
بكوع ذراعه اتكأ على باب السيارة اثناء القيادة ، و بصمت ملئ بمشاحنات قلبه سار بالسيارة دربهما وصولا لباب بيتها وفق ما طلبت ، و لها ما تمنت .


" هيونا ~"


نده إسمها بنبرة حنان معهودة لديها و أضاف لها كثيرا من الحزن غير قاصدٍ ، دون إختلال بصرها عن قبضة يدها الصغيرة على مقبض الباب همهمت له بعد فينة تطالبه بالاسترسال .

" إنسي ما قلته و سمعتيه منّي ، و كأن هذه السويعة ما مرت على حياتنا ، رجاءا "

" كنت سأقول المثل ، إلى اللقاء "


نزلت متسارعة الخطى حتى اختفت وراء بوابة حديقة بيتها خضراء اللون ، و هو طالع جسدها ذي المنحنيات المخفية بسبب بيجامة صديقتها حتى اندثرت ، اسكَنَ ظهره على مسند كرسيه سامحا لتنهيدة مقهورة بالإنفراج علها تخفف وطأة مآسي حزنه ؛ فوجد أن لأنفه ألما و حنجرته حجارة ذي مسننات واقفة منتصفها ، عيناه باتت الرؤية بهما مضببة و لا يسعه سوى التهويد على آلامه بافكاره التي وضع تنفيذها واجبا يحكم عليه بالإعدام من نفسه لو ما نفذها .

" سانهيك ايها الأحمق"


__________________

" ما بها جميلتي ذابلة الوجه ؟ "

" جدتي~ "

جلست أمام جدتها فما بخلت الكبرى بإحتضان دافئ يهون عليها ثقل روحها .

ما اخبرتها شيئا ، فقط نظرتها تحدثت ، و للجدة كان هذا كافيًا ~.

رأسها نهايةً استقر في حضن جدتها المتربعة في غرفتها و بدى أنها ترتب خزانتها ، و كعادة مريحة للإثنتين تسللت أنامل الجدة بهدوء حتى بلغت بين خصل حفيدتها و فروتها تدلك و تمشط .

Delight||بَهـجٍة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن