البارت الثاني عشر

6.1K 172 13
                                    

عاد فهد إلي منزله و الإبتسامة تعزف ألحانها علي شفتيه و فور فتحه للباب انقبضت ملامحه بشدة و أردف بغضب: انت بتعمل ايه هنا.
***** باستفزاز: تؤ تؤ تؤ كده يا فهد في ولد محترم يكلم أبوه بالطريقة دي.
ثم أكمل بخبث: واضح إن سعاد هانم عرفت تربيك كويس اوي.
زمجر فهد بغضب: أمي سيرتها متجيش علي لسانك ال***** ده و بعدين الفترة اللي قعدتها مع أمي رغم قصرها عشان ال***** اللي هو انت قتلتها انت معرفتش تخليني زيك و لا تغير من اللي علمتهولي عشان انت *****.
****: تربيتها وصلتني المهم أنا مش جاي عشان نتكلم عن أمك و لا عن اسم عيلتك اللي هو اسم عيلة أمك أنا جاي في حاجة أهم.
فهد: مش عاوز أسمع منك حاجة و لا أشوف وشك و اتفضل من هنا عشان مقلش منك.
*** بسخرية: انت تقل مني انت متعرفش أنا مين أنا سالم الوحش انت يا **** يا ابن أمك انت تقل مني.
فهد بغضب: و مالو ابن أمي أحسن ما أكون ابنك انت شغلتك تقتل في الناس و خلاص.
سالم بخبث: طب ما انت كمان بتقتل في الناس و لا هو أنا لوحدي.
فهد بصوت عالي: انت السبب و بيبقا غصب عني مش هسامحك طول عمري و ذنب كل روح بريئة ماتت علي إيدي بسببك مش مسامحك فيهم.
سالم: تصدق قد إيه أنا قاسي و معنديش دم بس ده مش هيغير حاجة في الحقيقة إنك ابني.
فهد بانفعال و صوت عالي: اطلع بره اعمل حاجة واحدة صح في حياتك و سيبني في حالي.
سالم: هسيبك في حالك حاضر.
ثم أكمل بخبث: بس ابقي خلي بالك من شهد يا فهود ماشي.
جذبه فهد من تلابيبه و أردف بفحيح: لو قربت منها مش لمستها لو بس قربت منها هخليك تتمني الموت من اللي هعمله فيك و مش هنولهولك ابعد عنها أحسنلك و ابعد كلابك عنها بدل ما و رحمة أمي أندمك عاليوم اللي اتولدت فيه.
قذفه بعنف فاختل توازنه و كاد يسقط و لكنه تماسك في أخر ثانية و نظر له بشرر يتطاير حرفيا و عيون حمراء: متنساش نفسك أنا ممكن اقتلك دلوقتي و هكون أكتر من سعيد بكده بس لاء أنا هخلص علي اللي بتحبهم واحد واحد لحد ما ترجعلي يا
أردف بسخرية: يا ابن السوهاجي.
ثم خرج من المنزل و ترك فهد في دوامة غضبه من هذا المسمي والده و خوفه علي شهده و عائلتها و صديقه زفر بحنق ثم أردف بدموع: يااااارب.
ارتفعت شهقاته و أسترسل ببكاء عنيف و صوت عالي: يارب أنا عارف إني كنت بعيد عنك طول السنين دي و عارف إني مليان ذنوب و مستحقش رحمتك بس متأذنيش فيها يارب.
تهاوي أرضاً و جلس يبكي حاله طوال تلك السنوات يبكي موت والدته و شقيقته و انتهاك براءة روحه و تحويله لوحش بمعني الكلمة بكي كما لو كان يختزن البكاء طوال هذه السنوات و جاءت القشة التي قسمت ظهر البعير و هذه القشة هي شهد نعم هو يستطيع تحمل أي شيء إلا أن تؤذي.
بعد فترة طويلة من البكاء المرير و الشكوي لرب العباد نهض و توضأ كما علمته والدته و وقف بين يدي بارئه لأول مرة منذ سنوات لأول مرة أحس كأنه طفل من جديد تعلمه والدته أصول دينه بكي بشدة بين يدي ربه بكي كما لم يبكي في حياته بكي موت والدته و شقيقته و انتهاك برائته ظل يقف بين يدي المولي يشكوا له الظلم في حياته انتهي من صلاته و نهض استلقي علي فراشه فقد تجاوزت الساعة الحادية عشر ظل يفكر قليلاً في حل لهذه المعضلة لا يجب أن يستهين بقوة والده هو يعرف أنه يستطيع أن ينفذ ما يريد دون تردد اتخذ قراره و عزم علي تنفيذه في الصباح ثم نام ببراءة وُأدت من أُناس باعوا ضميرهم منذ زمن.

طفلة قلبت كياني  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن